أمريكا تنقلب على حلفائها ،فهل مِن مُتَعِظ؟!!!
لا نبالغ إن قلنا أن رؤية الشعوب الإسلامية والعربية تجاه أمريكا ودول الشر من القضايا البديهية ، وهي موروث فكري وثقافي وعقائدي توارثته الأجيال جيلا بعد جيل ، فأمريكا تمثل عندها رأس الشر ومصدر الخبث والظلم والإخطبوط الشيطاني الذي يعبث بأذرعه الممتدة على الأرض بأمن البلدان والشعوب ونهب خيراتها وثرواتها وإبعادها عن مبادئها ودينها وقيمها ، وقلما تجد من يحسن الظن بها وبنواياها ، نعم هذا هو ملخص الصورة الراسخة في ذهن وتفكير ابناء أمتنا الإسلامية والعربية وعلى هذا تربت الأجيال ، هذه العقيدة شكلت عنصرا اقلق الإدارة الأمريكية التي قررت غزو العراق فعملت على تذويبها عن طريق عدة وسائل كان أهمها هو التنسيق مع الأطراف والقيادات الدينية والسياسية التي تمتلك النفوذ والهيمنة والتأثير على عقيدة المجتمع العراقي وفكره وسلوكه ، ولقد نجحت تلك القيادات في تغير نظرة سواد الناس تجاه الاحتلال وامتصاص أي ردت فعل عكسية كانت تتخوف منها أمريكا وحلفاؤها ، فصدق المجتمع بما تم تسويقه له من مبررات وذرائع طرحتها تلك القيادات للتعاطي بايجابية مع قوات الاحتلال ، واعتبارها قوات صديقة وحليفة ومحررة و...، وعلى أي حال مُرِّرَ الاحتلال وبانت ديمقراطيته الدموية وجرى ما لم تسمع به أذن ولم تره عين ولم يخطر على قلب احد ، والحال آل ويؤول من سيء إلى أسوء ، ما نريد أن نشير إليه هو الموقف الأمريكي تجاه ما يمر به العراق اليوم من أزمة هي الأخطر من نوعها ، وفتنة هي الأهول ،وحرب واقتتال سيحرق الجميع ، فلم يعد خافيا على احد أنها جددت تنصلها عن مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية والقانونية التي كان يؤمن بها من صفق لها ووقفت تتفرج على ما يجري في العراق ، بل إنها لم تلتزم حتى ببنود الاتفاقية الأمنية التي أبرمتها مع حكومة العراق المتحالفة معها ولسنا هنا بصدد بيان ما تتوخاه أمريكا من موقفها هذا الذي هو امتداد لمشروعها السافر في بلاد الرافدين ، ولا نحن من دعاة التدخل الأمريكي ولا غيره في الشأن العراقي لا سابقا ولا حاليا ولا مستقبلا ، ولكن نريد أن نشير إلى قضية مهمة ينبغي أن يلتفت لها مَن صفق للمحتل علَّهم يستفيقوا وينتبهوا ويعيدوا النظر في مواقفهم ورؤيتهم وهنا نطرح بعض التساؤلات : هل تيقنت القيادات الدينية والسياسية التي باركت الاحتلال ومررته وما رشح عنه أن أمريكا لا تفكر إلا بمصالحها وأجنداتها الخبيثة؟!!!، وهل تيقنت أن الاحتلال هو السبب في ما وصل إليه العراق من نفق مظلم ؟!!!،وهل تيقنت أن أمريكا خدعتهم وضحكت على عقولهم واستخدمتهم أداة لتمرير مخططاتها ؟!!!،، وهل تيقنت أن مواقفها ورؤيتها وقراءتها سبب رئيسي في ما وصل إليه العراق؟!!!، وهل تيقن المجتمع الذي انخدع ولسنوات أن أمريكا هي عدوة الشعوب ، وهي ليست محررا ولا فاتحا ولا صديقا ولا حليفا ولا...؟!!!، وهل تيقن أن القيادات التي خدعته وغررت به واستخفت به قد فشلت في رؤيتها وتشخيصها ومواقفها وقراراتها ؟!!!،، فهذه أمريكا المحرر والفاتح والصديق والحليف والولي تركت العراق وشعبه رهينة الإرهاب والصراعات السياسية والمؤامرات الداخلية والخارجية وانقلبت حتى على الديمقراطية التي خدعتهم بها ؟!!!،وهل تيقن الجميع أن مواقف ورؤية وقراءة وحلول المرجع السيد الصرخي الحسني هي الصائبة والثاقبة والدقيقة والناجعة فهل من متعظ ومتدبر ......
