ألغاز الغاز المصرى !!

ألغاز الغاز المصرى كثيرة جداً وتحتاج لمسئول جرىء يوضح لنا أسرارها ، فهناك ألغاز تصديره لإسرائيل وهناك ألغاز حتى فى توصيله للمنازل فى مصر .. ففى بيان لوزارة البترول ألقاه – كما جاء بالشروق 10سبتمبر – رئيس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" حيث ذكر أن 3,8 مليون وحدة سكنية فى مصر تم توصيل الغاز الطبيعى لها فى 27 محافظة حتى الآن .
وعلق فى نفس التقرير الخبير النفطى إبراهيم زهران رئيس شركة خالدة للبترول "سابقاً" وتعجب من تفاخر الحكومة بهذه البيانات موضحاً أن خطة وزارة البترول التى كانت قد أعلنتها فى بداية التسعينات تقضى بأن تنتهى من توصيل الغاز الطبيعى للمحافظات خلال عام 2003 على الأكثر .
وقد شاهدت فى أحد البرامج الحوارية والذى جمع بين رئيس الوزراء الأسبق على لطفى والخبير الإقتصادى الدكتور عبدالخالق فاروق وكان الحوار يناقش كيفية حل مشكلة دعم الغاز وهل النقدى أفضل أم العينى ؟! ، وتعجب د. عبدالخالق من تأخر توصيل الغاز للمنازل .
وفى أحد مقالاته يرى رئيس تحرير الأهرام أن ما يتم فى توصيل الغاز للمنازل يعد "ملحمة" ولكنى كقارىء عادى أراها نكته ولن أقول مهزلة .
وإلى هؤلاء جميعاً أقول إرجعوا إلى صفحة الإقتصاد بجريدة المصرى اليوم بتاريخ 14 أبريل 2007 سوف تعلمون السر ، ففى عام 2006 حصلت شركات توصيل الغاز للمنازل المكونة من ثلاث تابعة للقطاع العام على عمولة مبيعات قدرها 708,4 مليون جنيه وحصلت شركات القطاع الخاص وهى ثمانٍ على عمولة سنوية 250,9 مليون جنيه وذلك فيما يُسمى بحد الضمان بمعنى - على حد فهمى - أن تلك الشركات تظل تحصل على الدعم حتى توصل الغاز لعدد معين من المنازل وطالما أنها لم تصل لهذا العدد من المنازل تظل تحصل على ذلك الدعم (!!) ، وضربت إحصائيات وزارة البترول – وقتها – الأمثلة على ما تحصل عليه الشركات من عمولات رغم عدم تحقيقها مبيعات فعلية للغاز ، وهذا ما يوضح عدم إنتهاء تلك الشركات من أعمالها حتى الآن لأن ذلك على ما يبدو فى صالحها ويمنحها مليارات من الدعم كل عام .
ولأننى أعلم أن مصر يتيمة ومسكينة وتصعب على الكافر ، حيث أن معظم سكانها يعيشون إما فى قرى أو مدن قديمة عبارة عن حوارى وأزقة محرومة من الصرف الصحى وكوب ماء نظيف وهذا هو الأهم ، ومع هذا نرى العجب حيث يأتى من يبشرنا "بملحمة" توصيل الغاز للمنازل ، أقول هذا وليشملنى الله بعد قولى برحمته .