مواضيع اليوم

أمريكا: نمط متقدم في الدروس الخصوصية

ملف اخضر

2009-03-30 12:03:58

0

أمريكا: نمط متقدم في الدروس الخصوصية

 

 


واجه الصبي الأمريكي بيلي، ابن جان ساج، البالغ من العمر 14 عاماً مشكلات خطيرة في دراسته، ويعود ذلك لظروف شخصية ترويها لنا أمه فتقول: «كان بيلي طفلاً مشرقاً للغاية، انتقل للصف السابع الدراسي ليعاني فجأة من انخفاض مذهل في الدرجات التي يحصل عليها، ولقد قضيت عاماً كاملاً إلى جواره، أقضي ثلاث ساعات يومياً معه أشجعه وأمتدحه أحياناً وأوبخه وأعنفه أحياناً أخرى، وأتوسل إليه وأترجاه كثيراً كي يجتهد في دراسته، ولكن هيهات أن تحقق جهودنا أي فائدة تذكر..»
لكن بيلي الآن أصبح يحصل على 80% فأكثر في اختبارات الرياضيات بعد أن كان يحصل على 11% فقط، بل وأصبح متكافئاً ومتساوياً مع زملائه في الفصل الدراسي.
فما السر وراء هذا الاختلاف؟

السر في الدروس الخصوصية
الواقع أن السر يكمن في الدورات التعليمية التي تُعقد بعد المدرسة في مركز سليفان التعليمي الكائن في المدينة التي يقطنها ميكي، وهو أحد مراكز الخدمة التي تدرس تدريساً خصوصياً أو تقوم بمهام المدرس الخصوصي. ولقد شعرت والدة بيلي بالحزن الشديد لتأخرها في إلحاق بيلى بالمركز وعبرت عن ذلك بالقول «أشعر بالندم الشديد لأنني لم ألجأ إلى مركز سليفان منذ عام مضى. لقد كان مركز سليفان بمثابة المفتاح الذي فتح جميع الأبواب المغلقة أمام بيلي.
لقد نجح المركز في بث الثقة فيه، وخفض مستوى الضغط الذي كان يجثم على صدر العائلة».
إن حالة بيلي ساج تشكل جزءاً من اتجاه متنام في واقعنا الدراسي. فهو واحد من آلاف الطلاب المقيدين في المدارس الحكومية المنتشرة في كافة دول المعمورة.
ومعظم رواد مراكز سليفان التعليمية من طلاب المدارس الحكومية الابتدائية والعليا ممن هم في حاجة إلى مساعدة ناجعة، بل وممن يأتوا أحياناً طلباً للاستزادة. أما الأغلبية - 57% تقريباً - فيحتاجون المساعدة في تعلم القراءة والبقية في تعلم الكتابة والرياضيات. ويقضي معظم الأولاد برنامجاً تعليمياً يمتد من ستة أشهر إلى سنتين.

الاقتصاد الرمزي
تستخدم جميع مراكز سليفان التعليمية نظاماً موحداً في مساعدة الطلاب الذين يدرسون مع مدرسين خصوصيين معتمدين في مجموعات مكونة من ثلاثة طلاب فقط. ويحصل الطفل أو الطالب عن كل إجابة صحيحة على عملة بلاستيكية رمزية بيضاء أو زرقاء اللون. وحينما يتراكم لدى الطلاب عدد كافٍ من العملات الرمزية، يستطيعون استبداله، إما باسطوانات برامج كمبيوتر، وإما بملابس أو ألعاب.
ويقول كامي كولا روسي إنه «من خلال نظام العملة الرمزية، توفر مراكز سليفان التعليمية مناخاً تحفيزياً مميزاً. فالأطفال يشعرون بالتحسن في مجال التعلم، ويشعرون بالسعادة نظير الهدايا التي تعتبر بمنزلة إقرار واعتراف بجهودهم». لكن البعض ينتقد نموذج سليفان التعليمي وعملاتها الرمزية، ويرون أن هذا النوع من التعليم أشبه بالوجبات الغذائية السريعة ـ أي تعليم على طريقة ماكدونالدز-
وترى نانسي فان ميتر، خبيرة الخصخصة باتحاد المعلمين الأمريكي، أن "شركة سليفان قد خلقت أو أوجدت وعايرت منتجاً كمقابل لتطوير نظام أكثر تفرداً، وقد سلكت في هذا الأمر نهجاً قياسياً للغاية، بل وحصلت على ملكية حقوق تأليف الجداول الخاصة بها». وتقر نانسي بأن كل ما سبق يعني أن نظام مراكز سليفان له مزاياه، «فما دام البرنامج يؤتي ثماره، لا توجد لدينا أي مشكلة في المعايرة أو التوحيد القياسي. فإذا تحسنت نتائج اختبارات الطلاب، فسيكون موقفنا إيجابياً تجاه مثل هذا البرنامج».

