لم يشهد نظام مبارك ـ ومنذ قيامه قبل ثلاثين عاما ـ أياما عصيبة كهذه الأيام التي جعلته يقف على صفيح ساخن ! .. إذ تحوّلت تلك البحبوحة وذلك الرّغد والإنفلات الذي يعيشه أصحاب النفوذ والمقربين من (آل مبارك) ، إلى كابوس يسوّد عيشتهم ويجبرهم على حمل (ما خف وزنه وغلا ثمنه) ، والنجاة بأرواحهم من الإعصار الشعبي الذي تولّد من المحسوبية والتهميش ، وتزايدت قوته واتسعت رقعته بتعاقب أيام التكميم والتعتيم والإضطهاد ! ..
وليس الشعب وحد الغاضب من ظلم وظلام نظام مبارك الذي طال أمده ، بل وحتى حلفاءه القدامى والجدد تقززوا من أنانيته وجشعه وطمعه ، رغم ما ملأ به بطنه وجيوبه وأرصدته وحقائبه من الأموال التي كان يتلقاها للنهوض بتنمية مصر وإعالة الشعب ، فيقوم بتغيير مسارها ومنع تدفقها ! ..
وأمريكا هي أكثر الحلفاء إهتماما بالشأن المصري ، لإعتباراتٍ عنصرية لم تعد تخفى على أحد !.. فأمريكا لايهمها أمرالشعب المصري في شيء ، بدليل قيامها بإجلاء رعاياها والتحليق بهم بعيدا عن جحيم مجزرة متوقعة ، وبركة مرتقبة من دماء المصريين ! ..
أمريكا لاتساوي أرواح المائتين أو مايزيد من المواطنين الأبرياء لديها شعرة واحدة من رأس يهودي إسرائيلي ظالم ومغتصب ! .. وحرصها على تخلي مبارك عن الحكم ليس حقنا لدماء المصريين وليس تنديدا بإنتهاكات النظام وتجاوزاته ، وإنما لضمان (إنتقال سلس للسلطة) ، بالتخلص من الرأس والإبقاء على أعقابه جواسيسا وعملاء يصونون ويحفظون (إتفاقية السلام) بين مصر وإسرائيل ! .. فأمريكا لاترغب بوصول (الأصوليين) إلى سُدّة الحكم ، لأنهم خطر على أمن إسرائيل ! ..
أمريكا تدعوا مبارك على لسان الناطق بسم البيت الأبيض أن يتخلى عن السلطة و(الآن) .. أما مبارك فيرد على لسان رئيس وزرائه بأن الآن ليس الوقت المناسب لتنحيه عن السلطة ؟! .. ليلعب الإثنان (أي مبارك وأمريكا) لعبة الكر والفر القريبة إلى التماطل ، والعبث بألم الشعب المطحون تحت البؤس ، منها إلى محاولات جديّة لإيجاد تسوية حقيقية للوضع ، وإيجاد طريقة أكثر فعالية لإجبار العجوز الدموي على التخلي عن (تشبثه الصبياني) بدفة الحكم ، والذي أصبح لايروق حتى لإسرائيل؟! ..
فإذا كان أمن وسلام وإستقرار إسرائيل يهمك ـ يا ريّس ـ أكثر مما يهمك تناثر أشلاء شعبك ، فنحن نبارك ولاءك لإسرائيل وندعوك لأن تتنازل عن الحكم من أجل عيونها ـ التي لطالما إفتتنت بها ـ ، لامن أجل شعبك العفن الذي إتضح أنك تكرهه أكثر مما تكرهه إسرائيل ! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 03 . 02 . 2011
التعليقات (0)