مواضيع اليوم

ألإزعاج والضوضاء والصخب أمراض الشارع المصري

مهندس سامي عسكر

2011-07-09 20:49:41

0

قد يعتقد البعض أن التلوث السمعي مشكلة بسيطة تافهة لا تؤثر على البشر وإنتاجهم ولا تضيع أوقاتهم ولكن هذه النظرة الضيقة لا تمثل حقيقة تلك المشكلة ...ورغم أن الذين يتعرضون إلى الضوضاء بصفة شبه مستمرة قد اعتادوا عليها إلا أنها تؤثر في عقولهم وتعيق الذاكرة وتشتت الأفكار بل وتجهد الجسد ...ولا يمكن لطالب علم أو مفكر أن يستوعب ما يقرأ جيدا إذا كان المكان صاخبا يعج بالأصوات العالية وآلات التنبيه من السيارات والشاحنات الكبيرة ..ويمكن قياس أثر الضوضاء على الذين يسكنون على الطرق السريعة بين المحافظات أو في الأماكن المزدحمة أو قرب الأسواق العامة بأساليب حديثة وتظهر تلك الدراسات أن الذين يتعرضون للضوضاء يكونون أكثر عصبية وعدوانية من الذين يسكنون في أماكن هادئة نسبيا ونتائج الطلاب في هذه المناطق الهادئة أفضل من طلاب المناطق الصاخبة....وللضوضاء أثر أيضا في كثرة الحوادث على الطرق الداخلية نظرا للشد العصبي بين السائقين وخاصة في الميادين أو الدوارات (منحنيات الدوران) المزدحمة نتيجة التوقف كثيرا ومتكررا بسبب الزحام وسوء أحوال المرور والاختناقات المرورية ...ولو حسبنا عدد المشاكل التي تحدث بسبب الزحام والضوضاء وسوء انتظام المرور لوجدناها تكثر على الطرق الداخلية التي لا ينظم فيها المرور بشكل جيد ...أضف إلى ذلك فإن الوقوف المتكرر للسيارة يصيب السائق بالإجهاد ويجعله قريبا من الغضب والاندفاع والعدوان فضلا عن صرف نسبة كبيرة من الوقود سواء كان من البنزين أو الغاز أو السولار مع زيادة استهلاك المركبة أو الشاحنة...لا تعتقد أن هذه الزيادة في الاستهلاك بسيطة وإنما هي خسارة قومية كبيرة إذا نظرنا إليها على مستوى الدولة فلو كانت الإعاقة للسير تؤدي إلى خسارة 5% من الوقود فهذه النسبة في مصر تبلغ 2,7 مليار جنيه كل عام وتؤدي بالطبع إلى انخفاض في كفاءة النقل البشري أو نقل البضائع ثم نعود إلى تأثير الضوضاء على البشر في حالة النوم في الأماكن الصاخبة فوجد أنها تحرم النائم الراحة بنسبة 17% من فترة النوم حسب ما أدت إليه الدراسات العلمية الحديثة في تأثير الضوضاء على العقل في حالة النوم...وقد تؤدي الضوضاء عند بعض الأشخاص الذين تتأثر آذانهم لحساسية طبلة الأذن إلى ضعف السمع وخاصة بعد سن العشرين ..... وقد وجد أيضا في دراسة للأشخاص الذين يكثرون من استخدام سماعات الأذن من أجهزة المحمول أو ما شابه أنهم يتعرضون إلى مشاكل سمعية في سن مبكرة وطبعا لا ننسى الموسيقى الصاخبة المنبعثة من أجهزة الاستريو في السيارات الحديثة حيث تصبح السيارة كأنها ديسكو متحرك أو ملهى ليلي أو صالة أفراح في فندق خمسة نجوم وللأسف فإن التكتك يشارك حاليا في حفلات الضوضاء حتى لم يعد للباحثين عن الراحة إلا السكن في أي صحراء بعيدا عن الناس




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !