"الحرب الباردة" مصطلح شهير يلخص حقبة من التاريخ المعاصر خاض في ها حلفا وارسو والناتو صراعا طويلا انتهى بانهيار الاتحاد السوفيتي أما "الحرب العربية الباردة" فمصطلح صكه الأكاديمي الأمريكي مالكون كير ليصف الصراع بين حلفين عربيين: الأنظمة "الرجعية" والأنظمة "الثورية"، وبعد ما يقرب من نصف قرن ما زال العالم العربي منقسما إلى: محور الاعتدال ومحور التِشدد، ومن الأحلاف إلى المحاور يا قلبي احزن ثم احزن ثم احزن.
فهل معنى هذا أن العالم العربي فشل في تجاوز مرارات الحرب العربية الباردة؟
إن من يتأمل المشهد الأوروبي عقب الحرب العالمية الثانية يدرك إلى حد نحن غارقون في الخصومات عاجزون عن طي الصفحات السوداء والتعاون لأجل المستقبل، فبعد عامين من انتهاء الحرب العالمية – أي عام 1947 – كانت فرنسا تتجاوز جرح إذلالها واحتلال أراضيها على يد ألمانيا لتجلس معها على مائدة واحدة لوضع نواة الاتحاد الأوروبي، ورغم اختلاف أعراقها ولغاتها وثقافاتها خطت الشعوب الأوروبية خلال السنوات التالية خطوات واسعة نحو الوحدة، ليس فقط لأنهم انحازوا إلى المصالح على حساب المشاعر، بل لأنهم كانوا على استعداد لنسيان الماضي والبدء من جديد.
إن ما تشهده العلاقات العربية العربية من توترات لا تكاد تختفي من مكان لتظهر في آخر أحد مؤشرات أزمة الإخفاق العربي في بناء شيء ذي منذ تم توقيع اتفاق تأسيس جامعة الدول العربية (1943)، فالثقة هي الأرضية الصلبة لأي تعاون إقليمي ناجح ورصيدنا منها "صفر".
وقد نشرت الإندبندنت البريطانية قبل أيام خبرا توقفت أمامه طويلا، الخبر يقول إن الحكومة البريطانية باعت مصنع آلديرماستون للقنابل النووية لشركة أميركية الأمر أثار حفيظة نواب بريطانيين لأن مجلسهم لم يستشرفي القرار. وحسب الجريدة لم يعد لبريطانيا أية حصة في إنتاج رؤوسها النووية بعد أن باعت الثلث المتبقي لها من هذه الصناعة لشركة هندسة أميركية بكاليفورنياوالتالي فإن الأميركيين سيتولون إنتاج وصيانة الرادع النووي البريطاني المستقل، الصحيفة أضافت أن هناك استياء من أن تكون بريطانيا فقدت حق السيطرة المباشرة على موقع إنتاج الرؤوس النووية وصيانتها.. وزارة الدفاع أعلنت أنها احتفظت "بنصيب خاص" يخولها التدخل إذا اقتضت الضرورة، وأضاف متحدث باسم الوزارة أن الصفقة تضمن استقلالية الرادع النووي البريطاني وتحافظ على المصالح الإستراتيجية..
القصة كلها مليئة بالعبر،تراتيجية للبلدمامه طويلا، الخبر يقول إن نها ""ن لتظهر في آخر أحد مؤشرات أزمة الإخفاق العربي في بنائء
التعليقات (0)