أمريكية تخطف إبنها المصري من الأسكندرية
المواطن المصري "محمد عطية" دفعته ظروف الحياة ورغبته في تحسين دخله للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث إلتقى هناك بالأمريكية "كالي" من بنسلفانيا . وتزوجا عام 1999م .... وقد أسفر الزواج عام 2000م عن إنجاب ولد سماه أبوه "خليل" وتناديه أمه وعائلتها "نيكو" Niko.
المواطن المصري "محمد عطية" في صورة أرشيفية (عام 1999م) مع زوجته الأمريكية "كالي" التي تكبره بسبع سنوات
بعد خمس سنوات دب الخلاف بين الزوجين ؛ فكان الطلاق عام 2005م هو الحل وأبغض الحلال . تم الطلاق وغادر الزوج المصري "محمد عطية" بنسلفانيا الأمريكية عائداً إلى الأسكندرية . واحتفظت طليقته الأمريكية بحضانة إبنهما خليل محمد عطية.
محمد عطية في صورة تذكارية مع ولده "خليل" في "أرض الأحلام"
بعد بلوغ الطفل خليل السن القانونية التي تنتقل فيها حقوق حضانته إلى والده ؛ رفضت كالي الأمريكية إرسال الولد إلى أبيه. وزعمت أن والده يريد أن يجبره على إعتناق الإسلام وتحويله إلى "إرهابي" . فحصلت بذلك على حق حضانته من القضاء الأمريكي في أول جلسة.
خليل محمد عطية بعد عودته إلى الولايات المتحدة في أعقاب خطفه من الأسكندرية وهو في سن الثلاثة عشر عاماً
لجأ الأب المصري "محمد عطية" إلى الحيلة . فاتصل بطليقته وأم ولده وتوسل باكياً إليها أن ترسل إليه إبنه في الأسكندرية لتراه جدته المشتاقة إليه قبل أن تتوفى . خاصة وأنها مريضة جداً وفي حالة إحتضار.
وافقت الأمريكية كالي من حيث المبدأ على إرسال إبنها خليل إلى أبيه لغرض الزيارة فقط ورؤية جدته .. ولكن الفــار (جيري) لعب في عبها وأوحى إليها ما أوحى . فقررت مرافقه إبنها خليل إلى مصر . وصحبت معها شقيقتها لتوفير المزيد من الدعم والمساندة . وكانت الزيارة عام 2011م.
وبعد الوصول إلى مصر حصل الأب المصري على تنفيذ حكم مستعجل ، كان قد حصل عليه من القضاء المصري بتمكينه شرعاً من حضانة إبنه الذي بلغ سنه وقتها 11 سنة.
عادت الأمريكية وشقيقتها إلى بنسلفانيا ؛ وبدأت هي وأسرتها في التخطيط لإستعادة خليل (نيكو) إلى الولايات المتحدة.
وعلى الطريقة الأمريكية المحترفة جرى التخطيط بدقة مزجت بين عـلم الجريمة والجرأة والمبادرة .. فتم إستئجار خدمات مكتب نورويجي متخصص في مجال البحث عن المفقودين والمخطوفين . وتحديد ما إذا كانوا على قيد الحياة والمكان الذي يعيشون فيه .. إلخ من معلومات ....
وبعد البحث والتحري تم التوصل إلى معلومات تفيد بأن خليل قد تم إلحاقه بمدرسة خاصة في مصر . وأنه يستقل حافلة المدرسة الخاصة في رحلتي الذهاب والعودة . وحددوا لها المكان والزمان والظروف المحيطة وأفضل الطرق لإختطاف إبنها . وتم ترتيب كل إجراءات الجوازات والحجز للعودة الفورية من القاهرة إلى الولايات المتحدة.
كالي تعرض صورة تذكارية لإبنها خليل (يمين) يحتضن إبن عمه المصري خلال تواجده في مصر
غادرت كالي بلادها وجاءت مع شقيقتها إلى الأسكندرية في الخفاء لتنفيذ الخطة التي وضعها وصممها لها المكتب النرويجي بإحكام.
