في كل مرة تذكر فيها المرأة المغربية على الفضائيات العربية، فإن الموضوع يكون معروفا حتى قبل النطق به. فإما عاهرات المغرب بالخليج أو الأمهات العازبات بالمغرب، لدرجة أن المواضيع تتكرر لمرات وبنفس طريقة التناول مع تغيير الوجوه. وبكل صراحة فلست أخجل من بعض الكائنات البشرية المشينة للعرب والإسلام خاصة التي تضع أصفارا فوق رؤوسها وأصفارا في أمخاخها وذلك أن بيوتهم ومافيها تخبأ فضاعات مريعة قد لا يجرؤ الإعلام العربي على مناقشتها تقديسا للدرهم والريال الخليجي وحلاوته. وفي هذا الإعلام يتم دائما التركيز على طرف واحد في عملية الدعارة التي تحدث في بلدنا أو في بلدانهم بين نسائنا ورجالهم. فالأصابع تشير إلى العاهرة المغربية فقط دون الحديث عن الرجل المقبل على الفحش بنهم كبير مستغلا خيرات البترول في قتل أعرض بنات المسلمين. ففي سوق الدعارة هناك عرض وهناك طلب. فإذا كان العارض دائما هو تلك المغربية الرخيصة وفق طرحهم فمن يكون الطالب يا ترى؟ إنهم هؤلاء الذين يضعون شماغا فاخرا فوق رؤوسهم الفارغة من أي مضمون إيجابي في نظرتهم للمرأة. هم هؤلاء الذين يجرون نسائهم- المتعددة الجنسيات- في الخارج وهن محشوات في أكياس سوداء مع بروز عين تحمل عشرين كيلوغراما من الكحل. هم هؤلاء المكبوتين في زنازين يحكمها الفكر القبلي ولا زالت المرأة عندهم لا تمتلك الحق حتى في قيادة السيارة. هم هؤلاء الذين يمولون قنوات الهيافة والعري وهم أنفسهم من يضعون أقدامهم في الصفوف الأولى بمكة المكرمة. هم هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بنعمه فسخروها في قضاء حوائجهم الجنسية بشكل همجي مستبيحين الأعراض في بلد يبحث عن 10 مليون سائح دون أن يأبه لنوعية هؤلاء السياح. ولا نسمع أن أحدا من هؤلاء يحاكم أو يشهر في الإعلام العربي الجبان والعنصري. ربما لأن دعاتهم وضعوهم في مرتبة القداسة وفق السلم القبلي أم لأنهم من سلالة الذين تجب طاعتهم خوفا على أنفسهم من أهوال جهنم الدنيا طبعا وليس جهنم الآخرة المتأججة للالتهام المنافقين. ولست أكتب لأطالب الإعلام العربي لعدم التشنيع بعرض المغربيات وحرمان أنفسهم من هذه المادة الإعلامية الدسمة. ولن أطلب منهم تسليط الضوء على هؤلاء العرب المهووسين بمضاجعة القاصرات واستغلال فقرهن من أجل إشباع غرائزهم البهائمية التي يحاولون إخفاءها تحت عباياتهم الفضفاضة. ذلك أن الكرة بأيدينا ووصمة العار تعنينا أكثر من غيرنا. وإذا كانت الدولة المغربية في شخص المسؤولين عن تسييرها غير آبهين كثيرا بهذا الوضع المشين، فدعوني بمزاج معكر يغلي استنكارا أهمس في أذن دولتي: إن قضية شرف هذا الشعب وكرامته لا تقل أهمية عن قضية الوحدة الترابية. ودعوني أصرخ بقلم ثائر في وجه الأحزاب والفاعلين في المجتمع المدني: إن الدماء التي تُسال في فيلات مكيفة معلنة أن كرامتنا قد فقدت عذريتها في ليالي المجون العربية فوق أرضنا، لا تقل مضاضة عن سيلان الدماء فوق أرض فلسطين. فهلا نظمتم تلك المسيرات المليونية التي تتقنونها ولتكتبوا بدمائكم رفضكم في اللافتات ولترددوا بقوة: أمراء الدعارة برَّا برَّا المغربية تبقى حُرَة.
التعليقات (0)