أمريكا.. من الشبق حتى الانقراض تداعيات القلق من الانهيار حتى التقزز
عشاق على حافة القبر
الحلقة الأولى
26 سبتمبر (166) 5/12/1985م
أمريكا..كل شيء عنها!!
عندما وقع الاختيار علي لزيارة أمريكا بناء على الدعوة الموجهة من إحدى المؤسسات الإعلامية الأمريكية وقبل موعد الرحلة بـ 24 ساعة استدعاني رئيس التحرير الأستاذ علي الشاطر وقال ناصحاً، عليك أن تكون قوي الملاحظة والتركيز كثير التأمل وموغل في الحدس الصحفي..
ولم أك أعرف ماذا يريد الشاطر قوله بالضبط؟ ولماذا يحدثني وكما لو كنت ذاهباً إلى محافظة تعز أو إب أو ذمار لأعود إليه بعدد من الملاحظات عن سوء تخطيط المدينة أو ترقيع الشوارع أو تراكم القمامة.. أليس في علمه أنني ذاهب إلى دولة عظمى هي –كما كنت أتوقع- دولة لا يمتلك الزائر فيها غير الذهول والانبهار غير الدهشة وهو المفاجأة.. ولاغرو أن تكون أمريكا قد وقعت في نفسي موضع دهشة وانبهار على مدى يومين متتاليين لوصولي وتاثري بقشور الواقع.. فالمدن تلبس ثوباً قضيباً من الخضرة الموشاة بالألوان الحمراء والصفراء ربما لتعدد فصائل الشجر وبما ينسجم مع واقع المجتمع الأمريكي المتعدد الهجرات.. فضلاً عن الأنهار التي تجري على استحياء ودعة، وهذه ناطحات السحاب في نيويورك تشمخ بأشكال هندسية مميزة وتلك حركة لا تهدأ في الشوارع وعلى مداخل المدن ومابين شارع وآخر ينتصب تمثال لحصان أمريكي لم يكبوا بعد أو فارس تقع يده على مقبض حسامه المفلل، ومع كل التفاتة تلتقي بنظراتك بعاشقين يتبادلان القبل ويتمايلان كغصني بان وفي المقهى أو البقالة تصادفك امرأة عجوز أكل الدهل منها وشرب يكاد وجهها يشبه اول خارطة حرب قدمت لهتلر وهي مع ذلك تتدلل بشرة وفنن ابنة السابعة عشرة تمد بقطعة الحلوى إلى صديقها القديم الذي يبدو في عمر مشابه أو تحيط بخصره أو تقدم له قبلة وقورة بين عينيه.. لكل ذلك وجدتني أندهش بل أتساءل.. هؤلاء كيف يموتون وفيهم هذا المرح وتلك الدعابة بل كيف يشيخون وهم يمارسون طقوس العشق والغرام حتى عندما يكونوا على قاب قوسين أو أدنى من أجداث الموتى..!
أجل انبهرت لأمريكا وفاتني أن مثل هذا الأمر يتعهدني إذا غبت عن قريتي ثلاثة أشهر ثم عدتها وقد جد كوخ صغير فيها أو طلاء أبيض في إحدى واجهات المنازل..
أمريكا والبعوض
ولشد ما كانت المفاجأة مثيرة عندما وقعت على رصيف أشهر الشوارع في واشنطن نتيجة مروي على قشرة موز بفعلها قررت تجاوز الذهول والخروج عن المألوف العربي لأن بين أخطاء العرب أنهم لا يتأكدون مسبقاً من سلامة الطريق أو الطرق التي يعبرونها بل هم من الشموخ بحيث لا ينظرون إلى مواقع أقدامهم مما يجعلهم ينبطحون على الأرض بفعل قشرة موز.. المهم، لقد أفدت من الحادث في استذكار الكلمات التي قالها لي رئيس التحرير قبيل مغادرتي صنعاء..رأيت في الشوارع التي لا تخلو من حفريات ولا تفتأ فوق الصيانة تنتشر ليلا ونهاراً للقيام بجراحات مستمرة لا تخلوا من تشوه.
وتأملت في الرصيف الذي يكتض بالباعة المتجولين وقلت في نفسي مستذكراً بعض حالات التشابه لدينا "كلنا في الهوى سوى"..
وبحلقت في الشحاذين الذين يمدون أيديهم ويمهرونها بعبارة رقيقة "نريد أن نرب طعم السندوتش" وعبارة أخرى "أمي تنتظر عودتي مع رغيف الخبز"!
بل لقد أحسست بالذعر لرجل كهل يمد يده إلى برميل قامة ويلتقط بسنوره حديدية معقوفة الرأس بعض مخلفات الطعام التي يرى أنها ما تزال صالحة للأكل ثم ينحني جانباً ليتناول على عجل وجبته الدسمة..
