مواضيع اليوم

أليك أيها المثقف مايجب أن تعرف

صفاء الهندي

2013-07-19 00:51:04

0

 يقول المفكر والكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل في تعريف المثقف: ( هو الإنسان الذي يستطيع أن يكوّن لنفسه رؤية وموقف من الإنسان بالدرجة الأولى ، ومن المجتمع بالدرجة الثانية ، ومن الطبيعة والكون بالدرجة الثالثة ، وانه يستطيع أن يعبر عن هذه الرؤية وهذا الموقف برموز الكلمات والألوان والأصوات ) (1)( إن المثقف بنظرنا هو فضلا عن ذلك : شخص منتج للأفكار بالأساس ، شخص واع ، تنويري ، تجديدي ، إصلاحي ، مطّلع و متجدد معرفيا ، يستمد قيمته ومكانته من قيمة ما يقدمه أو ينتجه من أفكار، شخص يتعهد عقله بالعناية والتهذيب والتطوير من خلال القراءة والبحث والتأمل والمقارنة والتحليل وصولا لمرحلة النقد العميق الواعي لمعطيات الواقع الذي يعيش ) (2)كثيراً من الناس وخصوصاً البعض ممن هم محسوبون على الشريحة المثقفة : عندما يحاولون التعبير في وجهات نظر أو معالجات ورؤى شخصية حول مسئلة معينة ! سواء اكانت هذه المسئلة - سياسية - أو - أجتماعية - أو - أقتصادية - أو - دينية - أو - فكرية -أو مهما تكن تلك المسئلة ؟ فإنهم يتعاملون معها من منطلقات -عاطفية - أو - تبعية - أو - أنتمائية - أو جاهلية - دون إحاطة ووعي وأطلاع وثقافة كاملة حول هذه المسئلة أو تلك ، بهذا الفهم وعلى الفور سيكتشف - المجتمع المختص - ! فشل هذه الرؤية وضحالتهاليس من قبلهم فحسب !! بل حتى ممن هم أقل تخصصاً في المعرفة والأطلاع بهذه المسئلة .وكثيراً ما تطرح على الساحة السياسية - والأجتماعية - والثقافية - التي تخص القضية السورية آراء ومتبنيات : تارة تكون متقاربة وتارةيكون فيها تفاوت أو تباين ، وكل رؤية منها تعتمد على مبناً وأساساً معيناً تعتمد عليه في معالجاتها لهذه القضية ، ومنها من تحاول الأحاطة الكاملةبخلفياتها وأبعادها وأدواتها - الفكرية - الميدانية - والسياسية - والنزاهة التامة عند النقل والتعبير بعد فهم هذه الأبعاد ، ومنها من تبتعد كلياً عن زج رؤاها بين الأوساط الثقافية للمجتمعات ، المجتمعات المحيطة التي هي أساساً : فهمها ووعيها وعلمها وثقافتها ومعرفتها متفاوت ومتباين ، لوجودعناصر وأرتباطات مؤثرة كالعرق والأثنية والعقائد المختلفة في مكونات جمهور هذه المجتمعات ، رغم أننا نعلم ونعرف جيداً لحمتها التي جمعتها جميعاً روابط وطنية وأنسانية وأجتماعية ووشائج وعلاقات - حضارية - وتأريخية - وأخلاقية - وعرفية - ودينية - من هنا وبناءً على كل هذه الوقائع والمعطيات من جهة ، والأبعاد الفكرية والسياسية والأجتماعية من جهة اخرى !! لابد للباحث والكاتب المعبر والمعالج في هذا الخضم أن يتعاطى مع كل هذه العناوين والمسميات ، ويتجاوب مع جميع مستوياتها وحقولها الواقعية ، حتى يخرج بالتالي :: ليس برؤية حتى لو كانت مبنية على تلك الأسس الآنفة صحيحة فحسب !! بل كنتيجة حتمية صحيحة حتى يصار الى ضخها كحقيقة واقعة بكل أحوالها تم زخها وحتى تفهم  وتعي باقي المجتمعات الأخرى المرتبطة أقليميا وقومياً ودينياً ودولياً بهذه القضية وتدركها ، على هذا كان المفروض ممن بحث هذه القضية وصورها في كتاباته : أن يخرجها للمجتمعات كما هي بصورتها الحقيقية الأصلية وأن لايحاول أستنساخ ما يعجبه منها ويمزجه مع رؤيته الشخصية أو مع ما يراه هو وليس مع ما هو حقيقي وواقع .