أكفان مغسولة جيداً ( 4 _ 5 ) . للشاعر / إبراهيم أبو عواد .
نحن نشيدُ الانطفاء في الاستماع إلى النشيد الوطني لدولة الجنون . سوف نعود إلى بيوتنا لمداعبة أبنائنا الذين نُلقِّنهم تعاليم الخوف . لا شيء يبعث على الحلم في مساحات مختنقة تحقنها سجاجيدُ الدوائر الأمنية في جباه القطط الشريدة في الشوارع المعبَّدة بالسموم . لا شيء يبعث على الحلم غير إسقاطِ القناع .
خذوا المكياجَ الإغرائي في وجوه الزوجات الخائنات في مستودع القِمار، وامنحوها دموعَ التفاح في مساءات غرناطة التي طُرِدْنا منها مذبوحين نَسوق قافلةَ قلوبنا المخلوعة المتطايرة على أبراج الألم شمال الرأس المقطوعة . خذوا عنفوانَ أنوثة الفتيات في ليلة الدُّخلة ، وامنحوني تواريخ وفاة البنات المغتصَبات كي تجمع الأمنياتُ تواريخَ ولادة الوحشة والدمع في كوكبنا . خذوا المناصب السيادية في مهزلة حكومة الوحدة الوطنية ، واتركوا لي ضياع الأندلس لأصف جنازة العصافير المحدِّقة في موتِ الشعوب في أرضنا الحطامِ. للشهيدةِ كل انتصارات الأُفق على الرغم من جريان دمها في صالات الألعاب.
أشكالاً للأسى يمشي الحلمُ على عبور المحارِبين . نهرُ الدهشةِ بيننا ، والحِبر يُسجِّل مآسينا . ربما يحتاج النخلُ الذابلُ إلى وقتٍ طويلٍ كي ينسى تلك العيون المنكمشة في الأحداق المشقَّقة نتيجة صياح الحمَامة في صوت العاصفة التي أتت . تفشت أغصانُ الطاووس في الجسد الآيلِ للوقوع في غيمٍ يقطع شرايين المسلخ. أنا الشاهد المذبوح أثناء مجيء الزلزال. والغزاةُ هم القلق الأسطوري المتفشي في شعوبهم شواهد قبور تركض في كل أجزاء العار ، يشاركون الآخرين احتضارهم ويسألون الشمسَ بعد قتلهم للشمس : (( أين الشمس ؟! )) .
بلاد اللصوص والمومسات القائمة على الجماجم البريئة ، إِنَّ شبحكِ مات. عودي إلى المدافن أو الولادات الجديدة . هياكل وطن عنصرية ماتت في النشيد الوطني ومات فيها . متى ستقتلوننا وتمسحون أشلاءنا عن خرائط الثورة لتفرح أميراتُ الركام وهن يلعبن القِمار وصدورهن عارية ؟.
محبرةُ الليل أغاني اللقاء مع ينابيع الضحك المندهش من عَبَراته . فقهاءُ البلاط أولُ انتحارات القرنفل في صحون العفن الطازج . احتضِنوني، أنا الأرضُ التي شَهدت على مجيئهم العنفواني إلى قوافل الذبح المتكرر . يا امرأةً مَرَّت من هنا قبل انتحار القراصنة في القوارب المطاطية .
انتظر أيها البحر النائم في رُكَبنا ، لا تمضِ في طريقكَ نحو تسجيل الواقعة ضد مجهول . فقد كان هناك شاهدٌ آخر على الكارثة . ما شكل دمه ؟ من أين أتى ؟ ما لون عَيْنَيْه اللتين تجمَّدتا على صفيح مرتعش ؟ . اظْهَرْ يا شاهدُ في الأحاسيس القرميدية كي تستجوب الظلالُ عَيْنَيْكَ، وتأخذ منها اعترافاتِ الرؤية في خضم المرئي . إنه هناك . يظهر طفلٌ كشاهد عيان على انتحار المرافئ الفضية قرب منتهى الفراغ الممتلئ بالصعق غير الكهربائي . اسمه ضائع مع الضائعين في حقيبة الصحراء السَّجانة في بلاده المنسية . بَصَرُه متكلِّس في قاع الصدمة مثل صخور رسوبية تزوَّجتْ صخوراً نارية في السر المفضوح. خلفَ النافذةِ طريقِ الجثامين العابرة يقف شَعْرُه على قدمين تهتزان فيضاناتٍ ذُوِّبت في أكواب نحاسٍ تافه يشربه الشايُ اللغزُ . اهتزازٌ خُرافي في صُوَّان يديه أوجاعِ الظل. سحنته مدارٌ لتلقي انعكاسات الخيبة . شَاهد الحزنَ بالكامل . تجمَّدت أعضاؤه الطينية ، وتآكلت نظراتُه في صندوق من الخزف مَرَّتْ عليه آلاف الأعوام . لم يقدر أن يبكيَ في تلك اللحظة. أؤكد لكم أن لديه مشاعر، لكن الدمع أحياناً قد يخونكَ. فالدمعُ صوتُ البراري في ذكرى احتضارها وتعليقها على أعمدة هيكل الجسد الإنساني المنثور في جداريات المذبح المجهول .