لقد كنت أحسب أن أمريكا دولة تمطر سمائها ذهباً.. وتتفجر الينابيع فيها دولارات وعملات صعبة.. ولم أكن أتوقع أن أرى الإنسان فيها على ما في هذه الصورة من سوء وفرض بشاعة؟؟
وعندما دلفت وزملائي من الصحفيين الدوليين العرب إلى البيت الأبيض –طبعاً بعد إخضاعنا لإجراءات أمن مشددة- كنت لا أتوقع وأنا في قبوة الرئيس ريجان وتحت سقف القاعة المخصصة للناطق الرسمي باسم البيت الأبيض أجل لم يكن ليدخل فيبالي أن أجد ذبابة تجنح في سماء القاعة المتواضعة.. ذبابة أليفة ما تكاد تستقر فوق جفن هذا حتى تطفق على جبهة ذاك.. وكل يبادلها التحية لأنها تحمل هوية دولة عظمى..
وتتكرر ملاحظة الزائر لأشياء تستدعي العجب فعلاً وتستدعي التوقف أمامها بكل ما في الإنسان من طاقة على العجب..
الرئيس السلعة:
بين البيت الأبيض والسور الحديدي من الخارج بينهما مساحة بسيطة جداً لا تتعدى الأربعين متراً "تقريباً" وهناك في مكان ملتصق بسور البيت الأبيض يرى الزائر في صورة على هيئة لوح خشبي للرئيس ريجان وجوار هذا اللوح يقف شخص عربي عراقي كردي يسدي نصائحه للمارين بأهمية الذكرى في حياة الإنسان وإذا كان ولا بد من هذه الذكرى فلتكن على يده.. وهو مستعد لأن يلتقط صورة تذكارية وإلى جوارك الرئيس ريجان لقاء بضعة دولارت حيث يتم التقاط الصورة فتبدو لك وكأنك فعلاً مع الرئيس في نزهة صيفية.. ويبدو أن الزوار من العالم الثالث هم الأكثر إقبالاً على ذكرى كهذه، ومن يدري وأن أحد هؤلاء الذين يسلمون بخيانة العقل قد اختصر فترة الزيارة المقرة له في أمريكا ليعود إلى أرض الوطن حاملاً إلى وجه وأصدقائه وأفراد عائلته صورته الشخصية مع الرئيس الأمريكي وربما استدعى الأمر من هذا الزائر أن يقسم يميناً بالطلاق ثلاثاً أنها صورة فعلية وأن الرئيس ريجان كان سعيداً لحظة التقاط الصورة التذكارية..
وفي اعتقادي أن لهذه الطرفة أبعاد أمريكية.. إذ أرى أن الهدف منها هو إجراء معادلات أمريكية لقياد تطور العقل الإنساني في الشعوب الأخرى لكن أمريكا عادة ما تدفع الثمن لكل بوادرها ومخططاتها وعلى هذا الصعيد فإنها تدفع الثمن سلفاً إذ كل لقطة تذكارية تمثل إهانة صارخة للأمريكيين بصورة عامة.. ولشخص الرئيس بصورة خاصة.
وللإنصاف فإن الأمريكيين لا ينظرو، على قضية كهذه بحساسيتنا نحن العرب بل هم يعتدون بهذا على صعيد الاستدلال والاستشهاد بمدى ما يتمتع به الإنسان في أمريكا من حرية.. والحرية في أمريكا تمنح للكلب أكثر مما تمنح للأفراد، فللكلاب في أمريكا امتيازات واسعة بل أن الكلاب والقطط في الولايات المتحدة غالباً ما تدخل ضمن الورثة الشرعيين للمواطن البرجوازي فهو لحظة احتضاره لا يتورع من أن يوصي لكلبه أو قطته بثلث أو ربع ممتلكاته، وعندما تكون في منزل أحد الأمريكيين فإنك تدلف غرفة الاستقبال وتجد الكلب في صدارة المجلس أو جوار المدفئة يحرك ذيله كما لو كان في مكانة القيصر الأكبر.. عدى الحمار فلا وجود له في حياة الأمريكيين ويحتمل أن يكون الحمار قد انقراض لوجود بدائل بشرية..
وللأمريكيين طباعهم وعاداتهم ولا ضير أن يرفع أحدهم قدمية إثر جلوسه على الطاولة ليكون حذاءه متواز ومقارب لوجه الآخر لكن العيب أن ترفع إصبعك الوسطى ليدك أثناء حديثك مع شخص ما..
ومن الضرورة بمكان بل من جملة الأداب المتبعة أن تستخدم الشوكة والسكين عند تناولك للوجبة وهنا أذكر أنني تعرضت للجوع عشرات المرات نظراً لبلاهتي في التعامل مع الشوكة والتقاط حبيبات الأرز من الصحن المعد للأكل.
الحقد على التكنولوجيا:
وفي إحدى جلسات العمل للدورة بدأ النقاش حول أهمية التكنولوجيا الحديثة وأخذت الأسئلة تنحصر على جانبين الآلة وطرق استخدامها..
