اليمين المتطرف في فرنسا وقطف ثمار الارهاب
بقلم د.محسن الصفار
شهدت فرنسا مؤخرا اجراء انتخابات المناطق ورغم ان هذه الانتخابات هي انتخابات خدمية وليست سياسية الا الفائزين فيها يحددون المزاج السياسي العام في فرنسا تمهيدا لانتخابات الرئاسة المقبلة .
ولاول مرة فأن اليمين المتطرف ذو الافكار العنصرية المناهضة للمهاجرين وللاسلام قد فاز باغلبية كاسحة في هذه الانتخابات لدرجة ان الحزب يخطط جديا لايصال زعيمته ماري لوبان الى سدة الرئاسة لادارة دفة الاليزيه في باريس .
هذا الفوز لم يكن ليتحقق لليمين المتطرف لو لم تقف خلفه حملة دعائية كبيرة قائمة على تخويف المجتمع الفرنسي من الارهاب وذلك بعد عمليات باريس الاخيرة التي خدمت اليمين المتطرف على اكمل وجه ممكن فالقتل العشوائي الذي شهدته باريس على يد عناصر متطرفة تنتمي الى داعش وشارك فيه مواطنون فرنسيون اثار حفيظة المجتمع الفرنسي ككل ضد شركائهم في الوطن من الجالية الاسلامية ولعب الاعلام دورا كبيرا في تصوير المساجد على انها ثكنات عسكرية لتدريب الارهابيين وان القرآن الكريم هو كتاب يشجع على القتل والارهاب .
كل هذا استغله اليمين المتطرف ببراعة ليثبت للناخب الفرنسي انه طوق النجاة للمجتمع من الغزو الاسلامي المزعوم خصوصا بعد تدفق سيل اللاجئين من سوريا ومحاولة المانيا توزيعهم على دول الاتحاد الاوروبي وما صاحب ذلك من تخوفات طرحها الاعلام الغربي حول امكانية تسلل عنصار من داعش تحت غطاء المهاجرين لتنفيذ عمليات ارهابية في اوروبا .
ان الارهاب المقيت واسلوبه الدموي في قتل الابرياء بالجملة لم يحقق له شيئا من النصر فالدول المشاركة في التحالف الدولي ضده لم تتراجع عن موقفها بل ضاعفت من ضرباتها له في معاقله في العراق وسوريا وان الضحايا الاصليين لهذه الاعتداءات الوحشية هم المسلمين انفسهم الذين تتجه حياتهم في اوروبا من ضيق الى اضيق في ظل تنامي المد العنصري ضدهم في وظائفهم وتجارتهم بل وحياتهم ايضا .
ليس غريبا تنامي هذا المد ضد الاسلام الذي عبر المحيط ليحل في امريكا على لسان المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية دونالد ترامب الذي ركب موجة مناهضة الاسلام هو الاخر عبر تصريحات مقززة طالب فيها ان يلزم المسلمون بحمل هويات خاصة في امريكا ثم اتبعها بطلبه منع المسلمين نهائيا من دخول امريكا سواء للهجرة او للسياحة , ورغم استنكار اطياف المجتمع الامريكي لهذه التصريحات وعلى رأسها البيت الابيض الا ان وجود عدد لايستهان به من مؤيدي هذا التوجه الفكري القائم على الاسلام فوبيا يدق ناقوس الخطر حول مدى امكانية تعايش المسلمين مع المجتمعات الغربية في ظل تنامي العداء لهم ولنمط حياتهم وملبسهم وكل شيئ .
ان الارهاب كما تفضل عاهل السعودية صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود حفظه الله ورعاه لادين له وان الارهابيين لا يمثلون الاسلام ولا المسلمين بل انفسهم وفكرهم المنحرف فحسب واكبر دليل على ذلك ان المسلمين يشكلون العدد الاكبر من ضحاياهم وبالتالي فأن المجتمع الدولي يجب ان لا يأخذ المسلمين بجريرة هذه الفئة الضالة المنحرفة .
التعليقات (0)