أمريكا في الميزان ..همس الرب , حب النفط , هوس الحرب
لاشك أن التصريحات التي كان يطلقها الكابوي الأمريكي , بوش الكذاب المنافق الدجال والقواد والديوث , إذ بان حملته الإنتخابية الصورية , كان يفهم منها, أنه بصدد تفعيل إرادة الرب الذي همس في أذنه ,,,, أن العدو للعالم هو الإسلام ويستلزم أن تبدأ الحرب بإسم الصليب , أي أنها حرب صليبية ضد الإسلام ,,,, ثم إنطلقت مراكز البحوث الإستراتيجية لإعطاء وصفات الفكرة العامة للبدء بالخطوة لذلك , مع تبيان الحيثيات التي تستند عليها أمريكا لشن الحرب , متلازمة مع همسة ذلك الرب في أذن بوش الكذاب المنافق الدجال القواد والديوث ,بنبوة جديدة وعهد جديد أيضا ,أي أن هذه الحرب يجب أن تقوم على أساس ديني محض , ربما أو قد يكون من المؤكد أن هذه الإشارة مصدرها الفاتيكان , والذي هو اساسا لعبة بيد الصهيونية العالمية .
ولتكريس هذا المفهوم بين الوسط السياسي المناوئ للإسلام , خصصت الأموال الداعمة للعديد من وسائل الإعلام , والتي بدورها ركزت على تلك المفاهيم التي إعتمدها المخطط لهذه الحرب الآتية , لاسيما وأننا شاهدنا الكثير من الأفلام السينمائية قد تحدثت بطرق فنية محترفة , عن هجومات وضربات مفترضة تتعرض لها أمريكا , وكيفية التغلب على المهاجمين والرد بضربات أقوى وأشد , وكأن هذه الأفلام هي المناورات التي تقوم بها أمريكا من أجل إستعراض الخطط التي أعدتها لإعاقة العدو من الوصول الى اهدافه , وقد أشارة الى دور الفرد الأمريكي في حال وقوع هذه الحرب .
الدراسات المقدمة بهذا الشأن , تميزت بقصر نظرها , وإبتعادها عن المتغيرات التي من الممكن حصولها تاليا , ليس في موازين القوى المعروفة فحسب, إنما لم تحسب التقدم الحاصل في وعي الشعوب وحاضرة تفكيرها , لأن هذا لايمكن حسابه لافي الدراسات والبحوث , ولافي جهاز الحاسوب , لذا هي تعاملت على أسس مادية مرئية , خالية من أي تصورات معنوية , فوقعت في الكثير من الأخطاء التي أدت الى الفشل الذريع في أغلب المحطات التي توقفت عندها .
وثمة أمر مهم وفي غاية الخطورة , قد أغفلته هذه الدراسات هو, كم هي الكلفة الحقيقية لتلك الحرب إن هي قامت وإشتعل أوارها , وهل يمكن تحقيق مكاسبا تكون موازية لتلك الكلفة أم انها اقل , فإذا كانت أقل فما جدواها إذن , وماهي الكلفة الزمنية لها , فإذا هي إستمرت لفترة طويلة , فأين هو الأمن والإستقرار الذي يمكن أن يتحقق منها , ومعروف أن الدولة التي تحارب, هي دائما في حالة كر وفر وفي كافة الميادين , وهي معرضة للخسائر البشرية فضلا عن المادية , إذن لابد أن تكون حربا خاطفة وسريعة وتحقق الأهداف التي من اجلها أضرمت نارها .
أمر آخر كان في عداد النسيان ربما , لأمريكا مصالح إستراتيجية في المنطقة التي تريد محاربتها , ولغة المصالح صعبة جد إذا مادخلت في حالت الحرب والسلم , صحيح قد يكون أخذت بحسابها جزء من المنطقة وهي عازمة على تحييدها عن دائرة الصراع , لكن هذا ليس صحيحا فيما لو وقعت الحرب , على إعتبار أن الحرب القادمة, هي حرب الصواريخ والقاذفات البعيدة المدى والمتوسطة , كيف يمكن لنيران تلك الصوريخ أن لايطال من حيدتهم , ثم لأمريكا قواعد ووحدات عسكرية منتشرة فيها , وهي الآن بالمدى من نيران الصواريخ الصغيرة .