ولقد تساءلت بشكل شمولي عن التكنولوجيا ومدى تأثيرها على القيم الإنسانية وعن إمكانات الجمع بين التكنولوجيا من جهة والقيم الإنسانية من جهة أخرى.. ولا أنكر أن الزملاء المشاركين قد استهجنوا السؤال دون طرح المبرر.. لكن السيد/ جورج بصفته نائباً لرئيس المركز الأول للصحفيين الدوليين وباعتبار مسئوليته عن إدارة الندوة فقد كان بذكاء مفرط يصرف الاهتمام أو يغير مجرى النقاش سيما إذا طرح سؤال جاد من شأنه الإساءة إلى العالم الرأسمالي.. ولعلمي المسبق بهذه الخاصية التي يتمتع بها جورج فقد اكتفيت بطرق السؤال دون إلحاح في طرحه على طاولة النقاش ولكننا عندما زرنا إحدى الصحف الأمريكية وجدنا من خلال شرح الناشر أن التكنولوجيا في أمريكا تلحق بالإنسان أفدح الضرر فهذه الصحيفة قررت الاستغناء عن عدد كبير من العمال لأن أجهزة الكمبيوتر جعلتهم يفقدون وظائفهم ويلفظون إلى شارع البطالة.. لكن هذه المطبوعة قررت من ناحية أخلاقية "مؤقتة" منح كثير من هؤلاء العمال وظائف دونية ولجأت إلى استخدامهم كبوابين وحرس ونحوه.
ثم لم نلبث وأن فوجئنا بحقيقة أخرى على لسان السيد/ جورج مفادها وجود أضرار صناعية على المجتمع الأمريكي ليس فقط على نطاق تلوث البيئة وامتزاج الهواء النقي بكربونات سامة ولكن على نطاق أكبر حيث تواجه الإدارة الأمريكية مشكلة هامة جداً في كيفية التخلص من المخلفات الصناعية.. برغم أن الكونجرس وافق على مشروع من شأنه حل الأزمة لكن المشروع لم يكن أكثر من حلم وردي غير قابل للتنفيذ.
وفي وقت لاحق كان ثمة عوده إلى القيم التي تضمحل تحت تأثير التكنولوجيا وطُلب إلي توضيح استفساراتي التي لم تكن مستساغة منذ قبل، وحينها كان توضيحي شبه عائم عن تكنولوجيا الاتصال وكيف تم الانحراف بها من أهدافها الأساسية كخدمة الشعوب وتوفير مناخات التقارب بين الحضارات في حينها تستخدم اليوم لأغراض جاسوسية من شأنها زعزعة الاستقرار وتوفير عوامل الغزو، وإثارة القلاقل ضد الحكومات الوطنية غير المتواطئة مع الدول العظمى.. مروراً بهيروشيما وانتهاءً بالقنابل العنقودية لغزو لبنان باعتبار أن التكنولوجيا هي تطور صناعي متعدد الاتجاهات؟!
ومرى أخرى وربما للمرة العرين يغير الصحافي الأمريكي جورج مدار الحديث وكنت ككل مرة التمس العذر للصديق الذي يرأس الندوة لعلمي الأكيد من أن للترجمة دور كبير في تحريف السؤال مرة وصبغه بالصبغة الأمريكية مرة ثانية، وتجاهله إذا قرر فيق الترجمة الثلاثي موضوعية النقاش وعقلانية التجاهل..
والمترجمون الثلاثة هم فريق دائم برغم تعدد جنسياتهم لكنما روعي في دمجهم –كفريق عمل واحد- تجاسنهم وتوافق طباعهم وميولهم.. ولقد كانوا يقومون بمهام متعددة أساسية إلى جانب الترجمة، فهم المرافقون والمترجمون والموجهون.. ولهم إلى ذلك هوايات تكاد تكون البرنامج الرديف للبرنامج الأساسي.
فالدكتور/ سهيل متأثر بالأمريكيين وهو لا يتردد عن التهديد والوعد والوعيد إذا أغضب هذا السؤال أو ذاك لكأنما ينظر إلى ذلك بمثابة خرق لما تعهد به من صهر ومن أحداث التغيرات في معتقدات أو ميول الزائر "على ذمته" أي تحت رعايته وغالباً ما تكون تصرفاته تلك تعبيراً صادقاً عن صدق تعامله وطيبة قلبه ثم هو دكتور ولا بأس أن يتعامل مع الغير كما لو كانوا في عداد دراسية على قاعة المحاضرات بجامعة أمريكية.
