تعجبني جداً إنسانية الأمريكان .. باعتبارهم أرباب الحضارة الغربية .. إذ من رقتهم ..وعذوبتهم .. ورهافة أحاسيسهم .. ونبل مشاعرهم وإنسانيتهم .. فقد ذابوا هياماً .. وهاموا حباً .. ليس لبني جلدتهم من الآدميين .. بل لبني الحيوان من الكلاب .. فمن الأمريكان من تدلهوا حباً في الكلاب للدرجة التي حوروا وطوروا وقولبوا أشكالهم لتكون أقرب ما تكون لشكل الكلب الذي يقتنونه .. ثم أقاموا مسابقة في إحدى الولايات الأمريكية سموها (أنا أشبه كلبي) .. حاجة تسعد الكلب .. قصدي تسعد القلب .. فكما أقام جنود الأمريكان مسابقة للإحتفاء بالإنسان العراقي في سجن أبوغريب .. كما أقاموا مسابقات المسرح المشكوف في أفغانستان يمطرون فيها البلاد طولها وعرضها على مدار سنوات بالألعاب الصاروخية وعلى أنغام القنابل التي تهد الجبال .. كما أوكلوا للصهاينة مهمة الإنابة عنهم في دغدغة أجسام .. ودقدقة عظام أطفال ونساء وشيوخ وعجائز فلسطين دون تحفظ ودون حد أقصى من الإبادات والتعذيب والتشريد والسجن والسحل والطرد والقتل .. هاهم الأمريكان يهددون المجتمع الدولي إن هو وافق على اعتماد بيت ومأوى للفلسطينيين .. بيبنما على الجانب الآخر يعلون كلابهم فوق مستوى البشر أو على الأقل يجحالون أن يتشبهوا بالكلاب .. والله لقد كنا نتمنى أن يتشبهوا بخصال الكلاب لا بأشكالها فقط ..
يا ختي جمالو حلو .. ياختي شبابو حلو .. شوف الجبين العريض .. شوف نظرة العينين .. شوف الودان .. أما بقى المناخير .. يا سلام سلم ..
بيتهيألي نظرة "الكلب" هنا أشد تأثيراً وتركيزاً وتلقيائية وثبات ...
أما هنا .. فالوجه المسحوب أشد اتساقاً مع الفم ..وبرضه نظرة الكلب أشد تلقائية .. أما الأذنان فهناك توافق ..
الشعر المجعد والمموج يفرض نفسه بتدريجية مذهلة ..
مش عارف .. أنا حاسس إن الكلب هنا خايف من حاجة..
نحن نتساءل ..
هل يعلم الشعب الأمريكي البريء مرهف الحس . نبيل المساعر .الذي يولي "الحيوان" كل هذا الإهتمام .. هل يعلم ذلك الشعب الحضاري بأن ساسته وجيوشه وأساطيله قد قتلوا وأبادوا وسحقوا مئات الآلاف من "البشر" في أفغانستان والعراق والسودان وليبيا وفلسطين والصومال ومن قبلهم في فيتنام وغيرها ؟!..
هل يعلم الشعب الأمريكي أنه في الوقت الذي يربت فيه على جسد "كلب".. فإن طياراً أمريكياً يدك بيوتاً على من فيها من البشر والأطفال في مكان ما في العالم ...
هل يعلم الشعب الأمريكي أنه في الوقت الذي يصطحبون فيه الكلاب للتنزه فإن هماك آدميين مقيدين في الأصفاد عراياً معلقين من أقدامهم يسامون سوء العذاب على يد جنود أبناء الحضارة وفي سجون علنية وأخرى سرية لا تدري بها الشياطين ..
هل يعلم الشعب الأمريكي الذي يصحب كلبه إلى الكوافير لتصفيف شعره وتجعيده .. أن هناك عشرات الملايين من الأطفال في إفريقيا قد التصقت جلودهم على عظامهم من الجوع والعطش والمرض والفقر يحتاجون لكن يده إليهم بقطرة ماء أو بكسرة خبز أو بحبة قمح ..
هانقول إيه ولا إيه ... بس الصور جميلة قوي .. صور الكلاب طبعاً .!!.
التعليقات (0)