قبل ثمان سنوات حذر سماحته من الفتنة التي لا تبقي ولا تذر حيث قال :
فالواجب علينا جميعا الالتزام بالوصية الإلهية فنأخذ بالقرآن وأوامره ونواهيه وأحكامه ونعمل بها دائما وأبدا ,
فنحذر أنفسنا من إبليس وأتباع الهوى والمنافع الشخصية الدنيوية , ومن الفتنة ….. الفتنة ….. الفتنة ….. التي لا تبقي ولا تذر , فتنة التعصب الباطل والحمية الجاهلية والحرب الطائفية الأهلية , التي يعم شرها وضررها الجميع من أبناء هذا البلد الجريح , ولا يتوقع أي شخص انه سيكون في مأمن من ذلك , أيها العلماء , أيها السياسيون ,أيتها الرموز الدينية والاجتماعية والسياسية , كفانا متاجرة بمشاعر الناس وعواطفهم , كفانا متاجرة ومقامرة بدماء وأرواح الأبرياء والبسطاء , فلنعمل جميعاً بصدق وإخلاص من اجل العراق وشعبه المظلوم , من اجل الإسلام , من اجل الإنسانية , يجب علينا جميعاً إيقاف سفك الدماء ونزفها , لنمنع زهق الأرواح , لنمنع الفتنة …..
فالحذر كل الحذر من الفتنة ….. الفتنة ….. الفتنة …..
واليوم يجدد النداء والنصيحة والتحذير في هذا المقطع
https://www.youtube.com/watch?v=WTj2WZXpePU
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (13)
1 - مواقف حقيقية
احمد جاسم حميد - 2014-07-01 18:30:43
كثيرةٌهي المواقف الطيبة والحكيمة والسديدة، والتي عُرف واتصف بها سماحة السيد الحسني الصرخي، فكانت مواقفه تعتبر ملاذاً آمناً لمن اراد معرفة حقائق ما يجري حوله
2 - العراق
محمد - 2014-07-01 18:34:47
نعم ان مرجعية السيد الصرخي الحسني علمتنا الكثير علمتنا ان لا نسقط في فتن المنافقين وفتن امريكا وان نكون مع الحق
3 - hf.fh59@yahoo.com
الكرادي الاصيل - 2014-07-01 18:37:38
اتعجب لمن يثق بامريكا او ليس هم من اعطى اموال للمرجعية بشرط ان لاتصدر فتوى جهاديو وهي نفسها نشرتها في مذكرات وزير دفاعها
4 - يدعون الاسلام والاسلام منهم براء
احمد الموسوي - 2014-07-01 18:44:02
كلهم يصيحون ان الشيطان الاكبر امريكا لكنهم كلهم يتهافتون على امريكا من اجل السلطة والوصول الى الحكم وهم يعرفون ان امريكا ليس لها صديق سوى مصلحتها وكل شيئ يوازي مصلحتها عدوها ومن يدعم مصالحها هو صديقها
5 - بغداد
السيد احمد الموسوي - 2014-07-01 18:45:12
قبل ثمان سنوات حذر سماحته من الفتنة التي لا تبقي ولا تذر حيث قال : فالواجب علينا جميعا الالتزام بالوصية الإلهية فنأخذ بالقرآن وأوامره ونواهيه وأحكامه ونعمل بها دائما وأبدا , فنحذر أنفسنا من إبليس وأتباع الهوى والمنافع الشخصية الدنيوية , ومن الفتنة ….. الفتنة ….. الفتنة ….. التي لا تبقي ولا تذر , فتنة التعصب الباطل والحمية الجاهلية والحرب الطائفية الأهلية , التي يعم شرها وضررها الجميع من أبناء هذا البلد الجريح , ولا يتوقع أي شخص انه سيكون في مأمن من ذلك , أيها العلماء , أيها السياسيون ,أيتها الرموز الدينية والاجتماعية والسياسية , كفانا متاجرة بمشاعر الناس وعواطفهم , كفانا متاجرة ومقامرة بدماء وأرواح الأبرياء والبسطاء , فلنعمل جميعاً بصدق وإخلاص من اجل العراق وشعبه المظلوم , من اجل الإسلام , من اجل الإنسانية , يجب علينا جميعاً إيقاف سفك الدماء ونزفها , لنمنع زهق الأرواح , لنمنع الفتنة ….. فالحذر كل الحذر من الفتنة ….. الفتنة ….. الفتنة ….. واليوم يجدد النداء والنصيحة https://www.youtube.com/watch?v=WTj2WZXpePU - See more at: http://elaphblogs.com/post/%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7%20%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A8%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D9%87%D8%A7%20%D8%8C%D9%81%D9%87%D9%84%20%D9%85%D9%90%D9%86%20%D9%85%D9%8F%D8%AA%D9%8E%D8%B9%D9%90%D8%B8%D8%9F%21%21%21-104942.html#sthash.14V5kfDM.dpuf