أما أكرم، فإنه يعمل مترجماً وسائقاً شبه محترف أو بالأصح متطوع فضلاً عن أنه متداخل مع المشاركين في الندوة ويجيد امتطاء موقع المحاضر فيتطوع بطرح بعض الردود بدلاً ن المحاضر الرسمي، وله هوايتان أساسيتان جمع الكروت من المسئولين الذين يتداخلون ضمن فقرات البرنامج والثانية جمع العملات الورقية المختلفة.. وهي هواية متأصلة في كثير من العرب ذوي الجنسية الأمريكية.. ولكم حز في نفسي رفض أحد المسئولين في الأمم المتحدة أن يعطيه كرته الشخصي رمزاً لصداقة دائمة.. أما جمال وهو أظرف هؤلاء وأكثرهم لطفاً فقد عمل بين مترجم ومرافق وإن كان امتيازه الرسمي حمله لسماعات الأذن المخصصة لأغراض الترجمة الفورية.. وكانت علاقاته الغرامية تثير لهباً وحسداً في قلوب المشاركين، وكانت العزيزة سناء تجسد الممتع السهل بالنسبة لجمال والسهل الممتع بالنسبة للزملاء المشاركين.
ولقد كانت رائحة حب بينهما تفوح في قاعة المحاضرات بمركز الصحفيين الدوليين في بوسطن.. وكان لسان حالهما مقطع من أغنية عربية نزارية (عيناك في عينيه في شفتيه في...)
ليت غير ذات سوار صفعتني
الفشل الأمريكي في تحقيق نظرية البوتقة..
الحلقة الثانية
26 سبتمبر (167) 12/12/1985م
أمريكا.. أمريكا أيضاً..
الحديث عن أمريكا ينطوي على حساسية مفرطة، وتبيين البين أمر صعب لاسيما حين يكون مقروناً بالحديث عن أمريكا..
وعندما أخذت في تدوين انطباعي عن الولايات المتحدة كان لا بد علي أن ألفت نظر شريحة من القراء تتسرع في استصدار أحكامها لمجرد تأملها في مستهل الموضوع فتحدد موقفها من الكاتب وتحدد موقف الكاتب وتحدد موقف الكاتب من نفسه..
وبين أن تكون أمريكا في تناول. أو أن تغدو موقفاً بين كلتي الحالتين ثمة فارق هائل وكبير..
والفصل في المداخلات المثيرة، مثير أيضاً.. لكنني أحاول ما استطعت انتهاج الحياد الموضوعي في كتاباتي التي أدعي أنها تحمل في طياتها من الظرف والفكاهة ما يغري القارئ على الإطلاع بل ما يجعلني أعيد التأمل فيما كتبت لعلي أضحك كقارئ من حكايات عانيتها كمقروء –كاتب يدخل أمريكا للمرة الأولى معتقداً أنه أول من يفض بكارتها..
تستطيع "طيبة الذكر" أن تغير أشياء كثيرة من مفاهيم بعض الزوار العرب لكنها تخفق كلية عن امتلاك وسال التغيير تجاه نفسها..
هي لا تستطيع أن تكون أمريكا موديل "2" أو نموذج "3" إنما يمكنها –كل ما يمكنها أن تكون الجوكر الرابع والرابح دائماً..
تساؤل بريء؟
ولهذا كان الزميل فؤاد دعبول مدير تحرير جريدة الأنوار اللبنانية يتسائل بمرارة الواقع اللبناني.. لماذا تكون أمريكا جميلة من الداخل، وقبيحة في الخارج..؟
والحقيقة لقد كان الزميل دعبول شديد الانبهار بأمريكا.. شأن بقية الزملاء من الصحفيين الدوليين الذين شاركوا في حضور فعاليات الدورة التدريبية التي سوف نأت إلى الحديث عنها في موضع آخر من سلسلة الانطباعات..؟
لكن هذا الانبهار ما كان ليستمر لأن لم يكن أكثر من قشور لم ترقى بعد إلى درجة التعامل مع الجوهر في نظرتنا لأمريكا من العمق..
قراءة في وجهي العملة..!!
"سماعك بالمعيدي خير من أن تراه" ولهذا المثل العربي الشائع قصة عن المعيدي ذلك الرجل الذي كانت أخباره تثير رغبة الناس على رؤيته.. ولما كان المعيدي دميم الوجه كالح الملامح أحدب الظهر قالت العرب سماعك بالمعيدي خير من أن تراه..
والمثل ينطبق إلى حد ما على أمريكا فسماعك بها خير من أن تراه.. إذ الحياة في هذا الجزء الكبير من العالم تبدو رتيبة ومظاهر الفرح الذي كان يشع من عيون الصبايا قتله "الإيدز" المرض الذي يكتسح أمريكا ويتهددها بالانقراض حيث بلغت النسبة التقديرية بالمصابين به نحو مليون ونصف مليون مصاب.. وقد بدأ المرض ينشب أظافره في علية القوم "؟؟".