من منا لا يعلم بالقضية السورية ؟ ومن منا لايفهم أساسيات ثورة الشعب السوري ؟ ومن منا لايعرف الجهات التي تسعى لدمار سوريةوالشعب السوري ؟ ومن منا لايدري من هم الذين تدخلوا بالشأن الداخلي والخارجي السوري ؟ ومن ومن ومن .................. الخوكل المنصفين يسألون : لماذا تدخلت ايران بسوريا ؟ ولماذا تدخلت أجندة أيران في القضية السورية ؟ ولماذا تدخل العراق وأرسل أجندة وميليشيا لسورية هي أيضاً مأمورة وتابعة لأيران ؟ ولماذا تدخلت دول أقليمية وعالمية بالشأن السوري ؟ ولماذا لا يتحمل مجلسالأمن والأمم المتحدة والمنظمات الرسمية الأخرى مسؤولياته وواجباته وتتخذ القرارات المناسبة أو المتفق عليها دولياً لصد هذه التدخلات الخارجيةبسوريا وتضع حداً لها وتوقفها ، سواء أكانت هذه التدخلات من قبل دول عربية أو اجنبية ؟ ولماذا لا تتدخل الجامعة العربية بالقضية السورية ؟ ولماذا لا تتدخل منظمات حقوق الأنسان الرسمية والمدنية لتطالب بحقوق الشعب السوري وإنهاء معاناته ؟ أعود مرة أخرىوأقول : من منا لايعرف أو يعلم بكل ما يجري بسوريا وما يحيط بها من مؤامرات أحيكت ضدها ؟ ومن منا لا يعرف : أن جميع ماأعلن عنها من أعذار ومبررات تدخل هذه الدول وأجندتها .... إنما هي أكاذيب وأفتراآت وتمويهات عملت بها هذه الدول ! كلاً حسبهدفها ومنفعتها ومصلحتها ، الغرض من هذه الأكاذيب والألهاآت والتمويهات تعبئة جماهيرها لنصرتها والوقوف معها كما فعلت ايران مع المجتمع الشيعي الذي نجحت بتحشيده من خلال تفعيلها الجانب الطائفي والعقيدي بين الشعب السوري المسلم وبين الشيعة في العراقوأيران ودول الخليج من جهة ، وألهاء الشارع العربي والأسلامي الثوري والنزيه والأصيل بكل طبقاته من جهة أخرى .فكيف يسمح مثقف معين لنفسه ويقارن برأيه الذي جاء في مقالته : بين سكوت المجتمع الدولي عن تدخل حزب ما !! في الشأن السوري وكلام وتعسف نفس المجتمع بحق الحزب المناويء الذي تدخل بالشأن السوري هو الآخر ؟ إلا إذا عرفنا أن هذا المثقف قد تعامل معهذا الوضع من نفس تلك المنطلقات السابقة النابعة من التوجهات التي ذكرناها في بداية مقالتنا ، أو أنه لم يحط علماً بماهية هذه المؤامرةالدولية وعظم حجمها على سورية ، أو أن وعيه ومستوى ثقافته وأطلاعه بمحيطه الأقليمي والعالمي ليس بالمستوى المطلوب ، أو أنه أحد أولئك الذين أنطلت عليهم اللعبة السياسية .وإلا فما هو المبرر لهذه المقارنة أن لم تكن أحدى هذه " الأعذار " التي ألتمسناها له ؟ لأنه لم يعد مستعصياً الخروج بنتيجه صحيحةأو رؤية قريبة واقعية - بأقل تقدير - بعد النظر لهذا الواقع وهذا المحيط وهذا الخضم وهذه المعايشات والملموسات وهذه الدلائل والمؤشراتالعربية والعالمية والأقليمية السرية والمعلنة ، والبراهين العينية التي تدور حول محور وهدف توسعي وأستعماري واحد ، ضمن أطارمطامع ومطامح وغايات وأهداف ومنافع ومصالح سياسية وأقتصادية وأجتماعية وطائفية أقليمية وعالمية ، بأجندة داخلية وخارجيةوحراك دائم واقع ضمن جغرافية الشرق الأوسط تحديداً .

 

 

 

 

 

 

 

 

(1) نصار جرادة : المثقف والثقافة : مقالة

(2) نفس المصدر

 

 

 

 

 

 

 

صفاء الهندي

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !