رفع المتظاهرون في ساحة العزة والكرامة ، ساحة التحرير ، شعارات كثيرة مناوئة للغرب عموما وللولايات المتحدة والكيان الصهيوني على وجه الخصوص . منها على سبيل المثال لا الحصر ، " حسني عميل الأمريكان " ، " وكلموه عبري يمكن يفهم " ، في أشارة واضحة الى أن الشعب المصري يعتبر حسني عميلاً صهيونياً بامتياز .
ومن الشعارات الأخرى اللتي شاهدناها في الميديا جنباً الى جنب مع شعارات المطالبة بالكرامة والحرية ومحاربة الفساد .، شعار " لن تحكمنا امريكا بعد اليوم " . وهو شعار يمكن فهم دوافع رفعه في سماء التحرير بسهولة ، فالشعب المصري كغيره من شعوب الدول العربية يعرف جيداً أن الولايات المتحدة والغرب عموماً ، هم السند الحقيقي والرئيس للأنظمة الدكتاتورية ، القمعية القائمة فيها .
وبالرغم من كل الرسائل اللتي أطلقها الثوار في تونس ومصر ضد التدخل الغربي ، الأمريكي الصهيوني ، في شئوننا الداخلية ، "ونحن نتشرف بأن يكون هذين الشعبين البطلين ممثلين لكل شعوبنا المقهورة " ، الا أننا نشاهد ونقرأ ونسمع يومياً عن اصرار سافر ووقح من قبل هذا الغرب على طبخ طبخة ما بعد بن علي ومبارك وفق الوصفة الأمريكية المليئة بالبهارات الصهيونية .
فبينما يهتف الثوار هناك ليقولوا " لن تحكمنا أمريكا بعد اليوم " ، نجد على الشاشات وصفحات الميديا ممثل البيت الأبيض يطل علينا ليقول ، "ناقشنا عدة سبل لدفع عملية نقل السلطة إلى الأمام، ولكن القرارات سيتخذها الشعب المصري " . والكلام هنا واضح لا لبس فيه ، فما بات يعرف أمريكياً وغربياً بمطلب الأنتقال السلس للسلطة يعني بقاء رموز النظام القديم من أمثال عمر سليمان وأحمد شفيق بحراسة الجيش ، مع تقديم قرابين سريعة أولها حسني مبارك وأحمد عز وبعض الوزراء من أمثال وزير التجارة وربما الداخلية السابقين لأسكات المتظاهرين المطالبين برحيل النظام كله بحسنيه وسليمانه وشفيقه . ومن ثم ضمان نظام جديد لاتمثيل فيه لأي قوى مناهضة للهيمنة الغربية ، ويحمي السفارة الصهيونية في القاهرة ، وكل ذلك بأسم الشعب اللذي يدفع دمائه الزكية يومياً لأسقاط ألأصنام اللتي أقامها اهذا الغرب والكيان الصهيوني في بلادنا .
البيت الأبيض أكد على أن الولايات المتحدة تبحث مع المصريين "العديد من الوسائل" الرامية إلى المضي قدما في عملية نقل سلمي للسلطة في مصر . (( أمريكا تملي على نظام مبارك حتى كيفية نقل السلطة وآليات هذا النقل ، ومن ثم تصر بوقاحة على أن الكلمة والقرار للشعب المصري ؟؟!!. )) .وهو ما يعني بوضوح أن المعركة الحقيقية ومنذ عقود عديدة ، وليس فقط منذ أدلاع ثورتي الياسمين واللوتس ، هي مع الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ، وأن دحض الدكتاتوريات القائمة في بلداننا هو دحر للسور الأمامي اللذي يحمي الكيان الصهيوني والمصالح الغربية في وطننا الكبير ، واللتي تتعارض تماماً مع مصالحنا وأهدافنا في الديموقراطية والرفاه الأجتماعي والتطور الثقافي والعلمي .
http://arabic.cnn.com/2011/egypt.2011/2/4/obama.behindscene/index.html
التعليقات (0)