صحيح أن أمريكا حينما غزت العراق , لم يعترضها أحد , لأن حالة العراق في تقديرنا المتواضع , حالة خاصة إذا ما اخذنا بنظر الإعتبار, أن الظروف السياسية العالمية ( خصوصا الأكاذيب التي ساقتها أمريكا والدعاية المفبركة وخنق الصوت الدولي والرشاوى ) , كانت نوعما جاهزة للإقضاض على العراق, وذبحه من الوريد الى الوريد , بالرغم من ان هناك دولا كانت لها حساباتها, التي لاتقل شأنا عن تلك الأمريكية , كانت رافضة للغزو , لكنها بالنتيجة تعاملت مع الموقف النهائي, بما إستجد من وضع جديد , أي أن سياسة الأمر الواقع هي التي تحدد المواقف .
نعم , لاننكر أن أمريكا قد ضغطت بكل قوتها, من أجل تهيأت الظروف اللازمة لنجاح مخططها , وقللت منها على حلفائها , ومررت الكثير من مشاريعها التكتيكية , وخلقت لها أدوات ضاغطة في المنطقة , وهؤلاء أثروا بشكل أو بآخر في الكثير من الأمور ومجرياتها , وعرقلوا بكل خباثة سياسة الممناعة والصمود لدى القوى الوطنية , لكنها, بنفس الوقت تعرضت ومن يدور في فلكها, الى الكثير من الصفعات والنكبات , والتي لم تحسب لها أي حساب, لأنها وببساطة لم تستطع أن تدخل شيفرتها في الحاسوب الآلي لتحصل على النتائج .
من أهم المصالح التي تهم امريكا في المنطقة , هو النفط , هذه الطاقة الحيوية والمهمة التي لايمكن للعالم حاليا أن يستغني عنها أو أن يجد البديل لها , ماعدا ( الطاقة النووية ) وهي ليست متاحة للجميع ,(في مقال سابق لنا بينا فيه أن الدول النفطية أهم بكثير لأمريكا من حلفائها السياسيين في 10 / 6 / 2008 , المنشور على نفس الموقع ), إذن كيف السبيل الى نقطة الفصل بين ماهو حلم سياسي , وبين كلفته الإقتصادية الباهضة , ومن المحتمل الخسارة الكبرى , المتمثلة بالخروج الكامل من التأثير في السياسة الدولية , مع فقدان تلك المصالح نهائيا .
في الأيام الخوالي كانت امريكا تدق طبول الحرب , بعد أن حددت العدو وسمته بمحور الشر , وكالت الكثير من التهم الملفقة , وساقت الأكاذيب كما هي عادتها , لكن بعد أن تلقت تلك النكبات والصفعات من ذلك المحور الذي حددته ظلما وعدوانا , تغيرت البوصلة الى إتجاه آخر , فبعد الحدة في نبرة التصريحات خفت وإتخذت مسارا آخر , وحسبت الأمور بدقة هذه المرة, لئلا تقع في الفخ المنصوب لها, إن هي إقتربت من عرين الأسد .
أمريكا اليوم على يقين تام, أنها لو فكرت في توجيه ضربة عسكرية منفردة أو مشتركة الى الجمهورية الإسلامية في إيران المجاهدة , ستكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة برمتها هي على التوالي ::: أولا :: الفشل الذريع لتلك الضربة لأنها لاتحقق من الأهداف المرسومة لها من شئ .
ثانيا :: وضع المنطقة على شفا حفرة من الإنهيار السياسي والإقتصادي وخلق ظاهرة بيئية ملوثة تعم المنطقة كلها , وهذا مالايسمح بها بعض الفرقاء كتركيا مثلا , وهي التي تتوجس من أن يستغل الأكراد حالة الفوضى التي ستعم المنطقة ويعلنون إنفصالهم ,مشكلين بذلك مع اكراد العراق وإيران وسوريا دولتهم المزعومة , وهذا أيضا ليس بصالح أمريكا على المدى البعيد . ثالثا ::تقديمها خدمة مجانية للمسلمين,هي القضاء على الوجود الصهيوني نهائيا في فلسطين وتحريرها من براثن اليهود , وذلك لتحرك الحلفاء , سوريا على الجولان , والمقاومة الإسلامية في لبنان على شمال فلسطين , والداخل الفلسطيني عامة دون إستثناء , وسيجد الأردن نفسه مضطرا للتماهي مع التحرك العربي والإسلامي وينسى كل مابينه وبين الكيان الصهيوني من معاهدات أو ماشابه, وهذا سيؤدي الى الإنهيار الكامل للكيان الصهيوني , وبالتالي نهايته الى الأبد . رابعا :: القضاء على الكثير بل كل الأنظمة السياسية الموالية لها في المنطقة ,من