والمجتمع الأمريكي ينظر إلى هذا المرض القاتل بهلع وخوف عكس الحكومة الفيدرالية التي تتسم اهتماماتها في هذا الشأن بالنفس الطويل.. الأمر الذي أدى إلى تضاعف القلق الاجتماعي حيث لم يعد المجتمع يلقي مسئولية التصدي لهذا الوباء على الحكومة، فهناك استشعار شعبي واسع بخطورة الأمر بدليل أن بعض الأعضاء في مجلس الشيوخ أخذوا يطالبون بفصل المصابين من الأطفال والمراهقين عن المدارس للحيلولة دون تسرب المرض إلى التلاميذ الذين لم يصابوا بعد بالعدوى..
أجراس الإنذار تدق
ومع وجود من يرفع صفارة الإنذار للمطارات العربية من تسلسل "الإيدز" مع ذلك يوجد فريق آخر ينفي بشدة –مستنداً إلى أبعاد أخلاقية نية اللوبي الصهيوني بصدد تسيس الوباء؟؟ أقصد استغلال وجود كثير من الدارسين والزوار "العرب" وإغراء الفاتنات المصابات على التعامل معهم للإيقاع بهم كما يعودون إلى بلدانهم بالموت الهادئ كبديل "سلمي!" للقنابل العنقودية وما في عدادها..
ورواية كهذه "حرب الجرثوم" لا تتعدى الشائعة ولكني لجملة من المؤشرات أستطيع ككاتب تحديد موقف بدائي منها..!!
فبعض الدارسين العرب في أمريكا ورثوا عن قصر الحمراء الأريحية وعدم الاكتراث وبعض من هذا البعض يبدي لك لمجرد أن تجلس معه للحظة الأولى كبير اهتمام وتركيز بـ.. عيون المها.
بين المراقص والقبر "واعتذر لما علق بمطلع البيت الشعري من تحريف فج"..
مخاطر غير "الإيدز"
والفتنة في أمريكا ضروب شتى ولو بعث القائل "فكيف عبادك لا يعشقوا" لقطع لسانه قبل أن ينطق ببنت شفه.. فالجمال محفوف بالمخاطر. وهذه الفاتنة التي تثير فيك كل الهرمونات الساكنة، وتحرك لديك كل عوامل الاشتهار بدءاً برمش عينيها وعراء صدرها لا تبحث فيك عن حب "شرقي" بل لا تطمع معك في لحظات المتعة، إما تتصنع الهوى لتستدرج صوب أحد الأوكار في العاصمة "واشنطن" حيث يكون على باقي الطاقم من أفراد العصابة أن يستكمل معك بقية المهام، وهي لا تتورع وقد أنهت مهمتها بوضعك داخل الفخ من أن تنصرف وعلى ملامحها ترتسم ابتسامة خبيثة موغلة في الشماتة.. تقول للضحية بكل وداعة وتلقائية "باي باي"..
ولا يهم هنا التعرف على المكان ولا أن تجد ذات الفتاة.. مرة، مرتين، ثلاثاً تكرر القصة مع غيرك من بلهاء العالم الثالث وهنا- وتحديداً واشنطن لا تجد عملية اللجوء إلى الشرطة فثمة اتفاق مؤداه أن لا تتداخل المسئوليات وأن لا يعتدي أحد على اختصاصات الآخر.
وعادة ما تكون الفخاخ الصغيرة منتجعاً طبيعياً في الفخ الكبير..
عود على بدء
مرة ثانية.. تستطيع أمريكا أن تغير الكثير من حياة أي زائر لكنها لا تملك نفس القدرة حيال نفسها..
وقدرتها على تغيير اتجاهات الزائر "ذو الليد اللينة" لا تعني التغيير على الطريقة العربية كقول القائل "ولا أسلمه إلا يدا بيد" لكنه التغيير بأساليب وطرق متقدمة وعصرية فعلاً، فهي توهمك بعدم وجود حاجة لها فيك.. ولكنها بوازع إنساني –لاحظوا عبارة إنساني- تريد مساعدتك فيما يعود بالنفع عليك ومجتمعك.. وهو ما يمكن إيجازه بعبارة "كن مع نفسك ثم مع أمريكا إذا رغبت" شأن هذا الشعار لا يختلف عن الموعضة الطبية التي تكتب على غلاف علب السجائر "التدخين مضر بصحتك إلخ"
وإذا رغبت أن تكون مع نفسك على الطريقة الأمريكية فإن الجرعة تبدوا سهلة الابتلاع "طبعاً" مع استخدام ما يلزم من المرطبات..
لكنها عصية الهضم ولا شك أنها ذات أطوار مشابهة الأطوار ما بعد الوحم..
والأمريكيون بارعون في تمرير الوصفة، في تغيير مسارات الذاكرة، في تكييف الزائر.. إلى درجة أنني خرجت من أمريكا دون أي دراية بمحتويات رأسي..
لولا أن التراب الوطن فعل السحر في شد الإنسان إلى الجذور واستصراخ الضمير حتى لقد هيأ لي أن بين تراب الوطن وبين أمريكا صراع رهب فكل منهما يمارس عملية ما يسمى بـ "غسيل المخ"..