كانت الخطة تتلخص في أن ترتدي كالي النقاب والجلباب العربي العادي الذي تلبسه الفلاحات والصعيديات والإسلاميات المصريات عادة ولا يلفت الإنتباه ولا يثير الشكوك في بلادنا العربية.
ثم كان التدريب الميداني لتنفيذ الخطة بإحكام بعد أن تم التأكد من أن والد خليل لاينتظر ولده دائماً في نقطة وقوف الحافلة المدرسية عند عودته من المدرسة.
وتقول كالي أنها ظلت أكثر من مرة تحضر إلى حيث المكان الذي تقف فيه الحافلة . ولكن كان زوجها السابق يكون متواجداً في إنتظار وصول إبنه لإصطحابه إلى البيت . وأنه (طليقها) كان يمر بقربها أكثر من مرة ولكنه لم ينتبه إلى وجودها أو يتعرف إليها .
وأخيراً سنحت الفرصة للأم الأمريكية كالي حين تأخر محمد عطية في الحضور إلى مكان توقف الحافلة لإستلام إبنه ...... نزل خليل من الحافلة فأخذته أمه من يده بيدها على الفور وطلبت منه أن يذهب معها في هدوء ... أطاع الولد أمه بعد أن عرفها من صوتها ولون عيونها الزرقاء التي لم ينساها بطبيعة الحال.
الأمريكية "كـالي" تغطي وجهها بالنقاب وقد لبست العباية العربية .. أخيراً إعترف الأمريكان بفائدة النقاب للمرأة.
أخذت كالي إبنها بسيارة خاصة كانت في الإنتظار إلى القاهرة مباشرة . واستقل الجميع الطائرة عائدين إلى الولايات المتحدة .....
أما كيف إستطاعت كالي العبور بإبنها من بوابة الجوازات المصرية في مطار القاهرة الدولي . فهذا ما لم تفصح عنه كالي أو الصحف الأمريكية ...
ولكن الذي رشح أن تكاليف عملية إعادة خليل إلى الولايات المتحدة قد كلف والدته وأسرتها مبلغ 100,000 دولار (مائة ألف دولار) ... والمال كما يقولون إذن يفعل المستحيل ويفتح كل الأبواب بما فيها بوابات الجوازات والجمارك.
وربما كان هناك دور ما لجهات دبلوماسية مـا ، سهلت لكالي (من خلف الستار) عمليات التحرك وحجز تذاكر الطيران في الوقت المناسب وبأسرع ما يمكن تفادياً لملاحقة الشرطة المصرية وصدور أمر قضائي بوضع إسم خليل في المنافذ والمواني والمطارات...... وكما يقولون فإن يوم الحكومة عندنا بسـنة .. ويوم الحكومة الأمريكية 24 ساعة في اليوم ؛ خـاصة عندما يتعلق الأمر بسلامة ومصالح رعاياها.
الأمريكية كالي تروي قصتها وهي متهللة الأسارير بعد نجاحها في إختطاف ولدها وإعادته إلى موطنها
وبحسب ما تداولته الصحف الأمريكية فإن "خليل محمد عطية" كان مبسوطا بعودته مرة أخرى إلى الولايات المتحدة . وصرح بأنه سعيد الآن بعد أن عاش 20 شهر في الأسكندرية كانت بالنسبة إليه كابوس !
كالي بعد إعادتها لإبنها منتشية إلى جوار أبيها وأمها أمام منزل الأسرة في بنسلفانيا
واضح إذن أن للزواج من الأجنبيات سلبيات كثيرة لايدركها البعض إلا عند التعرض لها ومعايشتها . ومنها على سبيل المثال تشتت الأبناء ما بين ديانة الأب وديانة الأم ، وإنتماء الأب وإنتماء الأم الوطني. وإختلاف المثل والقيم والقناعات الثقافية والإجتماعية .. ويزداد الأمر سوءاً في حالة وقوع الطلاق بين الزوجين.
التعليقات (0)