خلال إشتثمار المعارضة في كل تلك البلدان للوضع الجديد , وبالتالي تحريض الشعوب للقيام بالأعمال المسلحة لإستلام الحكم , وهنا فقدت أهم حلقة لها في العمق السياسي وإنتهاء مصالحها هناك . خامسا :: السماح لبعض القوى الناهضة, مستغلة حالة الفوضى نتيجة الحرب القائمة للتدخل, وتعريض المنطقة الى نوع وشكل آخر من الغزو والإحتلال أو من الممكن الإنتداب الطويل , وهذا أيضا بدوره سينهي الوجود الأمريكي ومصالحه ونحو ذلك . سادسا :: خسارتها الحتمية للطاقة النفطية والى الأبد , على أساس التدخل الذي سيحصل لاحقا , وأمريكا في الواقع ليس لها القدرة أمام المارد الصيني أو الهندي أو الروسي , إذا ماعرفنا أن الجغرافية المشتركة بينهما تسهل عملية التدخل ودون تاخير , بينما امريكا يتطلب منها جسورا جوية وبحرية كي تدعم قواتها وهذا مكلف ماليا لأن الزمان والمكان عنصران مهمان في هذا الأمر . سابعا :: خلق حالة سياسية معادية للأمريكان إدارة وشعبا , وهذا يرفضه الشعب الأمريكي قطعا , لأنه في الأصل من دول عدة وله إرتباطات عائلية , فضلا عن مصالحه الخاصة . وبالجملة , نعتقد أن كل ماتقدم هو بحد ذاته كارثة بكل أبعادها لو حصلت , وليس بعيدا أن تؤدي الى حرب عالمية تشترك بها كل الدول , لأن المصالح متداخلة والآلة الحربية متنوعة والآيدلوجيات مختلفة ومتضادة , أي أن الأجواء السياسية العالمية مهيأ جد لهذا الإحتمال .
إذن لابد للإدارة الأمريكية, وهي على وشك أن تودع عالم الحكم بل قل السياسة كلها , لأنها فشلت بكل رموزها, من أن تخلق جوا سياسيا عالميا متوازنا يحفظ للجميع مصالحه المتنوعة , بل هي على العكس تماما , لذا من الأجدى لها أن تغادر هذا العالم وبكل هدوء , الجمهورية الإسلامية في إيران , هي اليوم أكثر قوة ومنعة , لها تحالفاتها الإستراتيجية مع العديد من دول العالم , وهي عضوة في الكثير من التحالفات الكبرى , منظمة شنغهاي مثالا , وللعالم مصالح كبيرة في المنطقة صمام الأمان فيها هي إيران , وإيران النووية هي في النادي النووي لامحال وقريبا , وينبغي على أمريكا وحلفائها أن تأخذ بحساباتها , تمدد إيران الى أمريكا الجنوبية وخلق تحالفات عميقة وطويلة الأجل , وهذا يعني أن أمريكا قد تفقد عمقها الجغرافي والسياسي في ( كما تسميها الحديقة الخلفية لأمريكا ) خصوصا أن هناك إحتقانا جماهيريا وشعبيا وحتى سياسيا ضد سياستها المتعجرفة .
إجمالا , نعتقد أن أمريكا أضعف من أن تقوم بأي مغامرة أو حماقة ضد أي بلد آمن, وشعب يريد العيش والتعايش مع العالم بكرامة وعزة وإباء , ونعتقد مهما تحركت على أية جهة , ونقصد , وهي تتخلى عن حماقة الحرب , فإن كل الجهات موصدة , لأن الجبهات الداخلية للجمهورية الإسلامية قوية ومتينة , كما نذكر, أن منظمة منافقي خلق , منبوذة شعبيا في الداخل الإيراني , والأحوازيون متماسكون في جبهتهم الوطنية الداخلية ضمن الجمهورية , والبلوش , والكرد , هما كذلك , وننصح أمريكا أن لاتعول على أي منهم , لأنهم لاينكرون خير الجمهورية عليهم مطلقا , ونذكر أيضا أن الجمهورية , ليست العراق ولا الشعب الإيراني هو نفسه العراقي .
أما بوش هذا السئ الحظ , فليذهب الى الرب الذي همس بإذنه ويعتذر منه لقبول النبوة , لأنه لايصلح لها , لأن النبوة تتطلب الصدق , وبوش هذا من أكبر الكذابين والمنافقين والدجالين والقوادين والديوثيين على وجه المعمورة , ونقول للشعب الأمريكي , كما تريد أن تعيش بأمن وأمان وإستقرار وتسعى لتوفير لقمة العيش بسهولة , كذلك غيرك تواق لهذا , فلا توفر الغطاء الشعبي لهذه الإدارة المسعورة لترتكب حماقة في المنطقة, من أجل أن تحتفظ بصداقة بقية الشعوب , لأنها ستترك الحكم وأنت باق .
التعليقات (0)