ويذكرني هذا الأمر بقصة يرويها العالمة السيد كشك عن المبشر المسيحي الذي أراد أن يحتفل بتخرج دفعة كبيرة من المبشرين الذي اطمأن إلى خروجهم عن الإسلام ودخولهم في دينه.. وفجأة ينتبذ أحدهم صارخاً "وحدوه" فهتف الجميع بكلمة التوحيد.. وذهبت كل جهود المبشر أدراج الرياح..
وللأمريكيين أساليب مدروسة لصهر الغريب فيما أنهم فشلوا في تحقيق نظرية "البوتقة" أي الانصهار الكبير على مستوى كل شرائح وهجرات المجتمع في بوتقة "أمريكا الوطن"..
وهم باستخدام العديد من الوسائل قادرون على خلق عوامل الاستياء والتذمر لدى الزائر حيال ما يجري في وطنه لكنهم عندما يطعمون القضية بأمريكا يستيقض الزائر ولسان حاله "ليت غير ذات سوار صفعتني".
حرية الانقراض
سهل في أمريكا أن تكون عاشقاً أو معشوقاً والعلاقات الشخصية في هذا الاتجاه لا تقف عند محاذير أو عوائق تحول دون الممارسة البهائمية التي تدخل ضمن برواز "الحرية" الجميل..
فالمرأة التي تتأبط ذراع بعلها في الطريق إلى "السوبر ماركت" لا تجد حرجاً حيث تلتقي صدفة بصديق قديم من أن تقدمه لبعلها بتلقائية محببة. وقد يهز "الزوج" رأسه إشارة إلى موافقته على طلب "الهانم" منحها إجازة مفتوحة تقضيها في ضيافة هذا الصديق أو ذاك..
وهذه العملية أدت وتؤدي إلى تفكك المجتمع وفقدانه كل الروابط الأسرية التي تتمتع بها المجتمعات المحافظة.. فالآباء الذين يبلغون سن العجز عن مزاولة أي مهنة تدر عليهم ما يسد العوز والفاقة هؤلاء في هذا السن لا يمكن لهم اللجوء أو طلب المساعدة من أبنائهم وقد يموتون جوعاً دون أن يثير ذلك في الأبناء أي عطف أو شفقة، والأمريكيون يتحدثون عن هذه الجوانب بشيء من الاستياء والتقزز فحالات الطلاق تكاد تكون النسبة الثانية لهواة الرياضة في المجتمع الأمريكي.
وماذا إذاً عن الرياضة
عن الرياضة حدث ولا حرج.. وأكاد أفضي إلى الخرف في اعتقادي عن وجود يد خفية تقف وراء استمرار الحياة في أمريكا.. ولولا الاستحالة لذهبت كل الحوامل في أمريكا إلى الملاعب لينجبن أطفالاً رياضيين.
وأغلب السكان في أمريكا هم ما بين رياضيين وهواة رياضة، والطاقات التي تهدر في سبيل الرياضة كفيلة وحدها أن تعيد الحياة في كل صحاري العالم..
والرياضة في تارخ أمريكا المعاصر قد تتحول إلى مرض مخيف فالامتيازات التي يحضا بها نجوم الرياضة تفوق الامتيازات التي قد يحضا بها العلماء والسياسيون والزراع وذوي التخصصات الإبداعية الأخرى.
فالرياضي مثار اهتمام الرجال ومحط أنظار المعجبات من النساء ويلقى من الاحترام والتبجيل مالا يلقاه القساوسة والرهبان إنها أفيون أمريكا ولا شك..
وهي ضروب متعددة في أمريكا ولذلك حمدت الله لأننا في اليمن لم تفتح عيوننا على أكثر من بضعه ألعاب رياضية في حين أنها في أمريكا تزيد عن الخمسين شعبة واتجاها رياضياً.
أمريكا أسطورة من الخزف
هل نحن أمة بلا ذاكرة
الحلقة الثالثة
26 سبتمبر (168) 19/12/1985م
أمريكا أمريكا أيضاً
ما نزال في واشنطن والدورة التدريبية لم تنته بعد.. والمسافة الفاصلة بين مقر إقامتنا في "واشنطن بلازا" أحد أضخم الفنادق في أمريكا.. وبين المعهد الأمريكي للصحافيين الدوليين لا تقل عن 80كم كنا نقطعها بسرور وارتياح بالغين..
إننا خلال هذه الرحلة اليومية نتخلل المناظر الطبيعية الخلابة، ونتملى في النهر الهادئ الذي يلتف حول الضفاف الجميلة كعاشق متهور لا يخشى في الحب لومة لائم.
وفي منتصف الطريق المؤدي إلى المعهد تتوقف بنا السيارة لأن على السائق أن يدفع الضريبة المحددة على كل سيارة تمر من هذا الطريق ثم يؤذن له بمواصلة الرحلة عن طريق الكمبيوتر الضريبي..
