ألا يستحي مصطفى الفـقـي ؟
مصطفى الفقي ؛ الذي وبعد أن رفضت الخرطوم ترشيحه لمنصب الأمين العام "للكارثة" العربية ؛ سمعنا به (على طريقة السادات في تمهيده لزيارة القدس) يعلن إستعداده للذهاب حتى إلى الخرطوم من أجل تزكية نفسه للمنصب ، وإزالة مخاوف وشكوك وريبة الحكومة السودانية نحوه .... ... فهل يعتقد هذا المجاهد الأوكامبي والتطبيعي الصغير أن الصلاة خلف عمر البشير في جامع الخرطوم الكبير ستمحو عنه الذنوب والخطايا وتعيده كيوم ولدته أمه ؛ وتدرجه ضمنا على قوائم رضا الإخوان المسلمين ، وهو الذي كان من ألـدّ أعدائهم في مصر والسودان بالأمس؟
............
من هو مصطفى الفقي أساسا؟
هو واحد من سدنة المحراب في معبد الفرعون البائد حسني مبارك .. عمل سكرتيرا له خلال الفترة مابين عامي 1985م و 1992م .... وحين أحس بأن سفينة الحزب الوطني البائد تغرق على وقع معاول وطوفان ثورة 25 يناير الشبابية ، سارع بتغيير جلده وغسل أياديه فقدم إستقالته قفزا من عضوية الحزب الوطني الديمقراطي ضمن من قدمها آنذاك ولات حين مناص ........ ولو قال له الناس أرمي اليوم حسني مبارك وآله وأهل بيته بحجر لفعل ورماه بأحجار جبال سيناء كلها .. . فعـلى مثل ذلك عودنا أهل النفاق والشقاق وحملة الشهادات العلمية التكنوقراط القرود من متسلقي شجرة السياسة في مصر خلال عهد السادات وعهد مبارك وجمال مبارك وتابعهما الطبال وعازف الدرامز السابق أحمد عــز.
مصطفى الفقي يقبل يد وزير الإسكان المصري السابق أحمد المغربي طالبا العفو ومعتذرا .. إذا كان هذا هو ديدن المرشح لأمانة الجامعة العربية في العلن ووضح النهار وتحت قبة البرلمان وأمام الجميع ...فماذا يأترى يمسك ويقبل مصطفى الفقي في الخفاء وتحت جنح الظلام؟
المثير للشفقة أن مصطفي الفقي نسي وظن أن الناس قد نسوا أنه وبعد أن سقط بالثلاثة في إنتخابات مجلس الشعب عن دائرة دمنهور عام 2005م . وبعد أن أعلن عن سقوطه لصالح مرشح الأخوان المسلمين د. جمال حشمت ؛ عاد الحزب الوطني ليعلن وبقدرة قادر وبأمر مباشر من الفرعون حسني مبارك عن فوزه ودون حاجة لإعادة فرز الأصوات. وقد شهد على صحة هذه المهزلة المستشارة "نهي الزيني" التي أيدها نادي القضاة و137 قاضيا ؛ حيث جاءت شهادتهم جميعهم تؤكد أن إجمالي عدد الاصوات كان لصالح منافسه د. جمال حشمت المرشح عن جماعة الاخوان المسلمين ..... فعن أية مصداقية منتظرة منه ومرجوة إذا تولى الأمانة العامة للجامعة العربية يستطيع مصطفى الفقي أن يدعي ويدافع وينافح ، وهو المعجون بالتزوير والترفيع بالزور والترقيع الغـَرور من الساس وحتى القـفا وناصية الوجه ومقـدّم الرأس؟
ومن بين ما تولى "مصطفى الفقى" من مهام ومناصب في ظل حسني مبارك كان توليه منصب رئيس لجنه العلاقات الخارجية بمجلس الشورى.... وأمين عام اللجنة الإستشارية للسياسة الخارجية ... وجميعنا يعلم المدى الذي ذهبت إليه حكومة مبارك في علاقاتها الخارجية ، وعلى نحو صارت فيه وكأنها سفارة إسرائيل غير المعلنة في داخل مصر والعالم العربي.
مصطفى الفقي الحائز على ميدالية كنسية من بابا الفاتيكان تقديرا له على ما جاد به من أعمال سرّت الفاتيكان وأفرحته وأرضته خلال فترة عمله مندوبا لمصر في المنظمات الدولية بالعاصمة النمساوية فينا .... أعلن مؤخرا أنه "مستعـد" و "لا يمانع" في السفر للسودان لأجل تغيير وجهة نظر حكومة الخرطوم فيه ، وفي قبولها تنصيبه أمينا عاما للجامعة العربية ... أعلن إستعداده بكلمات منتقاة وكأنّ السفر إلى السودان هو رحلة إلى قعـر جهنم أو بلاد الحمى الصفراء والكوليرا والواق واق.
