كانت أمة العرب فيما سبق أمة أعظيمة فهي الامة التي اختارها الله تعالى من باقي الامم وبعث فيها نبي الرحمة والاحسان محمد صلى الله عليه وسلم ومع انبعاث النبي الاعظم أزدادت قوة العرب وتماسكهم ووقوفهم مع بعضهم البعض حتى استطاعوا في سنين قليلة من اخضاع أعظم الامبراطوريات سطوتاً وما حدث لامبراطورية الفرس والروم خير دليل على كبر وعظمة قوة العرب قبل وبعد وفاة الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم .
وماانتجته قوتهم بعد وفاة الرسول الكريم ثلاث دول حكمت العالم الاسلامي وهي دولة الخلفاء الراشدين والدولة الاموية والدولة العباسية التي كانت اكبر واقوى الدول وذلك لامتدادها على عصرين زمنين الاول سمي بالعصر العباسي الاول والثاني سمي بالعصر العباسي الثاني والذي شهد سقوط الدولة العباسية بيد هولاكو .
الكثير قد يتسأل لماذا غدت امة العرب في عصرنا الحالي معقلاً للمحتلين والصهاينة والصليبيين حتى حل بفلسطين ماحل من قتل واستباحة الاعراض وبالعراق ماحل من مجازر بشرية اقشعرت لها الابدان وبباقي الدول العربية التي تكتم الغيظ وتستكت وهي تدعي بالرضى على مايحصل في العالم العربي الاسلامي الذي غدى مجرد قواعد عسكرية تابعة للمحتل الامريكي الاسرائيلي الصهيوني ، لماذا كل هذا العالم يتجه نحو العالم الاسلامي بالاحتلال والقتل واستباحة الاراضي والاعراض ، في رأيي انا ان المشكلة لاتكمن في العصر الحالي ولافي العصور التي جأت بعد سقوط الامبراطوريات العربية الاسلامية الثلاث وأنما المشكلة الحقيقة تكمن في الفترات الزمنية التي عقبت وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فكما هو معروف ان وفاة الرسول ترك اثراً عظيماً في هيكلية العالم العربي الاسلامي فبوفاته تغير هذا العالم لينتقل من مرحلة الايمان بالدين والاخرة وعمل ماريضي الله ورسوله الى مرحلة التحضر والتقدم الحضاري الدنيوي الذي القى بظلاله على العالم العربي الاسلامي فغدت امة العرب بعد ان كانت امة تسكن الصحارى والخيام الى امة تسكن القصور والمباني الفخمة تاركين الاهتمام بالعدل والمساواة وارضاء الله ورسولة والنهي عما انهى الله به الى نفر قليل من المسلمين في ذلك الزمان فبات قويهم يأكل ضعيفهم وظالمهم يفتك بمظلومهم حتى وصل الامر الى استباحة اعراض ال بيت الرسول وقتلهم وتشريدهم كما حدث في زمن دولة بني أمية وبني العباس لآحفاد النبي .
ان الظلم والطغيان والمطامع الدنيوية والفساد الاخلاقي والسياسي والثقافي والاقتصادي في المجتمع العربي الاسلامي بعد وفاة الرسول ادى الى ضعف العرب وانقسامها على بعضها مما جعلها محط انظار واطماع الفرس والصليبين حتى يومنا هذا .
التعليقات (0)