وعندما سألت عن سبب التوقف ذهاباً وإياباً وعن المبالغ التي تدفع كل مرة قيل لي أن الطريق تابعة لإحدى الشركات الرأسمالية وأن الشركة تستثمر رأسمالها في مشاريع من هذا النوع..
وما على الفقراء إلا الترجل إذا لم يجدوا في جيوبهم القدرة على التسديد..
كلمة لوجه الله
لأن في أمريكا العديد من المؤسسات الخيرية ذات الأهداف النبيلة ولأن فيها كثير من الذين يقدمون تبرعاتهم السخية التي تجسد البعد الإنساني في اهتمام بعض الأمريكيين بقضايا القطط والفئران من هذا المنطلق أستسمح القارئ في التبرع بكلمة حق لوجه الله من أجل أمريكا..
إذ ليس كل ما في أمريكا سيء ولا كل ما فيها حسن.. وعندما نتعرض إلى بعض التشوهات في هذا العالم فليس معنى ذلك التعميم..
ففي أمريكا غيوم جميلة، وسماء خضراء وأرض مطرزة بالزهور، ووجوه باسمة، وفيها كل الفرض لمن يجد في نفسه رغبة للبكاء أو حاجة إلى الضحك..؟
لكن المأساة العربية التي يعاني منها الوطن المغلوب على أمره هذه المأساة لا تغيب عن الشرفاء حتى وإن كانوا ضيوفاً على أمريكا.. ولكم انتابني من شعور بالمرارة فمع كل لقيمة أبتلعها ومع كل وجبة أمريكية تبتلعني كنت أحس بأن شرائح اللحم التي تقدم لي أثناء الوجبة لا تعدوا أشلاءً ممزقة لضحايا دير ياسين وتل الزعتر.
وثمة حقائق مؤسفة:
وما أشد الدهشة على الأمريكيين حين يقعون –عن غير قصد- في أخطاء جسيمة من شأنها الإضرار بمصالح أمريكا ومن بين تلك الأخطاء.. اعتقادهم أننا أمة بلا ذاكرة وشعوب من القطعان وأن من حقهم دون سواهم أن يكونوا ذئاباً متى شاءوا وملائكة حينما تقتضي الحاجة لوجود ملائكة..
وهم يخطئون سياسياً عندما يذهبون إلى اعتقاد آخر مؤداه إمكانياتهم الخارقة في التحذير والاحتواء.. لكنهم أفضل منا في وفائهم للوطن، فهذه الدولة العظمى لا يمكن أن تكون كذلك إلا بوجود مواطن يحترم الوطن ويدين له بالولاء المطلق، ويبيع كل مبادئه في سبيل أن يقال "أمريكا دولة عظمى".
وليس يهمهم أن تحمل أمريكا غصن الزيتون أو مخالب السبع بل الذي يهمهم بدرجة أساسية أن لا تطال أمريكا في عظمتها ولذلك ندر أن تجد أمريكا متعاطفا مع فلسطين لأن الناس "على دين الملك"!
ولقد بلغ إعجابهم بأمريكا درجة تفوق تقديرات أي منا.. إنهم يظنون أن دخولك أمريكا، حصولك على دعوة منها، استضافتها لك، منحهم إياك بعض المعلومات والدروس تعني بشكل أو بآخر تجيير الحساب الجاري بين أمريكا وبعض المتأمركين العرب، وهم لا يريدون أن يتحول الوطن العربي الكبير إلى رابية أو جبل أمريكيين.. ولأن كان هذا الوطن الكبير –الصغير- تحت قبضتهم في يوم ما فلن يكون أكثر من سوق للإماء ومدخل تجاري، ونافذة على العالم..
الشعب المدمن على القبل..
أمريكا أكبر من أن تتوقعها.. وهي أصغر مما تتخيلها.. إنها تجمع شتات العالم لكنها لا تتأثر بعاهاته الأكثر من أن تحصى..
وعجبت لها كيف استطاعت أن توفق بين كل هذا الخليط الذي يفوق كل الألوان التي يستخدمها التلاميذ في مدارسنا العربية للرسم.
والأمريكيون دينهم "القبلة" الساخنة في المقهى، في الملهى، على الرصيف، قبيل الصعود إلى سلم الطائرة حتى لقد تشاعرت أنها طريقة جديدة للوصية التي يجب على المحتضر تقديمها في اللحظة الأخيرة للوفاة..
وما على الزائر العربي في أمريكا خصوصاً إذا كان "أعزباً" ما عليه إلا أن يعرض أعصابه للتوتر والاحتراق كل دقيقة وفي كل محطة انتظار..