قد يلتحم مطرُ القلب بدمع العين لكن الملح لا يختلط بالأكسجين والهيدروجين . نعيش حالة تشظي الشخصية بكل هياكلها إلى عناصر لا نهائية . فهناك ملايين الشخصيات والأقنعة تسكن فينا وتأكل معنا وتنام معنا . فليس من السهل أن تجد نفسكَ في هذه الفوضى . وربما يقضي أحدُهم كل لحظات حياته في التفتيش عن ذاته بين ذواته ، وقد يجدها ولا يجدها . لكن الأمر يستحق المحاولة .
تَجَاذَبَتْه مشاعرُ متضاربة وغبارٌ يتوهج في ذيل طاووس أخرس أضربَ عن الطعام في حديقة الحيوانات احتجاجاً على بيع الهواء للشعبِ ! . يُخيَّل إليه أن الأحزان المسفوحة على البلاط قطعٌ من دماغه تَدهورتْ في شارع فرعيٍّ اكتشفه عالِم آثار أجنبي . شعر أن روحه يخرج منه ، وظَهْرَه ينفصل عن عموده الفقري بدون إنذار مسبق أو تمهيد . تعبر الإرهاصاتُ في خلاياه شظيةً شظيةً . كُلُّه ترانيمُ لأحزان تولد أكثر من مرة ، وتنساب من جهات لا يمكنك توقعها .
الكومةُ الجسدية المتكورة في مدار شمسيٍّ متأرجح بين الذكرى القرنفلية والرصاصِ الحجري. تسير خطواتُه وتنحت في البلاط أشكالَها على الرغم من التردد اللاشعوري الحاصل في أطرافه نتيجة الاضطراب الفوضوي . لم يعبأ بالرجفة في أعضائه، ولا حتى بالذكريات المحفورة في جبهته كالمنجل الرديء في صدر السنبلة اليتيمة . كان يمشي ويمشي. وكلما مشى تسرَّب من وقع نَعْلَيْه سوطٌ يهوي على ظهر صوت البلاط .
أراد أن يركض ويأكل المسافةَ ليصل بسرعةِ مُنقِذٍ طيب في بركة سباحة على وشك التبخر ، لكنه شعر بأشياء متكاثرة تمنعه ، وتحول بينه وبين الركض المذبوح . رأى أخيلةً ترتسم على الحائط الملطخ بالكتابات العبثية ، والاحتجاجِ غير المسموع . كان يشعر أن الأحرف تنعكس على أبجدية المطر التي بَدأتْ تجفُّ وتلتصق بالبلاط. بَدأتْ صورٌ هُلامية تغزو ذهنه المشوش : (( أطفالٌ يحملون ألعابهم ويسيرون إلى الذبح . بشرٌ يأكلون بعضهم في المزارع المحروقة. مُسدَّساتُ ماء يشتريها الأطفال في العيد ثم يكسرونها . قُرى تُباد عن بكرة أبيها )) . والمتفرِّجون يزدادون ضحكاً .
بصراحة، كانت الصور الذهنية خزيناً مخيفاً من وسائل التعبير الهلامية الخيالية . لكن الوسيلة الواقعية الوحيدة التي يملكها للتعبير عن رأيه هي الكتابة على الجدار المتآكل داخل الغرفة ، حيث لا يراه مُخبِر أو ضابط مخابراتٍ . ولم يكن أحد يزوره في مملكته الصغيرة المنهارة سوى الفيضانات.
إنها مقبرة من الكِلْس المغشوش تبلع أبناءها . يمضي كالقائد المهزوم في آخر معاركه . كانت الذكرياتُ تتوزَّع على جسدٍ نحيلٍ مرميٍّ على الأرضِ القاتلة. نسرٌ كسير لا يستطيع إطعام فِراخه ، أو حُلْم لم يستحم منذ ولادته الباكية . يتناسل كالإبر أو الخناجر في عيون المكان العشوائية التي تنط على الحيطان المشابهة للزنازين المتوالدة في شظايانا المهجورة . صار الدمعُ يتبلور كُحلاً لا لون له في الأحداق الذابلة .
