.........،
رسول الشوق غنى في غيابكِ .. وألحان الوفى ظلت تنادي لكِ !
.......
(1)
لاشيء يمكن أن أشبهه بهذه التي تخرج ليلاً لتصب الماء في ساحة الدار ترتوي الأرض وتنعش باقي المنزل بالرطوبة حتى عندما تهب نسائم الحقول الليلية لها رائحة تشبه الجنة تنعش داخل البيت .. وقفت كثيراً تتأمل النجوم وتبتسم وأنا أتأملها طويلاً وهي لا تدري ،!
ليس من السهل ومن المخجل حقاً أن أخبركم عدد المرات التي رصدتها لأجعل منها حوريةً تزف إلى فيضان الآلهة الصامتة والمندهشة من سيقانها الزرقاء ..!
" أقول الصدق " سمعت أهل الحي يقولون بأن بيتهم مسكون بالجن ! وأنا تأكدت أكثر من مرة حين سمعتها تناجي السماء بلغة غير مفهومة وتضحك للقمر وهي تحتضنه بيديها اللتان يتحول لونها للأبيض الضوئي في ظلام الليل فــ / ينيران طريقها لداخل المنزل المعتم فـ ينار بالضوء الساحر كالشمس..!! كم وددت أن أحدث ثقباً صغيراً أتطلع منه لسؤال بحجم الدهشة " ما الذي يحدث في الداخل يا ترى ؟" !
..
..،
(2)
في أحد ضواحي القرية يوجد نهر تقتات على دفئه النساء كل يوم ،يغسلن أجسادهن المعبأة برائحة الرجال وصحونهن المتسخة وأفرشتهن ويرتوين من مائه العذب .. إحداهن لمحت سيقان "سما" وهي تنزل للنهر وترفع ثوبها ففزعت ! أخرسها ما رأت وبدأت تلوح بعينيها وكأنها تنادي النساء وتدعوهن أن ينظرن للون هذه السيقان الغريبة !
- ربما هذا تعب الطمث أعياها وغير لون مجرى الدم في عروقها .،؟
- لااا : هذه من بيت يسكنه الجن كما يشاع أجابت إحداهن ..!
يالنساء القرية ،! فقط يترقبن واحدة تثير فضولهن حتى يبدأن في اطلاق الاساطير الغريبة والتهم بثرثرتهن المعهودة .. ولكني أنا أيضاً أثار فضولي ما رأيت من هذه الفتاة ؟
أووووه لأسارع في الهرب حتى لا تلمحني إحداهن وتبدأ في بث الاشاعات عني ،، فـ رجال القرية غيرتهم من العيار الثقيل واسلحتهم التي يستخدمونها في فلاحة الأرض حادة جداً ولن يرحموني حتى لو أخبرتهم أنني فقط أريد أن أكشف عورة سر لون سيقان " سماء " لا غيرها !
يلاح الغروب على أكتف النخيل كشعر حسناء بدوية وتذوب الشمس قليلاً قليلاً في اتساع فم الأفق كقطعة سكر .. ويبدأ الهدوء يغزو كل حي حيث توقد النار في أطراف القرية لطرد الأرواح الشريرة والكلاب واللصوص..
..........
....،
(3)
الغريب أن " سما" لم تخرج من غرفتها هذه الليلة وأنا أترقبها طويلاً متخفياً وراء تلة من العشب الميت ..، القمر مل الانتظار كما أنا على ما يبدو !! هو الآخر التحف غمامة وتغطى إلا قليلاً منه !! أفٍ ، يزعجني هذا القط الأسود بنبراته الغريبة " عليه اللعنة " فما عدت أحتمل المزيد من الانتظار وهذا يقلقني بصوت مواءه الغريب ويفضح سكوني ،، آآه .. يحدق بي بعينيه المولعتين وكأنه استعار ضوء النجوم وسلطه عليَّ ! لوددت أن أفقع عينه بشوكة انوخزت في رجلي ليخرس ..
عاود المواء المزعج مرة أخرى .. هل لي بحصاة ممتلئة أخمد بها أنفاس هذا اللعين الشاذ لأغسل بدمه ضيقي ..!
- يااا الله .. كثيرة هي أسرارك في خلقك وكثيرة هي أسرار خلقك .،!
انفرج القمر إلى نصفه عن الغمامة لأنتبه : أن رجلي هذا القط الأسود زرقاء !! ماذا أفعل الآن ؟؟ يبدو أن هذا القط من المسكونين بالجن .. اخرجي " سما" أرجوك بدأ قلبي يرجف بقوة .. ربما عندما آراك يتبدد خوفي كما تبددت الغمامة عن القمر وانكشف ضوءه..!
لا أريد أن تراني أو آراك أيها المختبئ هناك خلف الأسرار والمسكون بالسواد عليك اللعنة !!
بقلم : حسن الأحمد
التعليقات (0)