والويل لك إذا ركزت في النظر إلى عاشقين يتبادلان القبل.. وهنا أذكر موقفاً عصيباً حدث للزميلة عصمت الماسوي ممثلة البحرين إذ هم أمريكي على استخدام العنف معها وقال لها "إذا كنتم تسخرون منا فاذهبوا من بلادنا" أما سبب ذلك فلأن الزميلة عصمت أشارت إلى أحد الزملاء في الطاولة تلفت نظره حول ما يجري بين اثنين يقترفان القبل بالرافعات ويلتقطان بالشوكة حبيبات الأرز..
وماذا عن الأمريكيين السود
وإذا جئنا إلى الحديث عن الشعب الأمريكي فسنجده كما سلف القول خليط من هجرات متعددة.
والأمريكيون السود يمثلون نسبة كبيرة من مجموعة السكان ولهذا فإن تجاهله غير وارد على أية حال..
وإذا أردت أن تعرف السبب في وجود بعض البقع السوداء الداكنة على واجهات المساكن والشوارع الكبيرة فسيقول لك الأمريكيون أنها من آثار حملات العصيان والتمرد والشغب التي ارتكبها السود في ثورتهم العارمة ضد الحكومة الأمريكية واتجاهها سياسة التمييز العنصري بين الأسود والأبيض ومنح الأخير مسئولية السيادة المطلقة والأفضلية القصوى على ذي البشرة السوداء.
ولا صعوبة على الزائر في تلمس حالات تعكس آثار ذلك التمييز حتى الآن فالسود يختلفون عن شرائح المجتمع في طريقة تفكيرهم وفي أسلوب تعاملهم، وفي عاداتهم وتقاليدهم ويختلفون حتى من حيث الفهم للهموم الأمريكية العامة التي يحتمل أن تكون هي القاسم المشترك بين أفراد الشعب..
وأثار النقمة واضحة فيهم أنهم يميلون إلى العنف ويعتبرون من بعض نماذجه إحدى الطرق التقليدية في علاقاتهم مع البعض وصدفة وجدت اثنين من السود يتشابكان ويقوم كل منهما بصفع الآخر وعضة وكنت أظن الأمر خصاماً لكن السيدة "كرينا" أوضحت اللبس بقولها أن هذه الحالة تمثل إحدى الطرق المتبعة لدى السود في التعبير عن حرارة اللقاء فرط الشوق.. وما إن سمعت هذه التحاليل عدت إلى نفسي مواسياً فقد استذكرت حالتنا نحن العرب عندما نشكك حتى في الابتسامات ونصنفها بحيث تؤدي لمعنى العكس لمدلولها..
مصيبة العم جاكسون
وكنت مأخوذ بالدهشة والإعجاب لشجاعة وتسامح الحكومة الأمريكية بالنسبة للسود ومنحها إياهم فرص التعبير عن الرأي فضلاً عن الحق الانتخابي لكني في إحدى المصادفات تمكنت من فهم أعمق لمدلول الديمقراطية في حياة الأمريكيين السود.. ففي اليوم التالي لوصولي واشنطن كنت أمام ظاهرة ما أثارت لدي غريزة حب الاستطلاع..
فالفندق تدب فيه حركة غير عادية، وقاعة المؤتمرات الكبرى مفتوحة وفي بهو الفندق وعند مداخله يحرك رجال الأمن المسلحون شواربهم المعقوفة تدليلا على أنهم في حالة قصوى من اليقظة والتنبه.. وجعلت أحملق في كل الذين يرتادون قاعة المؤتمرات فألفيت جميعهم من السود.. عندما وجدت المصورين الصحافيين البيض يرتادون القاعة بهدف التغطية لم أستطع كبح رغبتي في الاستطلاع فتسللت برغم ما بي من تخوف حتى إذا أنا في القاعة وجدتني أفرك عيني أحق ما أرى أم خيال؟ حيث اتضح لي أن هذا المؤتمر الأمريكي الفخم إنما ينعقد بصدد النقاش والدراسة لشئون ومتغيرات وطوارئ الموضة.
أي أن هذا اللقاء التاريخي لم يكن أكثر من خمس تسريحات جيدة تمثل فتحاً مبيناً للشريحة السوداء التي يدافع عن حقوقها العم جاكسون أحد المتعاطفين مع القضية العربية ربما لكونها التسريحة السادسة.
ولأن الله يرعاني حيث كنت بعنايته فقد فوجئت بأحد المترجمين إلى جواري مما جعلني أفكر في استغلال قدته على الترجمة حيث وقع اختياري على أحد هؤلاء السود وكنت توسم فيه الثقافة والحس فلما سألته عن هذا التجمع وماذا يعني في حياة الأمريكيين السود أجاب على سؤالي بقوله: إننا هنا في أمريكا نتمتع بكل الحقوق السياسية وهو الأمر الذي تكفله لنا الديمقراطية في أمريكا باعتبارنا مواطنين أصليين بالنسبة للكيان الأمريكي.
ولم أجد بداً من الضحك..
وشر البلية ما يضحك..
التعليقات (0)