نحن نشاط تجاري بحت
الواقع أن العاملين بشركة سليفان يفتخرون بحقيقة مؤداها أنهم شركة ربحية، استطاعت أن تُدخل آليات السوق في مجال التعليم.
وقد صرح باري ميلر، المدير التنفيذي لمركز أوهايو سليفان التعليمي في نيلز، بأن «قوتنا العظمى تتمثل في تقديمنا خدمة نوعية لن تتوفر أو تتاح للناس في أماكن أخرى. إننا نؤدي مهمة دقيقة للغاية بشكل يفوق أي مدرس خصوصي فردي. نحن لا ندعي أننا مدرسة، إنما نحن نقدم خدمة، متفردة، ونحن نعترف صراحة بأن عملنا عبارة عن نشاط تجاري».

مشكلة قد تحدث فجوة
ومثل جميع الأعمال أو الأنشطة، تتقاضى مراكز سليفان أجراً مقابل خدماتها. وفي الوقت الذي تتراوح الساعة الدراسية بين 35 دولاراً إلى 59 دولاراً أمريكياً، يبلغ ما يدفعه الطالب الواحد شهرياً نحو 400 إلى 450 دولاراً أمريكياً. وتتراوح مصروفات الاختبار بين 75 دولاراً إلى 125 دولاراً أمريكياً.
وحينما سألت ساج ـ والدة بيلي ـ عن الأسعار صرخت قائلة: «يا الله! إنني كأم لديّ ولد إني أحاول الادخار الشديد كي أتمكن من تحمل هذه المصروفات من أجل ابنيَّ، إنني أشعر بالألم، لكن ألمي الأشد حينما أرى مستوى ابنيَّ متدهوراً في مادة الرياضيات.
ويخشى بعض المعلمين من أن تؤدي المصروفات الباهظة لهذه الخدمات أو الدروس الخصوصية في النهاية إلى زيادة الفجوة بين الطلاب الأغنياء والفقراء، الذين لا يطيقون مصروفات التدريس الخصوصي.

ولكننا نساعدك
ورغم أن شركة سليفان لم تنشأ كهيئة للمساعدة المجانية، إلا أن الشركة تبذل جهوداً لاستيعاب الطلاب ذوي الموارد المحدودة، وذلك من خلال إنشاء مجموعة متنوعة من نظم دفع الأقساط. وتقدم مراكز سليفان أيضاً خدماتها للطلاب غير القادرين من خلال قبولها لأموال الفصل الأول من الفيدرالية المخصصة للمناطق التعليمية من أجل تحقيق التعليم الإضافي الكافي. ويضيف باري ميلر قائلاً «من لا يملكون الدخل الكافي لتغطية مصروفات الدروس الخصوصية، نقدم لهم المساعدة».

ليست بديلاً عن المدارس
يتفق مسؤولو سليفان وأولياء الأمور على أن خدمات الشركة لا يجب اعتبارها بديلاً للمدرسة. وفي هذا الشأن يصرح كامي كولاروسي قائلاً: «إننا في الواقع جهة مُكملة، هدفنا أن نضيف شيئاً للتجربة التعليمية». ويؤكد كيبي جوزيف، مدير مركز سليفان نيويورك، نفسه المضمون قائلاً: «نحن لا نحاول أن نكون التجربة التعليمية الأولية أو الأساسية للطالب».
إن ساج ـ والدة الطالب بيلي ـ تعلم «أنه من السهل بالنسبة للأطفال، من الناحية الواقعية، أن يتخلفوا أو يتعثروا في مدارسنا الحكومية. ففي ظل احتشاد 36 طفلاً في فصل ابنيَّ وتوفر مدرس الرياضيات من الساعة الثانية عشرة إلى الواحدة ظهراً أيام الاثنين فقط تصبح إمكانية الوصول للمدرس قضية كبرى».
وتنصح فان ميتر الآباء وأولياء الأمور بأن يتجهوا أولاً لمدرسة طفلهم، وذلك قبل أن ينفقوا أموالهم على خدمة الدروس الخصوصية. «عند ذلك يجب أن يسألوا مدرسة أطفالهم.. هل هناك أي مجالات يستطيعون - كآباء أو أولياء أمور ـ المساعدة فيها. ولكن إذا كان التدريس الخصوصي بعد المدرسة مناسباً ويستطيع ولي الأمر أن يطيقه، فيجب الاستفادة من كل شيء بمقدورهم لمساعدة أطفالهم».

وسيلة فقط
والآن دعونا نتساءل "هل هناك خطر من أن تقوم شركات لخدمات الدروس الخصوصية مثل شركة سليفان بتجشم المصاعب عن المدارس الحكومية لتسير الأمور على ما يرام»؟
تجيب فان ميتر عن هذا التساؤل قائلة: «لا أعتقد أن التدريس الخصوصي يخفف أو يضع حداً للضغط الواقع على المدارس الحكومية. فالدروس الخصوصية ما هي إلا إحدى الوسائل التي تعين الأطفال وتشجعهم وتساعدهم».

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !