مواضيع اليوم

أمريكا.. الشر الأكبر.

عبدالباقي فكايري

2010-12-16 18:00:57

0

موضوع ارسل لي من طرف صديقي الفاضل الاستاذ  مصطفى بن مرابط البنكي والمثقف

أمريكا.. الشر الأكبر.

 

سقطت بغداد وهوى نجمها، وانتهى عراق البعث والعروبة المطلقة، ودان عصر الشك وإعادة النظر.. لتصبح الوحدة الوطنية "المقدسة" مسألة فيها نظر..! أمريكا تعبث بحاضر البلد وترسم مستقبله، وإسرائيل تكسر شوكة ماضيه وتلهو بحاضره، وبقية الدول المهرولة ترقص على أنغام نصر مؤجل وتواسي نفسها برضوان البيت الأبيض -على طاعتها- ولو إلى حين.
عشرات الآلاف من الابرياء الضحايا سقطت على أيدي الغزاة باسم الديمقراطية ونشر السلم والحريات..! دولة كانت هنا بالأمس قائمة بمؤسساتها ورجالها صارت إلى زوال، وحبل المشنقة يلف أعناق من تبقى من رجال النظام البائد..! الخراب يغرق البلد والأموات في كل لحظة ومكان، والاحتلال الأمريكو-صهيوني يعيث في الأرض قتلا ودمارا..
المفتشون من كل الأجناس وتحت رعاية كل المنظمات، أقلبوا الأرض ولم يعثروا على شيء أسموه ذات يوم؛ أسلحة الدمار الشامل..؟ الأسلحة المزعومة التي كانت سببا كافيا لغزو الأرض وإبادة الإنسان، أو الكذبة الأمريكية التي استُبيحت على إثرها حرمة القانون الدولي وهيبة الشرعية الأممية. فمن يمكن أن يكون مسؤولا عن الدماء والأعراض وكل ما حدث بسبب الحرب يا ترى..؟!
أمريكا أولا وثانيا أمريكا وثالثا و... لكن، من يجرؤ على اتهام القوة العظمى، وقد أصبح العالم مجرد لعبة بين أيديها تعبث به وتلهو كيف ما تشاء. فحتى أوروبا "القديمة" التي عارضت –على سبيل الخطأ- نزوة "بوش" وغطرسة أمريكا في إعلان الحرب على العراق، هي اليوم في حرج من أمرها بعدما استبد بها الندم على ما قامت به في حق علاقاتها بالبيت الأبيض..! بدليل استغلالها، بصورة مقرفة وجبانة وحسب ما تهوى أمريكا، ملف العلاقات اللبنانية السورية وكذا قضية اغتيال الرئيس الحريري، وكأنها في سباق مع الزمن كي تستدرك ما تخلفت عنه من نصرة "بوش"، وكذا تكفيرا لها عن العصيان المعنوي الذي سبق وأن أعلنته ضد البيت الأبيض..!
أمريكا تلعب ورقة الشرعية الديمقراطية إلى درجة أنها نصبت نفسها بديلا لإرادة الشعوب، تمنح الشرعية لمن تشاء وتنزعها ممن تشاء، مستغلة في ذلك الظروف الانتقالية -غير المنتهية- التي تتخبط فيها أغلب الدول وما تفرزه هذه الحالة من أجواء تطغى عليها عادة مشاعر الاستياء والشك والريبة -من طرف الجماهير- في نزاهة ومصداقية العمليات الانتخابية.
بعد الخبز وسياسة الترغيب التي مارستها الإدارة الأمريكية طوال أيام الحرب البارة، تنتقل الآن، وهي القوة الأولى في العالم، إلى الممارسة اللا-أخلاقية في السياسية الدولية؛ الابتزاز، الترهيب، الترويع وزرع الفتن التي لا تنتهي، حتى يبقى خصومها أسرى الاضطرابات الداخلية والحروب الأهلية والصراعات البينية..! من تشتيت الكوريتين إلى حرب فيتنام وتقزيم معظم دول أمريكا اللاتينية وتحويلها إلى مجرد مزارع تحكمها عصابات متصارعة.. إلى حرب أفغانستان واحتلال العراق.. إلى العمل على زرع الفتنة الكبرى بين لبنان وسوريا وحتى بين اللبنانيين أنفسهم.. إلى تشتيت السودان.. ماض حافل بالقذارة الأخلاقية والفضائح السياسية على شكل ووترغيت، إيران غيت، أفغان غيت، عراق غيت.. إلى "غيتات" لا تنتهي إلا بانتهاء الصلف الأمريكي، حتى لا نقول انتهاء البيت الأبيض الأمريكي..
في ظل كل هذا الزخم "العدواني" الأمريكي-الغربي، قد يتساءل المواطن العربي عن موقع "أنوار الحكمة" البليغة للجامعة العربية..؟! العراق انتهى ويكاد يفقد حتى عروبته وانتماءه. سوريا على وشك تلقي ضربة أمريكو-صهيونية. لبنان على مشارف حرب أهلية ثانية، السودان يعد آخر أيامه الوحدوية، التوتر بين المغرب والجزائر وملف الصحراء الغربية.. والجامعة العربية تغط في سبات أصحاب الكهف وكأن أمر العرب لا يعنيها..! هذا هو شأن المنظمات والكيانات التي لا تستند إلى إرادة الشعوب ولا تتمتع بشرعية الجماهير.
فهل آن للعرب أن يعيدوا النظر في خياراتهم اتجاه الجامعة "المقدسة"؛ أن يرموا بها إلى الشارع العربي كي تتكفل الجماهير من إعادة بعثها على أسس صلبة وعماد متين.. وإلا فزوالها أهون وأريح للجميع؛ بعدما أفقدت العرب الكرامة والهمة والعزيمة وعلو الشأن، وفشلت في كل مساعيها حتى في الحفاظ على عروبة الوطن العربي، الذي أصبح مهددا بالتفكك والانحلال جراء التقاعس والتخاذل الذي انتهجته الجامعة العربية حيال الأزمات المتكررة والمتلاحقة والتي كثيرا ما عصفت باستقرار هذا البلد أو ذاك..
إلى أن تعود الجامعة العربية إلى القيام بدورها الصحيح والخوض في أمهات القضايا والملفات العربية.. يترقب الشارع العربي -وكله حسرة وأسى- ضياع العراق وتمزق السودان وقبلهما الصومال والبقية تأتي ما دام حج الكثير منا إلى بيت أمريكا الأبيض أولى من حج بيت الله الحرام.
بقلم مصطفى بن مرابط
يومية الايام الجزائرية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات