أكل اللحوم غير المُذكاة في فقه الأستاذ الحسني
قال تعالى : ( ولا تأكلوا ممَّا لم يُذكر اسم الله عليه ) شهد العلم قفزة نوعية أدت إلى ارتفاع حجم الطلب على الاستهلاك الغذائي و الحاجة الملحة إلى ضرورة زيادة معدلات النمو الاقتصادي و كثرة الإنفاق المالي و تشغيل الأيدي البشرية العاملة في سبيل تطوير المجال الاقتصادي إلى حد بعيد، فهذا التقدم الهائل و خاصة فيما يرتبط بحياة البشر من أكل و غذاء قد الغى أي دور للرقابة على نوعية الطعام المنتج في كثير من بلدان العالم وهذا ما زاد في سعي الإنسان إلى تحقيق الربح الوفير وبأي طرق كانت فليس المهم الإنسان وما يتغذى عليه بل المهم جني الأرباح الكثيرة ولا يهم سوا أكان حلالاً أم سحتاً و حراماً، وهذا ما عرَّض غذاءنا إلى الكثير من المشاكل الصحية، و لسنا ببعيد عن الأوبئة و الأمراض الفتاكة التي اجتاحت الكثير من البلدان التي تعتمد و بنسب كبيرة على دعم ميزانيتها المالية السنوية فضلاً عن الدعم اقتصادها الذي يعتمد بنسبة عالية على تصدير اللحوم التي تدخل ضمن طعام المائدة المجتمعية، ونظراً لما يطرأ عليها من عمليات كالذبح و التقطيع و التصنيع في المعامل و الشركات المنتجة لها لغرض تجهيزها ومن ثَمَّ تصديرها إلى الأسواق العالمية التي يكثر فيها الطلب على شراء اللحوم بمختلف أنواعها، لكن مع وجود ما يرتبط بها من عمليات ذكرنا سابقاً دفعت الشرع و الدين إلى التدخل و وضع الشروط الخاصة ببعض هذه العمليات المتعلقة باللوم و ما شابه، فمثلاً تذكيتها فمن وجهة نظر الإسلام فقد التذكية واجبة و مهمة في تناول اللحوم خاصة تلك التي تصنع في بلدان لا يمثل الإسلام فيها الدين الأساس بل قد يكون في آخر القائمة للأديان و المذاهب المتعارف عليها في تلك البلدان فقد باتت عملية تذكية المذبوح من الواجبات الضرورية في ديننا الحنيف فلابد من ذكر اسم عليه قبل ذبحه فجاء في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تؤكد على ضرورة التذكية أي بذكر اسم الله تعالى قبل الذبح، و أما من جانب الشخص المشرف على عملية الذبح فيجب – ومن حسب وجهة الشرع – مسلماً و يدين بهذا الدين الشريف، وقد أكد ذلك المرجع الأستاذ الحسني في استفتاءٍ وجه له لغرض الوقوف على موقف الإسلام من ذبح اللحوم غير الإسلامية كاليهودية و غيرها و خاصة في بلدان المهجر و بلاد الغربة و نضع بين يدي القارئ اللبيب نص الاستفتاء وهو : يسأل أحد المسلمين المغتربين في أمريكا : هل يجوز أكل اللحم المذبوح على الطريقة اليهودية مع العلم أنهم يقولون مشابهة للطريقة الإسلامية و تسمى الكوشر ؟ وقد أجاب سماحة المرجع الأستاذ قائلاً : ( بسمه تعالى لا يجوز أكل الحيوان بدون تذكية، و يُعتبر في التذكية بالذبح شروط منها أن الذابح مسلماً ) .
فمن باب اسأل عن دينك حتى يُقال عنك مجنون فمن الأولى بالإنسان أن يتفقه في دينه ولو على سبيل النجاة ليكون على إطلاع تام تجاه القضايا المرتبطة بحياته .
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)