بعد عام من إعلان أمريكا قتلها للرجل الأول ومؤسس تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" بطلقة في رأسه .. وأنه قد تم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه طبقاً لطقوس الشريعة الإسلامية ثم تم إلقاء الجثمان في مياه المحيط من فوق بارجة حربية أمريكية ,
ها نحن الآن أما خبر صاعق يكذب تلك الرواية الهوليودية ويحكي صورة مختلفة ومغايرة وهي ربما أقرب للحقيقة وللتصديق من الرواية الهوليودية الأولى ومفاده في معلومتين خطيرتين ..
أولاهما .. أن الأمريكان تلقوا معلومات سرية تفيد بأن بن لادن فى مكان تسيطر عليه المخابرات الباكستانية. ولم يكن يعرف هذا المكان غير رجلين اثنين فقط، رئيس المخابرات والرجل الثانى بعده، وقد نجحت المخابرات الأمريكية فى التوصل إلى الرجل الثانى، الذى أنكر فى البداية أى معرفة له بالموضوع، ولكنه ضعف أمام إغراء 30 مليون دولار عرضت عليه لكى يدلهم على مكانه. وتم عقد الصفقة فعلا، ولأنه كان من المتعذر تدبير هذا المبلغ من الخزانة الأمريكية، فقد وفرته إحدى الدول الخليجية. وحين وصلت المعلومة إلى الطرف الأمريكى، تسلم الرجل المبلغ ثم اختفى تماما ولم يظهر له أثر فى باكستان ولم يعرف له مكان خارجها.
المعلومة الثانية خاصة بقتل بن لادن، ذلك أن الرجل حين انقض عليه رجال العمليات الخاصة وهو نائم، أطلقوا عليه 120 طلقة رصاص حتى اطمأنوا على الإجهاز عليه. وليس صحيحا أن جثمانه ألقى بعد ذلك فى بحر العرب كما ذكرت البيانات الرسمية. ولكن الذى حدث أن رأسه قطع وحمل بالطائرة إلى واشنطن، فى حين أن جثمانه ألقى فوق جبال هندكوشتى الشاهقة ..
كان ذلك الجزء الأهم من المفاجأة التي فجرها الكاتب الكبير "فهمي هويدي" بمقال له بعنوان "رأس بن لادن في أمريكا" أكد فيه أنه توصل لهذه المعلومات عن مصدر يثق فيه هو باحث أمريكي محترم له اسمه العالمي في مجال التحري والاستقصاء .. قال عنه فهمي هويدي :
لقد ظل صاحبنا( يقصد الباحث الأمريكي) يتتبع التفاصيل ويدقق فيها مستجوبا كل من كانت له صلة بالموضوع. وحين وضع يديه على القصة كاملة فإنه أدرك خطورتها وأحجم عن نشرها. لاعتبارات قدر أنها تمس الأمن القومى الأمريكى. ولذلك فإنه قرر الاحتفاظ بما توصل إليه فى الوقت الراهن، وتحدث إلى نفر من خاصته عن جانب من الصورة التى وقع عليها.
وأضاف هويدي :
لا أخفى أنه ليس بمقدورى أن أتحقق مما سمعت من معلومات خطيرة، لأن أسرار العملية لا تزال مدفونة بعيدا فى كواليس ودهاليز الاستخبارات الأمريكية، ولا أظن أنها سترى النور فى وقت قريب. ولولا ثقتى فى صدق ووزن وكفاءة المصدر لما جرؤت على ذكر أى منها. وقد شجعنى على أن أبوح بالقدر الذى سمعته أن بعض المعلومات المهمة فى الموضوع جرى التعتيم عليها، واستبدالها بروايات خاطئة تبعد المتلقى كثيرا عن الحقيقة...
والسؤال هنا .
(1) ما معنى "تعذر" تدبير مبلغ الثلاثين مليون دولار من الخزانة الأمريكية ؟
هل يعني ذلك تفادي المخابرات الأمريكية الإفصاح عن سبب طلب "صرف" هذا المبلغ واحتمالية رفض تحميل الخزانة العامة الأمريكية هذا المبلغ كثمن للعملية ومن ثم عرقلتها ؟!!
(2) من هي الدولة الخليجية التي سارعت بدفع مبلغ المائتي مليون جنيه كرشوة لرجل المخابرات الباكستاني مقابل كشفه مكان بن لادن للأمريكان و تمكينهم من قتله ؟!!..
(3) ما هو الداعي أو المبرر لأن يطلق الأمريكان (120) طلقة رصاص على رجل نحيف تكفي طلقة "رش " لقتله خاصة ما روج أخيراً عن مرضه المزمن إضافة إلى كبر سنه وكونه لحظة الهجوم عليه أعزلاً ليس معه سلاح ؟!!
(4) ما هي معايير توصيف "العمل" الأمريكي وفقاً للقوانين والمعاهدات الدولية والمتمثل بذبح جثة رجل (أياً كان جرمه) وفصل رأسه عن جسده وحمل "الرأس" إلى أمريكا ..وإلقاء باقي الجسد فوق الجبال الشاهقة تتناهشه الكواسر والجوارح والعقبان ؟!! ..
(5) لماذا لم يقبض الأمريكان على "أسامة بن لادن" حياً وكان في مكنتهم ذلك بسهولة .. وما الذي يخشى الأمريكان مما قد يبوح به بن لادن حين محاكمته "علناً" ؟!!
(6) وأخيراً .. لماذا لجأت أمريكا لتلك الرواية الهوليودية المسرحية الام الماضي وأخفت الحقيقة عن العالم ..
أصل المقال
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=12052012&id=6e8fc90c-1f94-4d89-8e3e-097afbcb52da
التعليقات (0)