أثار فوز قطر بتنظيم كأس العالم سنة 2022 دهشة وصدمة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت ضمن الدّول التي قدمت ملفها لاحتضان هذه التظاهرة العالمية، ورغم أن كرة القدم ليست ضمن الرياضات الأكثر شعبية في أمريكا إلا أن ضياع الأحقية في تنظيم كأس العالم اعتبره البعض إهانة بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة والبنية التحتية التي تتمتع بها أمريكا إذا قارناها بقطر، وقد سارع الأمريكيون إلى الاستعانة بمحركات البحث على الانترنت للحصول على معلومات على هذا البلد الصغير الذي هزم أمريكا.
أوباما : الفيفا ارتكبت خطأ كبيرا .
انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منح قطر شرف استضافة كأس العالم 2022، وليس للولايات المتحدة، ووصفه بأنه "خطأ"، وهو موقف لم يشاطره فيه الكثيرون.
وقال أوباما للصحفيين، في أول رد فعل أميركي على فوز قطر باستضافة كأس العالم وهزيمتها لبلاده 8-14، "أعتقد أنه قرار خاطئ".
وأضاف -أثناء استقباله حكام بعض الولايات المنتخبين حديثا- أنه يظل متفائلا إزاء قدرة المنتخب الأميركي على بلوغ النهائيات في أي مكان تقام فيه البطولة.
كما عبر رئيس الاتحاد الفدرالي الأميركي لكرة القدم سونيل جولاتي عن خيبة أمله إزاء عدم فوز الولايات المتحدة باستضافة المونديال، ووصف ذلك بأنه انتكاسة في تقدم كرة القدم الأميركية إلى الأمام.
من ناحيتها قالت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد إن آمال شعب أستراليا بأسره "تحطمت" لخسارته شرف تنظيم البطولة 2022، لكنها هنأت قطر.
موقع ذي أتلانتيك : لماذا خسرت أمريكا تنظيم المونديال؟
جاء في موقع "ذي أتلانتيك" ذلك السؤال الكبير: لماذا خسرت أمريكا تنظيم كأس العالم؟ حيث قال كاتب المقال إنه للمرة الثالثة خلال السنوات الخمس الأخيرة يصدم فيها الأمريكيون، لكن هذه المرة كانت الصدمة الأشد لأن الخسارة أمام قطر، البلد المصنف في الرتبة 113 عالميا في كرة القدم؟ !!! ، وقال ذات الموقع إن قرار الفيفا يطرح العديد من الأسئلة الرياضية واللّوجستية، فهل يعقل أن يُنظم كأس العالم في بلد يحرّم شرب الخمر ويمنع وجود المثلية الجنسية؟ !
وبلغت درجة الحسرة القول، إن الأمل الآن هو في سنوات 2026 و2030 ، لكن المشكل أن هناك 195 بلد قد يتغلبون على الولايات المتحدة ويفوزون بتنظيم كأس العالم، في إشارة ضمنية إلى أن الانهزام أمام ملف قطر معناه الانهزام أمام أي ملف تقدمه أي دولة في العالم.
معارك كأس العالم 2022 الخفية والمعلنة .....قطر تكسب . . . إسرائيل تخسر
عودتنا الكراهية الإسرائيلية أن تسبق العقل عندما يتعلق الأمر بنجاح عربي، فما بالك بأن تفوز قطر وبجدارة بمونديال العالم كأول دولة عربية وشرق أوسطية، بالفعل سيزعج هذا التفوق من زرع الكراهية في أرض السلام.
هذا الانطباع أصبح مستقرا لدى السواد الأعظم وتأكد واتضح عندما أعلن رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، أبراهام لوزون، في شهر سبتمبر الماضي أن "احتضان قطر للمونديال سيجعل المشجعين الإسرائيليين في خطر"، على اعتبار أنهم لن يقدروا على متابعة البطولة بأمان، بسبب ما سماه بـ " كره العرب " لإسرائيل .
دعوة رئيس الاتحاد الإسرائيلي "الماكرة" تزامنت في توقيتها مع زيارة وفد التفتيش التابع للفيفا إلى قطر لتفقد ملاعبها وتكوين الرأي تجاهها، حيث طالب زعيم الكرة الإسرائيلية لوزون الاتحاد الدولي "الفيفا" بمراعاة حالة العداء القائمة بين الدول العربية وإسرائيل قبل القيام بالتفتيش على المنشآت الرياضية في قطر .
وتساءل لوزون عن مصير المشجعين الإسرائيليين في حال أسندت البطولة لقطر، نظراً إلى العداء الذي يكنّه العرب لإسرائيل، حسب قوله، وأن هذا سيكون عائقاً في وجه المشجعين في حال تأهلت إسرائيل أو لم تتأهل.
المتابعون لرياضة السياسة استغربوا حديث رجل كرة القدم الإسرائيلية الأول عن حضور أنصار منتخبه، وكأنه متأكد من تأهل بلده إلى مونديال 2022 في وقت لم يشارك في 19 مونديالا .
ويبدو أن رئيس الاتحاد الإسرائيلي، يحاول استباق الأحداث في سبيل تشكيل لوبي للضغط على الاتحاد الدولي "الفيفا" من أجل حرمان قطر من استضافة المونديال، مستغلا منصبه في اللجنة التنفيذية لليويفا للضغط على نظرائه الأوروبيين للتصويت ضد الملف القطري.
لوزون قدم أدلته المساندة لرأيه عندما ذَكر بما قامت به قطر من تخفيض للتمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي لديها قبل عام، معتبرا ذلك سبب كافٍ للتصويت ضد تنظيمها لكأس العالم 2022، مؤكداً أن هناك اتحادات أهلية ستقف مع إسرائيل بصفتها عضواً في الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن كأس العالم للجميع ولا يمكن منع أي مشجع أو مسؤول من مشاهدة هذا المحفل العالمي على الطبيعة .
العداء والمعارضة الشديدان من إسرائيل للملف القطري، جاءا بعد تطور الدور السياسي لدولة قطر في الشرق الأوسط سواء في القضية الفلسطينية من خلال إصرار قطر على قمة غزة بعد الحرب بحضور قادة حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية - القيادة العامة، فضلا عن العلاقة المميزة بين قطر وحركة حماس والزيارات الدورية لقيادة الأخيرة للعاصمة القطرية، كما لم تنس تل أبيب الدور الإعلامي لقناة الجزيرة القطرية الذي عرى ممارسات الاحتلال وأعطى حضورا واضحا للقضية الفلسطينية لدى الرأي العام، يضاف لذلك دور قطر الواضح في جمع فرقاء لبنان، وهي كلها عوامل دفعت الإسرائيليين إلى ركوب موجة العداء للملف القطري .
رغم تلك النوايا المعلنة والجهود غير المعلنة، أثبت ممثل الشرق الأوسط والعرب (قطر) من خلال مقومات وإمكانات ملفه عرضا مميزا ونادرا لاستضافة الحدث الرياضي العالمي الضخم بشهادة خبراء الرياضة ولجان الفيفا مما أقلق المنافسين وأغاظ الإسرائيليين الذين يسرون ويجهرون بحسد واضح لقطر .
و لكن المهم في كل هذا ان دولة قطر نجحت فيما فشل فيه العرب رغم أنف امريكا و اسرائيل .
التعليقات (0)