مواضيع اليوم

أمريكا كالمومس بل أقبح

Riyad .

2015-09-24 03:04:45

0

أمريكا كالمومس بل أقبح

قلة من البشر لا يؤمنون بنظرية المؤامرة لكنهم لا يتجاوزون أحداث غيرت مجرى التاريخ يضعون النقاط على الحروف ويشيرون بأناملهم نحو من تسبب في كوارث لا حصر لها , أمريكا قوة عالمية تٌسيطر على الكرة الأرضية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً يدعمها في ذلك تحالفات وقوى أقل منها قوة لكنها أقوى بكثير من دول تظن بنفسها ظنون كثيرة , السياسة الداخلية الأمريكية سياسة قائمة على المشاركة الشعبية في صنع القرار بطرق ووسائل متعددة تتبع نظام رئاسي قريب من العلمانية الصلبة المتصلبة تضع العنصرية بموضع قريب جداً من اليد فتستخدمها وقتما شاءت لتحقيق مصالح بعيدة المدى , تنمية وضرائب ونظام مالي وصحي متجدد واحزاب صغيرة وحزبين كبيرين جمهوري وديموقراطي  الخ كل ذلك جعل من أمريكيا فتاة شريفة عند البعض لكن لو تمعنوا في سياستها الداخلية جيداً وتعامل سلطاتها الرسمية " الأمن " مع السود وبعض الفئات الدينية بالداخل الأمريكي لقالوا أنها مومس ترتدي ثوب الشرف , الميكيافيلية ظاهرة طبيعية في العمل السياسي والاجتماعي لكنها إذا تجاوزت الحد المقبول فإنها تصبح أداة تعطي انطباعاً بأن المستخدم لها سلطة أو فرد لا قيمة له ولولاها لسقط وأنتهى [ " الميكيافيلية" تعني النفعية وشعارها الغاية تبرر الوسيلة ] , جميع التنظيمات الحزبية والحكومات تستخدم الميكيافيلية بنسب معينة لتحقيق مصالح بعيدة المدى أو قريبة لكن أمريكا تستخدمها باستمرار وبنسب تفوق حاجز الخيال فلكي تعزز بقائها بمنطقة الشرق الأوسط قامت باحتلال دولتين " العراق , أفغانستان " تحت بند مكافحة الإرهاب وشرعنت قوانين لتعزز بقائها بدول وتقيم معسكرات تحت مسمى مساعدة الحلفاء في القضاء على الإرهاب فالمقاومة عندها إرهاب لأنها تستهدف وجودها الذي اهلك الحرث والنسل فهل كانت تظن أن الناس سيستقبلونها بالورود وهي آتيه لنهب الموارد واحتلال الأرض وتغيير تركيبته الديموغرافية والتاريخية والثقافية والمعرفية " قمة الغباء " , قبل حقبة احتلال الدولتين هناك الحقبة الصومالية والفلسطينية اللتان إلى اليوم تتجرع السم الأمريكي , شعار إذا لم تكن معي فأنت ضدي رفعته أمريكا عندما تمرد تنظيمها الذي صنعته أمريكا وحلفائها لتفكيك الاتحاد السوفيتي " تنظيم القاعدة وما يٌسمى بالمجاهدين الذين تركتهم أمريكا يتصارعون فيما بينهم فيما بعد ووقفت موقف المتفرج والداعم لبعض الأطراف " كانت أرض أفغانستان ميدان صراع كبير حولته أمريكا فيما بعد إلى مزرعة تفرخ الإرهاب وجيوش الغاضبين والمرضى فالشعار الذي رفعته أمريكا في تلك الحقبة هو " الإيمان والكفر " لدغدغة المشاعر وجلب المزيد من الأغبياء والمرضى والجهلاء وأصحاب النوايا السليمة إلى حظيرة التسمين ومن ثم الموت بكهوف تورا بورا وتلك عملية قبيحة قذرة لا تٌغتفر فالمجتمعات تدفع ثمن تلك الحقبة إلى اليوم وستظل تدفعها أجيالاً وأجيالاً متعاقبة .

نجاح السلطات الأمريكية في الداخل الأمريكي يجعل من البعض يغض الطرف عن جرائمها وكوارثها التاريخية بحق المجتمعات فنجاحها داخلياً لا يعفيها من مسؤولية ما ارتكبته من جرائم فهي تقف مع المستبدين وتصنع مستبدين وتغذي الإرهاب وتختلق القلاقل لتعزيز قوتها ووجودها على الخارطة , النجاح الذي حققته أمريكا داخلياً مجهود رائع يطمح العرب أن يروه ويعايشوه ببلدانهم لكن ذلك النجاح الذي أغرى البعض وأعمى أخرين يعد منقوصاً فالأحزاب تغازل الأقليات الدينية والعرقية بوعود بغية مصالح انتخابية والسلطات تغازل فئات لتحقيق مصالح ولتحسين الصورة القبيحة فهناك التضييق والترصد وكل ذلك ضد العلمانية التي تنادي بها أمريكا تارة وضد الليبرالية التي تدعمها أمريكا تارة أخرى ؟.

أي بلدٍ في العالم يحق له البحث عن مصالحه والدفاع عنها وأي نجاح لأي بلد يجب استذكاره وتقديمه للمجتمعات كمنجز لكن لا يٌلغي تقديم المنجزات والفخر بها والتمني حقائق تاريخية ولا يجب أن يٌلغي صوت الحقيقة ويجب أن لا يٌلغي حق بيان الحقائق وتوجيه أصابع الاتهام نحو من صنع الكوارث ونحو من يدعمها بشتى السبل , هناك من يدافع عن أمريكا ويراها فتاة شريفة وذلك حق لكن عليه الا يتجاوز حقائق التاريخ وأحداثه وعليه الا يوجه اللوم إلى الأفراد الذين في نظره كٌسالى وإرهابيون وحفنة من المشردين بل عليه إن كان ذا فكر ومنطق التمعن في الحقائق ومعرفة كيفية التعامل معها فاستذكار المنجزات لا يٌلغي حق ملاحقة ومتابعة المجرم ولوم الأفراد لا أصل له فالأفراد بيد حكومات تخنق المجتمعات وتبدد المقدرات وتشرعن القوانين الحامية للنخب الحاكمة وهذه هي الحقيقة والا كيف تخلف العرب وأصبحوا بذيل الأمم فالإرهاب والتشدد والتطرف الديني له أسباب فهو ردة فعل لفعل وسلوك أعظم والعنصرية والطائفية والمذهبية أداة للسيطرة على الأغبياء والمجتمعات ؟.

أمريكا ليست الملامة في المقام الأول فنهاك العملاء والخونة لكنها هي من صنعت كل ذلك فهي كالمومس التي تتحدث عن الشرف وفراشها لم يجف بعد فهل نصدق الحقائق ومشاعرنا ونكذب تصريحات ومواقف للساسة الأمريكان الذين يقفون ضد المجتمعات وضد قضاياهم العادلة سراً وجهراً بداً من القضية الفلسطينية وحتى حقبة الربيع العربي الذي سيزهر في يومٍ من الأيام , الانجازات الداخلية الأمريكية لمواطنيها ومن يقيم على أرضها  لا تٌلغي تاريخها الاجرامي فمن العدل استذكار الجرائم قبل استذكار الانجازات   ؟ 






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات