خلال اليومين الماضيين نشرت وسائل الإعلام خبر إلقاء القبض على من يسمى [ زعيم القاعدة في العراق]..إلى هنا الخبر طبيعي..لكن بيني وبين نفسي بقيت أفكر ـ خلال متابعتي للحدث ـ في حجم التهويل والتضخيم اللذين تنشر بهما وسائل الإعلام هذا النوع من الأخبار..؟!..فتجدها تطلق على هؤلاء مسميات لاأساس لها من المصداقية لا شكلا ولامضمونا...وهي بذلك تساهم ـ بوعي منها أو من غيره ـ في إستحكام شوكتهم التطرفية...وأستغرب إطلاق مسميات (الأمراء) عليهم..فتسمع (أمير الجماعة الفلانية)..(خليفة الأمير الفلاني)..و..و..وغيرها من المسميات التي لا يعلم هؤلاء الصحافين أنهم على لائحة من (كفرتهم هذه الجماعات)....وهي أيضا خارج تصنيف المسلمين بل إن الإسلام بريء من هذه الجماعات ومن (أمرائها)الذين لو علموا ما قال المولى تبارك وتعالى في قتل المسلم لانتحروا..أو لتابو(وهذا أمر مستبعد).
وهنا لاأستثني أحدا من هذه الجماعات لأن تاريخها ومنذ بدايات ظهورها لم يمت للإسلام بصلة..فكيف تسمي من يقتل إخوانه (وهم يوحدون الله)أمير جماعة (إسلامية)...؟..وكيف ترفع شأن مَن فجر المساجد وفيها مسلمون راكعون ساجدون ؟..بدعوى أنهم خارجون عن الملة..!..وكيف يدعي إمارة المسلمين من ينهب ممتلكاتهم..ويغتصب بناتهم..ويذبح أبنائهم؟
لا والله لم يأمرهم الإسلام بكل ذلك...وإذا كانت غيرتهم على الدين دافعهم فلم لا يذهبون إلى الدول الكافرة ويجاهدوا فيها..؟ ذلك هو الجهاد الحقيقي..أما أن يتخذوا لهم جحورا بين إخوانهم فيستعرضون عضلاتهم بقتلهم عنوة أو بتفجير قنابل في أسواقهم فتلك (الردة بعينها)...
وأذكر واقعة حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، أين أراد أحد أصحابه قتل مشرك فأخذ يردد الشهادة ، ورغم ترديده لها أراد الصحابي الجليل أن يبطش به فمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك..فاحتج الصحابي بأن المشرك ما ردد تلك الشهادة إلا ليأمن على نفسه...فأخبره الرسول الكريم أن مجرد ترديده لها يجعل من قتله جريمة...سبحان الله....فأين هذا المثال من أمثلة (هؤلاء الأمراء المزيفون)..؟!
لا علينا ...فالحديث عن هذه الجماعات(الجهادية)يتطلب تأليف مجلدات...وفي رأيي هي (لاتستحق ذلك)...فعتبي هنا ليس عليها فهؤلاء(لاحياة لمن تنادي)...وإنما على وسائل الإعلام (الجاهلة)بما تصنعه لهم من صور بطولية(بالمجان)في أوساط تابعيهم وفي أوساط ضعفاء الإيمان...؟!
التعليقات (0)