ألف الاثنين و ضمير الشأن و قصص أخرى
(01)
كان يقلقه سؤال لما اكتشف بأنّ علامة التثنية يجوز أن تفي بغرض العلامات الإعرابية الأخرى ، إذا كانت علامة الرّفع بالضمّ في المفرد و الواو في الجمع فالألف في التثنية قياس آخر على الفاعلية و الابتداء حتى و إن كان الاسم نكرة و الفاعل معرفا…..
(02)
و كلاهما ينسب إلى ضمير ليس بالضرورة أن يكون ظاهرا ، فكثير من الضمائر المستترة تفي بالغرض عند إسنادها دون حاجة إلى تفسير ، و لذا لجأ النحاة إلى توظيف ضمير الشأن و لو مجازا لاعتبارات تركيبية ،هو الله أحد للمذكر ، وإن كان مؤنثاً سمي ضمير القصة نحو: فإنها لا تعمى الأبصار، تحقيقا لانسجام المعنى و استقامة المبنى، لأنّ سلامة المعنى من سلامة المبنى ……
(03)
فقولك : يبدعان على الرّفع عند تثنية الفعل ، و مبدعان عند تثنية الاسم ، كما جاء في الأثر ، يقابله في المفرد يبدعُ على صورة الفعلية ، و مبدعٌ على صورة الاسمية ، صراحة جائزة و خلاف ذلك كسر للقاعدة و خروج عن حذّ الوظيفة التي تعارف عليها اللغويون ، و أجاز بها العروضيون للشاعر ما لم يجيزوه للناثر…..
(04)
و كانت لغة من ينتظر تجيز في بعض المسائل لمن لا ينتظر باعتبار حقيقة المعنى في وصول المسند و المسند إليه إلى المتلقي جملة واحدة لا مفردات مستقلة فسمي بالإسناد ، ففي ترخيم الاسم (جعفرُ) أو (حارثُ) على لغة من ينتظر ، و من لا ينتظر يصبح (جعفر = جعفُ) و يصبح (حارث = حارُ)…..
(05)
و لكنه لم ينتبه لحقيقة أخرى أنّ ألف الاثنين يجوز التثنية بها للمثنى المؤنث صراحة أخرى تزيل الشبهة و تحقق الغرض للتمييز بين ألف التثنية لجنس المذكر و ألف التثنية لجنس المؤنث.
شكره على رفع الالتباس و توظيف القياس .
التعليقات (0)