أمريكا اشترت فريضة الجهاد من العرب بنظام ال B O T .. !

لأن أمريكا قد اكتسحت السوق العربية .. والسياسة العربية .. والسيادة العربية .. ولأن العرب قد منحوا ولاءهم ..وأسلموا قيادهم ..وسلموا مصيرهم لأمريكا .. مقابل أن ترعى أمريكا شئونهم ..وتستخرج لهم أمريكا وتشتري منهم بترولهم .. وتتاجر أمريكا بأموالهم .. وتسلح لهم أمريكا جيوشهم .. وتمدهم أمريكا بكل وسائل العيش والرفاهية والرغد والراحة والمتعة مما حدا بالعرب إلى التفرغ للعبادات وليعيشوا حياتهم بأفضل ما يكون تحت شعار أن (الدين يسر ) .. فطبقوا هذا الشعار في كافة مناحي العبادات والمعاملات والشعائر .. ففي فريضة الحج التي كانت تضرب أكباد الإبل شهوراً ً للوصول إلى مكة المكرمة .. فقد صار الآن الحج السريع ..والحج السوبر ..والحج السياحي..وحج اليوم الواحد ..

. وكذلك في الزواج .. عرفنا زواج المسيار ... وزواج السياحة . . وزواج المصياف ..وزواج الإنجاب .. وزواج المحارم .. وزواج الفريند .. وطالما أن كل نوع من هذه الأنواع مسبوغ أو مصبوغ بلفظة " زواج " فهو شرعي و(حلال الله أكبر ) على رأي مولانا "اللمبي " !!..
وهكذا .. فإن أمريكا قد تحملت كافة أنواع المعاناة وانغمست في مشقات العمل والإنتاج وتصنيع وتوفير كل سبل الحياة والراحة للعرب من فيض أموال ذهبهم الأسود ..بينما تفرغ العرب لشراء أكبر ماسة في العالم ..أو شراء أفخم الطائرات .. أو السيارات .. أو اليخوت .. أو الضياع .. أو القصور .. أو العمارات .. أو الأبراج .. أو الساعات .. أو الألماس .. أو الذهب .. حتى خطابات ومناديل وجوارب وأحذية وسراويل المشاهير من الفنانين و الفنانات الأحياء منهم والأموات ..

وفي ظل ذلك كله .. وفي غفلة من العرب .. أو في استغفال تاريخي للعرب ..

استباحت أمريكا وربيتها الصهيونية وباقي الذئاب كل شيء عند العرب .. فلم يعد شيء في سماوات .. ولا في بحار .. ولا على أراضي العرب قاطبة إلا وهو مستباح أمام الإجرام والعربدة الأمريكية والصهيونية ثم الأوربية الآن ..

كل شيء عند العرب صار مستباحاً الآن .. لم تعد البجاحة الأمريكية في حاجة إلى الحياء أو إلى الحجة لضرب وقصف ما تشاء من أراضي ودول العرب .. ولم تعد في حاجة إلى تقنين تاريخي لاجتياح ما ترغب من دول العرب وتدميرها وإذلال حكامها وشنقهم وتسكين جنودها في القصور وممارسة أشد وأنكى أنواع التعذيب والسادية وإفراغ أبشع وأشنع ما في النفس البشرية من نقائص وتلذذ بتعذيب الضعفاء من الرجال والشباب والأطفال وهتك أعراض النساء وقتلهن بعد اغتصابهن .. وإنشاء سجون تحار في عناوينها وفي مضارعتها عتاة الأبالسة والشياطين .. والتباري بالتوازي ومنافسة الإجرام الصهيوني في فنون القتل والتعذيب والسحق والهدم والحرق والضرب والسحل والسجن ..
عالم فظيع .. وكابوس بشري مرعب نعيشه .. وازدواجية مقيتة نحياها ..
أمم متحدة بأكملها .. بمبناها .. برجالها ..بأمينها.. بأوراقها .. بقراراتها مملوكة للشياطين الذين يطوعون كل شيء وأي شيء لأهوائهم ومطامعهم وأغراضهم ..

في لمح البصر يستصدرون ما يشاءون من قرارات ضرب الدول " الفريسة" تحت مبررات مقززة ومقرفة مزينة بشعاراتهم (الإنسانية) فيجيشون الجيوش .. ويجتاجون الدول الفريسة ويضربونها بأبشع وأقسى ما عرفت البشرية من أفتك الأسلحة .. يعجنون أجساد البشر بالتراب والحجر والرصاص والحديد ..ويصهرونهم بإشعاعات القنابل المحرمة دولياً ..ويعربدون ما شاءوا فيها ..ويسرقون ما شاءوا من خيراتها .. وثرواتها ..
بينما ذات الأمم المتحدة .. يقف على بابها وفود مناديب الدول (الفريسة) العربية طبعاً "ذليلة"..خاشعة .. خاضعة .. خانعة ..تتوسل.. وتتضرع إليها.. تستجديها ..وتسترحمها ..وتستعطفها ..لمجرد إصدار "بيان" شجب بارد ..أو تنديد باهت بالمجازر الصهيونية.. وحفلات الإبادة الجماعية .. وسلسلة الجرائم ضد الإنسانية الدائمة والدائبة التي يقترفها الكيان الإجرامي الدميم ضد الأبرياء والمدنيين العزل في فلسطين ولبنان على مدار نصف قرن أو يزيد ..