6 - الحذر الحذر
ابو عمار - 2014-07-01 18:47:54
لقد حذر ووحذرالمحقق الكبير السيد الحسني الصرخي من الفتنه الطائفيه التي اسسها المحتل الامريكي واعطى السيد الحسني الحلول لاكن لايوجد من يتعظ للاسف الكثير يبحث عن منافع شخصيه
7 - العراق
محمد الخالدي - 2014-07-01 18:48:02
عندما تتبعت تصريحات المرجع الصرخي وجدتها تشخص واقع العراق مستقرءا الاحداث قبل حدوثها مع ذلك يعطي الحلول شخصية وطنية اعجبني جدا
8 - العراق بابل
شبر العراقي - 2014-07-01 18:53:49
ان المجتمع لو كان اخذ بكلام المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني دام ظله لما وصل بنا الى هذا الحال المزري ولكن اسمعة لو ناديت حيا انا الله وانا اليه راجعون الفاتحة على شعبي الذي ظلم نفسه
9 - الفتنه نائمه لعن الله من ايقضها
ابو انور الناصري - 2014-07-01 19:00:30
مرارآ وتكرارآ حذر المرجع الديني الصرخي الحسني من القادم وقال لا تجبرو الناس على حمل السلاح واعطى الحلول وشخص العلة ولكن اين المتعضين
10 - مواقف مشرفة
كمال منير - 2014-07-01 19:05:40
مواقف مشرفة واحساس وطني كبير لايمكن التعبير عنه بسهولة السيد الصرخي رمز القيادة والعلم والاخلاق لكل العالم
11 - فشل مريكا .....يفضحها عن طريق حلفائها
وسام العراقي - 2014-07-01 19:14:22
لقد باتت الخطط الفاشلة الخبيثة التي ستعملت امريكا ورقتها وهي ورقة الحلفاء سؤاء كانوا في الشرق الاوسط او في مكان اخر من العالم ومن خلال مسلسلها الحلفائي وحلقاتها في دول الشرق الاوسط تبين انها في العراق قد اعطت نهج ومشاهدة للجمهور دول العالم وبالاخص الوطن العربي صورة واضحة تقلبت بها على حليفها صدام الذي خدمها خدمة كبرى وكيف انها نقلبت عليه وسقطت حكمه وها هي اليوم تمارس في جزء اخر من مسلسلها في حلقات متنوعة من دراما في اسقاط الاسد في سوريا وضرب ايران وخراب العراق والحرب الطائفية التي زرعتها بين ابناء الشعب العراقي اتضح صورتها ونهجها الجديد الخبيث للقضاء والشسيطرة من بعد اسرائيل على العالم كي تبقى بعنوانها القوى كما تريد لكن سوف يسقط في نهاية المطاف ذلك الحلم الامريكي وينتهي في سراب لارجعه له ابداآ
12 - مرجعية السيد الصرخي الحسني ومواقفها المشرفة
الاستاذ سامي البهادلي - 2014-07-01 19:31:29
لا يخفى على احد ما يطرحة سماحة السيد الصرخي الحسني من مواقف بطولية وشجاعة لدرء الفتنة وابعاد نار الطائفية عن شعب العراق
13 - سبب المشاكل في العراق
حسين السلطاني - 2014-07-01 19:54:09
ان امريكا سبب لكل المشاكل الي جرت وتجري في العراق وكيف تامن لمستعمر كافر جاء العراق من اجل ان يقلب الموازين ويهيء لفتنة طائفية كبرى لايسلم منها احد فنبارك هذه المواقف الوطنية المشرفة والصادقة لمرجعية السيد الصرخي الحسني الذي وضع النقاط على الحروف وقدم الحلول لتخليص العراق والعراقيين من مغبة ماهم فيه.