مما لاشك فيه أن قضية المنظمات الحقوقية المشبوهه ستشهد تصعيداً خطيراً بعدما تناثرت أنباء عن تهريب عدد من المطلوبين
الأمريكان المتورطين في هذه القضية ..
فقد ذكرت إحدى الصحف القومية المصرية أن 14 أمريكيا من المدرجين على قوائم الممنوعين من مغادرة مصر على ذمة التحقيقات الخاصة بقضايا التمويل الأجنبى موجودون الآن بواشنطن، بعد أن تم تهريبهم بمساعدة عناصر أمريكية متخصصة فى هذه الأعمال، وأن السفارة الأمريكية سهلت هذه العملية .. الأمر الذى أفزع السفارة الأمريكية بالقاهرة التي سارعت علي الفور بنفي ما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية بشأن هروب المتهمين من مصر بجوازات سفر دبلوماسية، تحمل أسماء مزورة لأسماء المتهمين الممنوعين من السفر، حيث زعمت هذه التقارير أن السفارة الأمريكية هى التى أصدرت هذه الجوازات... وأكد المتحدث الرسمى باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة، على أن السفارة لم تقدم على مثل هذه الخطوة، ولن تلجأ إلى مثل هذا الأسلوب ... و ما بين نشر الخبر و إذاعة البيان وقع الرأى العام في حيرة شديدة ......... فأيهما يصدق ؟ و شخصياً لا أجد للحيرة هنا مبرراً فالإثنان صادقان فيما أعلاناه من حيث المنطق و المضمون بغض النظر عن وقوع الحدث من عدمه.. كيف و لماذا ؟
نشرنا منذ أيام ما معناه أن الإدارة الأمريكية قد تلجأ إلي تهريب رعاياها من مصر خوفاً من إحتجازهم بشكل رسمي لمدة قد تصل إلي خمس سنوات إذا تمت إدانتهم ... و أنها إذا حاولت تهريبهم بالطرق العادية سيتم القبض عليهم تنفيذاً للقانون .. ولذلك لن يكون أمامها سوى تهريبهم عن طريق الحقيبة الدبلوماسية و هو أمر خطير جداً سيتسبب في مشكلة أمنية كبرى سوف تتعرض لها كافة البعثات الدبلوماسية في العالم كله أو يتم تهريبهم عن طريق الإجراء المتبع في مثل هذه الحالات الحرجة
الباسبور السحرى . ... إذا فالتفكير في تهريب هؤلاء المتهمين خشية السجن و الفضيحة إحتمال وارد و هو ما ذكرته الصحيفة إذاً هي صادقة في ذلك ...و تهريبهم بالطرق العادية لن يفلح كما أن إستصدار جوازات سفر دبلوماسية أو حتي غير دبلوماسية أمريكية أو أوروبية مزيفة ستزيد من تورط الإدارة الأمريكية و سيتسبب ذلك في حرج شديد لها دولياً فضلاً عن كونها حيلة ساذجة يسهل الكشف عنها إذا فالسفارة صادقة في بيانها ...
إذا لا يوجد سوى الباسبور السحرى خاصة و أن بيان السفارة لم ينفي هروب هؤلاء المتهمين بقدر ما نفي تورطها في مساعداتهم علي الهروب ..
فما هو الباسبور السحرى ؟ هو باسبور وطني بكافة التفاصيل صادر عن البلد المراد تهريب العملاء منها و ليس باسبوراً أمريكياً و لا حتي أوروبياً يصعب إكتشاف تزييفه فمن يقوم بتصميمه قسم يضم محترفين علي أعلي مستوى في جهاز المخابرات الأمريكية و هو قسم موجودة في جميع أجهزة المخابرات الدولية
و في حالتنا تلك يكون الباسبور مصرى يحمل هوية مصرية كاملة بل و يتم ضبط الملامح الفوتوغرافية عن طريق خبراء في فنون الماكياج بحيث يتم تعديل ملامح الشخصية ببساطة و دون بهرجة ملفته بما يتناسب و هوية حامل الباسبور ثم يتم إختيار ظروف زمنية تكون فيها الحالة الأمنية بالمطار متساهلة و لا أقول متفلتة فالفوضي قد تتسبب في موقف إرتجالي يكشف الأمر صدفة أما الظروف المتساهلة فتكون متوافرة في مطاراتنا خلال مواسم الحج و العمرة و التي يسعي فيها جميع العاملين بالمطار لتيسيير إجراءات زوار بيت الله الحرام طمعاً في دعوة مخلصة من هؤلاء المسافرين إلي أطهر بقاع الأرض ... و بالمصادفة كان موسم عمرة المولد النبوى الشريف قد بدء خلال تصاعد الأزمة فضلاً عن إتقان معظم المتهمين للغة العربية كما أن تطابق ملابس الإحرام للرجال و إرتداء النساء للحجاب و ميل بعض المصريين لحلق الرأس قبل الذهاب للبيت الله الحرام تيمناً و بشرى يعطي تداخلاً بصرياً مهاباً يجعل الإشتباه في ملامح فوتوغرافية أمراً صعباً للغاية ..
و ما أن يصل هؤلاء المزيفون إلي الأراضي السعودية يتم تغيير الباسبور بآخر مستغلين عدم قيام السلطات السعودية بالبحث الجدى عن المتسربين من المعتمرين بعد مواعيد العمرة الرسمية طمعاً في العمل أو إنتظار موسم الحج .. و من هناك يتم تهريب هؤلاء إلي بلد آخر مثل قطر أو الإمارات و من ثم إلي أميركا قد يكون ما سطرنا أقرب إلي الخيال .. و لكنه منطقي الحدوث و له أشكال أخرى عديدة .. و لا يُكذبه سوى مؤتمر إعلامي لهؤلاء المتهمين من داخل السفارة بالقاهرة ..
كرامة جيش مصر من كرامة شعب مصر.
التعليقات (0)