أما آن لليل العرب أن ينجلي ؟ !!
حال العرب في العصر الحديث هو حال من استوقد نارا ، فأضاءت النار ما حوله من عتمة ثم انطفأت النار من حوله واكفهرت الخطوب ، فعاد إلى العيش في ظلمات بعضها فوق بعض ... هكذا هو حال العرب ...قال تعالى مصورا حالة أمة العرب في العصر الحديث :
"مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ( 17 ) صم بكم عمي فهم لا يرجعون ( 18 ) ) سورة البقرة /
الله سبحانه ، شبههم في اشترائهم الضلالة بالهدى ، وصيرورتهم بعد التبصرة إلى العمى ، بمن استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حوله وانتفع بها وأبصر بها ما عن يمينه وشماله ، وتأنس بها فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره ، وصار في ظلام شديد ، لا يبصر ولا يهتدي ، وهو مع ذلك أصم لا يسمع ، أبكم لا ينطق ، أعمى لو كان ضياء لما أبصر ؛ فلهذا لا يرجع إلى ما كان عليه قبل ذلك ، فكذلك هؤلاء المنافقون من أمة العربان في استبدالهم الضلالة عوضا عن الهدى ، واستحبابهم الغي على الرشد . وفي هذا المثل دلالة على أنهم آمنوا ثم كفروا ، كما أخبر عنهم تعالى في غير هذا الموضع ، والله أعلم .
لقد بقي فرعون يقاوم رسالة التوحيد، ناكثا عهده
http://quoraanmajid.blogspot.com/2012/12/blog-post.html
مع موسى ، مدعيا الربوبية ، مكفرا موسى عليه السلام ، إلى حين أدركه الغرق ، عندها اعترف بأحقية الله في "الربوبية " و "التوحيد" قائلا بوضوح لا مرية فيه في سورة يونس :
" آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ {90}
و إصرار فرعون و جنده على الكفر ، و مقاومة "دعوة التوحيد " و الإسلام ، كما جاء على لسان فرعون ( أنظر المصدر رقم واحد1 )، يجعل مقامه في جهنم معلوما ، ككل كافر عنيد ، مكذبا بآيات الله البينات ، التي يبلغها المرسلون لأقوامهم ، منذ نوح عليه السلام:
"إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى"
أما أئمة منزل بورقيبة و خطبائه ، بزعامة المنافق الأكبر ، المدعو روابح ، فهم يعلنون ، صبح مساء أنهم مسلمون ، موحدون لله ، ثم يضيفون أن "مرويات البخاري و مسلم " الذي عاش في القرن الثالث للهجرة هي رديف للقرآن ، و مثلها مثل القرآن ،بل هي أصل الإسلام بدعوى أنها تمثل سنة رسول الله !!
( أنظر العريضة المقدمة للسلط التونسية ضدي )، تكذيبا لقول الله عز وجل :
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا /سورة الاسراء .آية 88/
فلا مثيل للقرآن إلا القرآن نفسه المنزل من العزيز الحكيم .
( راجع مفهوم السنة في القرآن في رابط مدونتي التالية :
http://quoraanmajid.blogspot.com/2012/11/mohamedsalembenamor21yahoo.html
.. إلا شعب تونس لما آمنوا ...!!
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=4549431972231&set=pcb.4549436012332&type=1&theater
ما صار واضحا وجليا أن صراع الأرباب المزيفة قد عاد و بقوة للساحة العربية بعد قيام الثورة التونسية ، بعدما استطاع المتألهون من السلاطين و الملوك و الرؤساء إخماد هذا الصراع لقرون خلت بفضل ما استنبطوه من وسائل القمع و الإرهاب و تكميم الأفواه و تدجين الشعوب الإسلامية عن طريق الأئمة و الفقهاء ...؟
إن هذا الصراع سيقود حتما في نهاية المطاف إلى توحيد الله و الإقرار بربوبيته المتفردة على كل الآلهة التي اصطنعها رجال الدين و رجال الطغيان على مر العصور ، و إني على يقين أن شعبنا التونسي سيكون أمرهم أمر قوم يونس الذين قال الله في حقهم في سورة يونس ما يلي :
فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ( 98 )..
ــــــــــ فهل يعي شعبي التونسي ضرورة أن يركلوا و في أسرع وقت كل الأرباب المتصارعة اليوم في الساحة السياسية و يلتفوا حول كتاب الله الجامع ، حتى تقوى شوكتهم و تينع ثورتهم التي سقوها بدماء الشهداء و المستضعفين في الأرض ...!!
أحسنت و أبدعت يا محي الدين بلغيث ....!!
لقد قمنا بالثورة من أجلكم و في سبيلكم يا جماعة النكبة و الترويكا لكي تستردوا كرامتكم التي دهسها بن علي بحذائه كالصراصير. لكن تطاولوا على الشعب الذي أنقضهم من براثن المعتقلات و المنفى و أطلقوا لأطماعهم العنان و كشروا على أنياب جشعهم و أفرجوا على غرائزهم الحيوانية التي كانت حبيسة بين قظبان الذل و الهوان، فركبوا على ثورة هذا الشعب، و إمتدت أيديهم الملطخة بالخيانة و الغدر لتعبث بمستقبل الصغير و تسرق مال الفقير و تشغل النهضاوي الكبير
و تجازي المنافق الحقير و تدوس على أحلام شاب صغير،
و قسمونا إلى أطياف و ملل و مذاهب و مرجعيات فذاك معارض ملحد
و كافر و ذلك نهضاوي مؤمن و بصيفاته تغنى ألف أديب و شاعر.
لكن هيهات!!!!!
فالشعب الذي طرد الرومان و أساطيله، و البيزنطيين و عظمة جيوشه و الإسبان و قوة سلاحه و الفرنسيين بكامل عدته و عتاده،
قادر على أن يدوس على جحر الأفاعي هذا، الذي لا يستمد سلطته إلا من شرعية زائفة و وعود كاذبة و رجالات حائرة و خيانة واضحة
و مرجعيات فكرية واهية.
لكن تبقى مسألة وقت و التاريخ سجال بيننا.
_محي الدين بلغيث _
التعليقات (0)