محمد أبو علان:
وزارة الأمن الداخلي الأمريكية قررت التراجع عن قرارها بطرد عميل "الشباك" مصعب حسن يوسف الملقب ب "الأمير الأخضر" عن أراضيها، ومنحه في المقابل حق اللجوء السياسي، هذا ما ذكرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني صباح اليوم الأربعاء.
القرار الأمريكي جاء خلال نظر المحكمة الأمريكية في قضية كانت قد رفعتها وزارة الأمن الداخلي الأمريكية للمطالبة بطرد "الأمير الأخضر" عن الأراضي الأمريكية بسبب علاقته بحركة حماس، إلا أن ممثل من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أعلن خلال المحكمة أن وزارته قررت التراجع عن قرارها في أعقاب معلومات جديدة وشهادات وصلت لهم عن مصعب حسن يوسف، وكان من المقرر أن يشهد لصالح مصعب في المحكمة مشغله السابق في جهاز "الشباك" الإسرائيلي المعروف باسم (ج) والذي تربطه اليوم علاقة صداقة متينة مع مصعب.
وزارة الأمن الداخلي استندت في طلبها لطرد مصعب حسن يوسف من أمريكا لاعترافات له بأنه كان عضو في حركة حماس والتي وردت في كتابه "ابن حماس"، لكن وزارة الأمن الداخلي لم تذكر في تفاصيل القضية التي رفعتها إن عضوية مصعب في حركة "حماس" كان الهدف منها نقل معلومات لجهاز "الشباك" الإسرائيلي.
الخطوة الأمريكية تجاه عميل "الشباك" المقيم في ولاية كلفورنيا جاءت بعد جولة مع مشغله السابق من "الشباك" في واشنطن، واللقاء بعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي، ومع المنظمة اليهودية "إميت" والتي منحته جائزة على خدماته لجهاز الأمن الإسرائيلي.
والجدير ذكره في سياق هذا الموضوع أن الشيخ حسن يوسف القيادي في حماس، والمعتقل منذ عدة سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي ووالد مصعب كان قد أعلن من داخل سجنه الإسرائيلي براءته من نجله مصعب بعد اكتشاف أمر خيانته وتعامله مع "الشباك الإسرائيلي.
كما أن لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي كانت قد أرسلت قبل أسابيع برقية شكر خاصة لمصعب حسن يوسف على خدماته التي قدمها للأمن الإسرائيلي، وإن صحيفة "هآرتس" كانت أول من كشف قضية "الأمير الأخضر" وتابعت تفاصيلها حتى اللحظة.
إذن هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية ملجأ رسمي للقتلة والجواسيس الذين يرتكبون جرائم قتل ضد أبناء شعبهم، ملجأ بقرار قضائي أمريكي، والسؤال ما هي ردة الفعل الأمريكية لو كان مصعب موجود في دولة أخرى وأعلن أنه شارك في قتل مواطنين أمريكان في أي بقعة في هذا العالم؟.
الموقف الأمريكي سيكون بكل تأكيد تجنيد كافة الجهود الأمريكية السياسية والأمنية، وتسخير خدمات "ألسي أي إيه" وكل جواسيسها من أجل اعتقاله ومحاكمته على الأرض الأمريكية، ولكن عندما تكون عمليات القتل لغير الأمريكان واليهود فتصبح عمليات قتل مباحة، لا بل الحماية الأمريكية للقتلة ممكنة.
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)