(و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون)
في ذكرى استشهادك السابعة عشر ...يبكيك الشجر و الحجر و البشر ... تبكيك عروق الزعتر و تتذكرك زهور الربيع ... نقف اجلالا و اكبارا لك و لكل الشهداء و لكل الابطال في فلسطين و خارجها ... لكل شهداء المدارس الذين حبت جبائنهم المآذن و الكنائس ... نقف طول العمر و ليس لدقيقة او لثوان فانتم اكبر من هذا و اكرم كيف لا و انتم اهل البسالة و الشجاعة... انتم شهداء الحق لتحرير المقدسات و جبال الكرمل و تلال يافا و غور الكرامه و كل فلسطين ...
في ذكراك يا ابن مدرستي يا ابن صفي ... أعجز أن أصف ذلك اليوم و تعجز كل الكلمات ان تلتقي و تشكل سطرا واحدا يصف الحدث ... و كم كان يوما صامتا هادئا الا ان ازيز الرصاص حوله ليوم دام صاخب لا ينسى ... فانت كنت شهيد و ارتقيت للعلى و غيرك اصيب و عانى الامرين و غيرك ملأ قلبه الرعب و سقط هاويا من الخوف ... نلملم حقائبنا و اشياءنا و كأن زلزال ضربنا او في لحظة ما ريح شديدة سحبتنا لعالم مجهول ...كنت معنا و في صباح اليوم التالي وجدناك غائبا و كأننا نستشعر روحك ترفرف فوق رؤوسنا... ننتظرك بين رنة الجرس و أخرى ...يا لها من لحظات فرضت أن نبكيك و نحييك فينا للأبد ... فانت من الشهداء الذين هم احياء عند ربهم يرزقون ... انت قضيت نحبك و غيرك ينتظر ... انت تشرق روحك بنا كل يوم ... انت نور لن ينطفئ ابدا ... فالرصاص لن يمحيك بل عجز كثير منه ان يواجهك إلى ان نال منك و من حقيبتك المدرسية و بدون حق و بدون عذر او سبب الا لانك تحب فلسطين الوطن و الهوية ...
أمجد صديقي و ابن صفي ... كنت في الدنيا في ريعان العمر البسيط كنت ابن سبعة عشر عاما لا اكثر و ها هو اليوم يمر عليك و علينا نفس العمر و الرقم و اليوم (الأحد) ... انت في عليين ... انت في جنات عدن ... انت مع الصديقيين و النبيين و الشهداء ... و نحن لا زلنا نعاني نفس البلاء و ننتظر ذات المصير ... نموت كل يوم و بأبشع الوسائل الاسرائلية الصهيونية حتى كم من طالب و حقيبته قد استشهدوا بذات السلاح و بذات الجشع الصهيوني الحاقد ...الذي عند اشهاره سلاحه لا يميز بين طالب او عامل او مقاوم او مزارع او صياد!
أمجد مسعود حسن مشاقي ... شهيد و أخ و صديق ...روحنا بروحه و قلوبنا بقلبه ... ابن الفرع الادبي ... شهيد ارتقى للعلى يوم 14-2-1993 و هو عائد من مدرسة ذكور عصيرة الشمالية الثانوية للبنين لقريته ياصيد بعد عمر طويل قضاه في طاعة الله ... بل بعد يوم طويل قضاه في طلب العلم بين صفحات الكتب ... كان يوما اخيرا لقلم الرصاص بسبب الرصاص ... كان خلوقا طيبا مرحا و كأنه قلبا و قالبا نسج من تراب فلسطين الحبيبة فأحب ان يعود لها مسرعا دونما ان يلتفت و يودع احد منا و قبل ان ينقضي الوقت في الدنيا ...
أمجد لن يمحو اسمك الزمن و لا توالي الاسماء او تجددها ... فنحن وجب علينا فداؤك و تذكرك ... و نسأل الله ان تكون مع الصديقيين و النبيين و الشهداء ... و تأكد انك لست وحيدا فهناك كوكبة من الابطال من قريتنا سبقتك و كوكبة اخرى لحقتك ... نسأل الله ان تتقبل منا رسالتنا المعطرة بريح الحرية و نار الصمود و البارود ... لكي تعلم اننا لن ننساك و ستبقى لنا نورا و دربا و قسما و عهدا لن ينسى ابدا ...
التعليقات (0)