تبرُّع مصطفى الفقي بزيارة السودان "وتشريفه لنا" بهذه الزيارة التاريخية لأجل مصلحة قبول ترشيحه أمينا للجامعة العربية لا تلزمنا ، لاسيما وأن الحكومة السودانية قد قالت كلمتها في هذا الشأن ... وإذا كان مصطفى الفقي يأمل في أن يستغل موهبته في الخطابة التي نال العديد من كؤوسها كي يأكل بعقل السودانيين حلاوة ... فعليه أن يدرك أن عهد الخطابة قد ولّى ؛ ولم يعد "صوت العرب" وأساليب المذيع أحمد سعيد تنطلي على أحد ... وتجربة ثورة 25 يناير الشبابية التي لفظته وأسياده وأزلام حزبه البائد في عقر بلاده خير برهان ... فالأقوال لم تعد تهم بقدر ما هي عليه الأفعال... وقد فعل الفقي الكثير من السلبيات ضد السودان ومصلحة السودان.
إن التساؤل الذي بات يطرح نفسه دائما اليوم هو لماذا هذا الإصرار على أن تحتكر مصر وحدها منصب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية؟ وكأنّ نساء العرب قد عقمن أن يلدن أمينا عاما غير مصري لهذه الجامعة الهزيلة الكحيانة المنكوبة أصلا !! .... وإلى متى هذا التمسك الجهوي العنصري الغبي بجنسية الأمين العام للجامعة العربية ؛ وجميع ما حولنا من تكتلات ومجالس دولية وإقليمية وجهوية تتبادل وتتداول منصب الأمانة العامة والرئاسة بينها سواء في الأمم المتحدة و الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي ودول مجلس التعاون الخليجي .... وهلم جرا من شنغهاي وحتى فنزويلا بما فيها الإتحادات الرياضية والشبابية والنسائية؟
ترى ماذا يخبيء القدر من وراء "مقلب" و "مخطط" تعيين مصطفى الفقي أمينا عاما للجامعة العربية لو تم ذلك في غفلة من الأمر والتاريخ ؟
في حالة تسلق مصطفى الفقي كرسي الأمين العام .. فمن الأفضل تغيير إسم الجامعة العربية إلى "الكارثة العربية"
ترى ماذا سيكون منظر ومذهب ومرآى الجامعة العربية ، وهي تضع على رأس أمانتها شخص لفظه الناخبون في دائرته ، فلم يستطع الفوز كنائب في مجلس الشعب إلا بالتزوير .. ثم لفظته مؤخرا ولفظت جيله بأكمله ثورة 25 يناير المجيدة؟
وإذا كان ثمرة تولي عمرو موسى منصب الأمانة العام هو غزو العراق ، وإحكام الحصار على شعب غزة العربي ، والتآمر مع ساركوزي لمنح المسوغ القانوني والغطاء الشرعي للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا المفلسة لتخريب ليبيا وذبحها من الوريد إلى الوريد . فماذا ستكون مهمة مصطفى الفقيه المرسومة له كي يؤديها غـداً بدقة؟ .... وبعد أن ساهم الفقي بالأمس في المشاركة بإجهاض المبادرة القطرية وتعقيد مشكلة دارفور ؛ والتصفيق لقرار المحكمة الجنائية الدولية ..... هل سيكون تمزيق السودان وضياع أبيي وتسليم عمر البشير لأوكامبو واحدة أو أكثر من بين مهامه غـداً ؟ ... ربما...... وبالفعل ربما .. فجيل تربى على يد ومثل وقيم وأخلاق عهد حسني مبارك ؛ سيظل حتما على إستعداد لبيع نفسه ورهنها والإقتراض على ذمة دمها ولحمها ودهنها وعظمها ؛ وأن يفعل بالجملة كيف يريد له محركوه من الصهاينة والأمريكان.
واليوم رشحت أنباء أن مصطفى الفقي وبعد أن أعلن السودان تمسكه بدعم مرشح قطر لتولي منصب الأمانة العامة للجامعة العربية ؛ أضطر مصطفى الفقي إلى إلغاء زيارته الإنتخابية للخرطوم واكتفى بالإعتذار للحكومة السودانية عن جريرة شتمه وإساءته للرئيس عمر البشير في وقت سابق كان فيه مصطفى الفقي يمارس دلع القاصرين تحت كنف وحماية حسني مبارك .....
التعليقات (0)