ألحق .. ألحق .. "الحرمة" أعلنت عن " مشروعها "...!!
في مجتمعنا معركة ..
معركة واحدة .. ميدانها "المرأة" وسلاحها الكلمة المقروءة والمسموعة ومعداتها وآلياتها تطلق أحدث القذائف وأكثرها قدرة على إحداث الضجيج !
معركة يخوضها فريق له من الجيوش والأتباع ما يقدر بمئات الآلاف . فإذا فتشت عن العدو ( اللي يستاهل ) هذا الحشد و"العبوات المحشوة" والقذائف الانشطارية ! وجدته رجل بسيط يرتعد في زاوية من زوايا ميدان تحرير المرأة (المعركة) .. ذاك هو العدو( الداخلي )! ، رجل تكاد تشفق عليه فهو لا يملك أكثر من قوت يومه ! وربما حمل ما لا طاقة له به ، وربما حمل وزرا آخر ! لكنه بالرغم من ذلك "مستنزف" جيد وكأنه هدف وهمي صنع من "مطاط" ! .. قال عنه صديقه القديم " د. الغذامي " على طريقة شهد شاهد من أهله : أنه بلا "مشروع" .. بلا هدف ، وذلك على العكس من الإسلاميين . وأنا أتفق مع هذا القول وقد أشرت إلى ذلك في مقال سابق ، فقد قلت : أنه لا يوجد في السعودية ليبرالية ولا ليبراليين وكل ما هنالك اتجاه خجول تمثله صحيفة أو صحيفتان وعدد قليل لا يتجاوز أصابع الكف الواحد من بعض الكتاب الصحفيين والأكاديميين .
المعركة بلا " داحس ولا غبراء "، والسبب الظاهر " لعجاجها " وقذائفها " قضية المرأة " والدين ! وبما أن قضية المرأة مصطنعة .. مفتعلة ، والدين مصان ، والمشروع الأكبر الغير معلن "لأبن جلا " مرهون بعمامته ! فقد اختلط الأمر على "الكثيرين" فنسي مبادئ الإسلام ، وقيمه ، وتعاليمه قطعية الثبوت والمعروفة للجميع ، والتي لا اختلاف بشأنها فلا يمكن تجييرها لصالح رأي ما ، والتي (يُوجب) الإسلام على المسلم - إلا إذا كان مصطنعا ! التحلي بها في كل سلوكياته ومن تلك التعاليم القطعية المعروفة للجميع !:
( "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويديه" .. حديث .
و"جادلهم بالتي هي أحسن" .. آية .
سباب المسلم فسوق .. حديث .
و"لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق" .. آية.)
وغيرها كثير ......
وكلها نواهي (ليست ليبرالية) بل إسلامية صارمة وجلية الوضوح ؟!
فلا تكاد تقول في نفسك : ها قد وجدت خطابا إسلاميا مثاليا حتى تقرأ أو تسمع ما يقف على النقيض تماما مما يتجاوز تلك الخطوط الواضحة كالسب والشتم والألقاب والألفاظ غير اللائقة ومما قد يصل لدرجة التحريض ، وشحن الأتباع بديناميت (البغضاء) ضد المسلم المختلف ، والعنصرية التي تقوم على المظهرية والمناطقية " كما حدث مؤخرا مع المركز إياه !!!
وفي المقابل ، وفي أثناء أحدث محطات المعركة وصف أحد من يسمون بالليبراليين قذائف الإسلاميين السابقة بأنها " فقاعات " لا أكثر! مستغلا الهدوء الذي يمر به بسبب انشغال كل فوهات الآليات بتوجيه قذائفها نحو امرأة واحدة أعلنت "مشروعها" للعالم في وقت ما يزال الليبراليين السعوديين يبحثون عن زاوية من زوايا تحرير المرأة لتخصيب أفكارهم على جدارها الخارجي !
والسؤال الذي يفرض نفسه هو :
لماذا ( الصحة ، التعليم ، الفساد ، كوارث الطرق ، الإنتاج ، التخطيط ، الإنفاق ، تنمية القرى ، البيئة ، القضاء ، التشريع وانتحاب أعضائه ، الرأي العام ، حرية التعبير ، العقل ، العلم ، التفكير العلمي ، وتنمية المواهب والإنفاق على الإبداع والابتكار ، ) .. جميعها خارج أجندة الفريقين ليبراليين
وإسلاميين ؟! ومع ذلك تسمع لهم ضجيجا يصم الآذن في ميدان معركة المرأة ! فهل يعني ذلك أن المرأة هي ( الكي ماستر ) الذي بواسطته يمكن فتح كل الأبواب المغلقة ؟! أم أن ( قضية ) المرأة صيد سهل يمكن لمن لا مشروع له " تفريغ شحناته المكبوتة فيه " كالليبراليين ولمن ينتظر عمامة " أبن جلا " على رأس مشروعه الذي تجاوزه العصر تعد أهم طبق مقبلات لاستمرار الشهية مفتوحة إلى حين !!
تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com
التعليقات (0)