لماذا يتبادر إلى الذهن أن الإسلام السياسي يهدف إلى إقامة الشريعة فقط أي في جانب العقاب وليس في جوانب الثواب العديدة ؟ ....ولماذا تقتصر دعوة الإسلاميين على حدود الذنوب ولا تتكلم عن أمور الحياة بما فيها من زراعة وصناعة وعلاقات دولية ومشاريع اقتصادية وتشغيل للشباب وإسكان للمحتاجين والمتزوجين من الشباب؟... ولماذا لا تتعرض برامج الإسلاميين المعلنة لكل ما يتصل بحياة الناس وعلاقات المسلمين بغير المسلمين وبكافة المواطنين على اختلاف فهمهم لأهداف الدين وحتى ثوابته؟ ..هل أتى الإسلام فقط لقطع يد السارق أو رجم المحصنة وقتل القاتل إلى آخر الحدود المشروعة...هل هذا هو هدف الإسلام؟...ألم يقل رسول الله عليه الصلاة والسلام إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق؟...ألم يعرض عن المعترف بذنبه ثلاث مرات قبل أن يصدر عليه حكم إقامة الحد؟...ألم يقل إدرأوا الحدود بالشبهات؟...إن كل هذا يحدث في مواجهة المذنبين فقط وهم قلة قليلة في المجتمع الواسع ولا يشكلون جزءا كبيرا من نسيج المجتمع...هذه النظرة الضيقة تخيف باقي فئات المجتمع وتشكل عائقا لبسط الشريعة وطاردا للمفكرين في الالتحاق بالإسلام ..لأن الإسلاميين ينظرون فقط إلى الجانب العقابي في الدين ولا يهتمون بمصالح الناس إلا في الخفاء والسر ...ربما كان هذا من نتائج التضييق عليهم في السابق فأتت مساعداتهم للفقراء والجمعيات الخيرية ومستوصفات العلاج شبه المجاني في شكل مساعدات تحدث على استحياء وأن الإعلان عن تطبيق الشريعة بما فيه من تهديد لباقي فئات المجتمع حتى من غير المتشددين في الدين جاء معلنا وبصوت عال ...تنفخ مع صوته أصوات المعارضين لتطبيق الشريعة ..ولو طبقت مثلا على بلطجية النظام مرة واحدة لم نكن لنرى بلطجيا ولا حاكما جنوده هم البلطجية ...
التعليقات (0)