أي عالم هذا؟! أي بشر هؤلاء؟! أي إنسانية هذه ؟!
دولة فلسطين بأكملها يبتلعها المجرمون .. ويشردون شعبها .. ويهدمون البيوت على رءوس سكانها ..ويقتلون أطفالها..

ودولة العراق يجتاحونها ..ويقتلون ما يربو على المليونين من شعبها ويشعلون فيها الفتن ويسرقون ثرواتها ويبددون تاريخها ..

ودولة أفغانسان .. دمروها تدميرا وعاثوا فيها تخريبا وتنكيلاً ..

والسودان يقسمونه .. ويقتطعون ما شاء لهم الهوى من أراضي سوريا ولبنان ..

وهاهم الآن دون كلل تضرب جيوشهم ليبيا وتدمر بنيتها وتخرب فيها .. وتجرب فيها أحدث أنواع أسلحتهم الشيطانية ..
أشاعوا أن القذافي يستخدم الطائرات لضرب معارضيه .. فهب مجلس "أمنهم" ليصدر قرار إعلان الحرب على (ليبيا) وعلى الفور ينفذ القرار لتنضم ليبيا إلى قائمة الدول المبادة بعد العراق وافغانستان..وستتلوها اليمن وسوريا إلخ .. إلخ
بينما أبناء الصهاينة يستخدمون الطائرات لعشرات السنين في ضرب المدنيين ودك الأحياء المدنية والفتك بالعزل دون أن يتمطع أي من رؤساء الإجرام في هذا العالم باستصدار قرار بحظر استخدام الكيان الصهيوني للطائرات الحربية في ضرب المدنيين ..
أما العرب .. يا عيني على العرب ..ياروحي على العرب ..

العرب يقدمون بأيديهم طلبات إلى الشياطين لتضرب بلادهم .. العرب أراحوا أنفسهم .. وانتزعوا فريضة الجهاد من القرآن وباعوها للأمريكان بنظام ال p o t ولمدة 99 عاماً  قابلة للتجديد بدون مقابل !!.. لتتولى أمريكا القتال عنهم ..والجهاد عنهم .. ومقاومة حكامهم عنهم .. وإدارة بلادهم عنهم .. ولتستعين أمريكا بما تشاء من شياطينها في الاجتياح والضرب  والتنكيل والإبادة ..

لنرى اليوم عراقاً محتلاً ..وسوداناً مقسماً ..وأفغانستاناً مدمراً .. وباكستاناً مدجناً .. وطائرات في الغرب تضرب ليبيا ..وطائرات في الشرق تضرب فلسطين ..

بينما العرب يجدلون الآن حبائل أمجادهم !! ويستبدلون تاريخهم الإسلامي السحيق بما هو أغر منه وأخلد منه وأهم منه .. فصرنا نعيش الآن موقعة (الجمل) !.. وغزوات الصناديق !.. والعيش في مسلسلات حكاوي القهاوي عن فيلل هذا وحسابات ذلك في البنود وزواج الرئيس فلاني من الفنانة فلانة الفلانية ..وإطلاق النكات ..والتباريك ..والتهاني .. واستعراض كافة فنون التظرف والتسالي .. وكأن سرقة حكامهم لأموالهم أشد وطأة على أنفسهم من سرقة الأمريكان والطليان والصهاينة لأوطانهم بحالها ومحتالها !!

وها هو الكيان الصهيوني يعلن عن حرب إجرامية وشيكة على غزة .. بينما الحرب على ليبيا قائمة .. والغرب يضرب بلا هوادة .. بينما "المثقفون" العرب غارقون في تدبيج قصائد الثورة والثورجية ويقولون ما شاءت لهم قرائحهم في مفاسد الحكام .. وكأن الإستعمار العسكري الأجنبي لبلاد العرب ..وإجتياح أراضيهم .. صار شيئاً عادياً لديهم .. فيغضون الطرف عنه .. بل يشاركون فيه .. ويعاونون المستعمرين عليه .. بينما يستنفرون أنفسهم لقلب أنظمة الحكم لديهم ..ويهرقون دماءهم .. باعتبار أن هذا هو الجهاد كما أنزل في الكتاب !!..
أما عن مجازر أمريكا وإسرائيل وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا ضد شعوب العرب في فلسطين والعراق وأفغانستان وليبيا فلن تسمع لهم حساً سوى قولهم ..أصل العيب على صدام !.. أصل العيب على القذافي !.. أصل العيب على .... !! خيبة ..