بسم الله الرحمن الرحيم
أمام الشهادة
أمامي لقد دعيت الى الحزن ثانية
وكم يمزق الروح حين يمرق
وان كان حزني عميقا وجارف
فحزني عليك روحي فداك أعمق
فكل سنة تلوح لها في الأفق شجون
وتعاند ظلام النفس حين تغرق
أمام الشهادة والشهادة لا دين لها
وبحر يمها قرير العين غارق
لكنك سيدي أميرا لها وسيدها
وشهاب سنا ضوءها المشرق
وروح دماها في حومة الوغى
ينضح والهاً بحب الإله دافق
عتمت رمضاء أرضك كربلاء
حين أمطرت سماءك دما حارق
متى راع منك البون جسدا ممزقا
مسجى على تراب أرضك الصافق
تصفق ريحها للموت والمنايا تسوقها
فيصرخ أديمها بأفواه عراض شدق
على أجسادا ملئت رمال الأرض
شذا يفوح منها وعطرا زكيا عابق
ابا عبد الله ومن غيرك سيدا
زينة للحلم متى افلت عقول سامق
وريحانة نور الأرض ورسولها
محمد المصطفى سيد الخلائق
تظن بك السنون علينا نوائبا
وأنت صفي على رحاب علائق
يبكي الموت خجلا من ضئالته
حين يمد إليك يد الغدر ويسرق
فلا تمحوا لك الأيام اسما مبجلا
ولا ينسى ذكرك من حنايا الخوافق
فلولا الحسين لما قام لنا قائم
ولا كان لنا دين بالخير سابق
فقد سلب الطغاة لنا عقول رشيدة
وتفرقت الخلائق غـربا ومشرق
وبني امهات السبي والفحشاء سادوا
وحكموا العباد وغلوا بصارم حذق
وصار كتاب الله مدعاة هزوا لهم
ودينهم كان قيانا ودفوفا وكاس رائق
فلا أذان ولا صلاة وجبت لهم
وأميرهم يؤم القوم في السكر غارق
فلا غير الشهادة حتى يصح الدين
ويُقََـَوم بالحق كالشهاب حين يمرق
تعضد كفوف الردى ويرشح سمها
حين تحز الرقاب الشريفة وتمزق
ويبقى الجسد الطاهر على التراب
تدوسه عجائم خيول لم تعرق
وهو شامخ في حومة الوغى
و الروح خجلى وتابى ان تفارق
فما بلى الجسد الطاهر وكيف
والأرض تهواك ولك تعشق
ولما لا يجود الزمان بغيرك لنا
إماما للشهادة تغيض له وتشدق
وأنت مني في محبة الروح للجسد
وطعم الحب في فمي حلاوة عذق
و ان إسرافي في مودتك دين
يطوق روحي ويطبق على العنق
التعليقات (0)