لم أُرافق شابات نيويورك إلى السينما ، ولم أفترس فتيات مانشستر في أحواض السباحة . هناك نساء يرتعنَ في الوهمِ يرسمنَ صورةً مسبقة لقصة حب مخترَعة ثم يُسقطنَ الأحداث وفقها . إن القمرَ هو الشاهدُ على مراحل إعدامي غير المحسوس . أعودُ إلى بَيْتي حيث تبتلُّ طريقي بالدموع ، وتعيد عَبَراتي صياغة الأوحال في شتاء المقابر. قضيتُ حياتي في انتظار حكم الإعدام ، لكنه لم يأت. عشتُ أيامي كلها في الحصار .
هجرةُ كريات دمي . الوطنُ صار قَبْراً جَوَّالاً. الورودُ المرميَّةُ على شظايا الزنازين، والسجينُ الخارج من قَلْبه إلى الحقول . والعيونُ المرتعشة التي أَحَبَّتْكَ في الحارات التي لم يعد أحد يتذكرها .
إن نام الشعبُ في كُحْلِ الزَّوجات ، فلا تنسَ أن دمكَ مغروس في سقف حُلْم لا تصل إليه إلا بالثورة. جُرْحُكَ سيجرف الشوارعَ ويخلع حفرَ المجاري . وإن احتقرتكَ بناتُ الأغنياء المحنَّطات في سيارات المرسيدس فتذكَّرْ أنه يتم بيعهنَّ لمن يدفع أكثر ، ويتم وأدهنَّ في صالات الرقص على ضوء الشموع الرومانسية . وإن علمتَ أن عروساً زُفَّت إلى زوجها ، فهذا لا يعني بالضرورة أنها تحبه .
وانقطع صوتُه من جديد . ظهر الإعياء عليه بشكل صارخ ، وتابع حديثَه مع ما تبقى من كريات دمه رغم دخوله في حالة إعصارية . كأن ملوك الجن يُغسِّلونني ويُكَفِّونني ويُصَلُّون عليَّ ويدفنونني . يُحضِرون معهم أكفاناً مغسولة جيداً لم تتلوث بالتيجان وفساتين السهرة . جنازاتٌ عسكرية مخلوطة بالأضداد، يمشي فيها رجال المخابراتِ إلى جانب الراقصات ، وأظل _ كعادتي _ رقماً على باب زنزانة لا يعترف بها السَّجان . ساد هدوءٌ مرعب في المكان الجليدي الساخن . أَرسل الليلكُ بصرَه إلى الأبعد . وَجْهُه مَسْربٌ واضح في أُقحوان الغمام . والسكونُ يتسلَّل إلى كل خلية من جسمه. نحن الموتى الذين قَتَلْناه ننظر إليه على أنه منبوذ . هكذا وبكل بساطة نتبرأ منه ونُنكر معرفتَه ، ونتساءل : (( هل مرَّ من هنا رجلٌ له نفس ملامحه ؟ )) .
سوف نُدرِّب ذاكرتنا المهشَّمة على نسيان اللوز . سوف نخلعُ المطرَ من حيطان الذكريات . جاء وعاد . من سيُكلِّف نفسه عناءَ الذكريات ؟ . أظن أن الأمهات مشغولات في المطبخ بإعداد المعكرونة بجميع أشكالها ، والموظفين يحاولون حل الكلمات المتقاطعة بعد قيلولة بسيطة يأخذونها وراء مكاتبهم مستغلين غياب المدير الذاهب في النوم ! .
سوف نُفرِّغ تاريخنا من دماء الفاتحين، ونضع فيه عَرَقَ الراقصات . نغسل أدمغة شعوبنا لتصير مهيأة لامتصاص ضحكاتِ الجنرالات المنتصرين على شاشات التلفاز الحكومي المهزومين في أرض المعركة . لن نشارك في جنازته السرية . لكنَّ حُلْمَه سوف يولد ويتكاثر ويستمر مقتحماً أوقاتنا .
أيها الناسُ ، لقد مات الحلمُ . نعم . مات . لقد أُزيلت الصخرةُ من طريقكم . صار بإمكانكم أن تناموا مع نسائكم بكل هدوء، وأن تبيعوا بناتكم بكل هدوء . فلترقصوا الآن في الطرقات . اشْرَبوا أنخاباً جديدة . وَزِّعوا قطعَ الحلوى على المارة. شاهِدوا مبارةَ تنس أرضي للسيدات، ولا تتذكروه .
وحوشٌ محبوسة في قفص ما لبثت أن رأت الباب قد فُتح ، فانطلقتْ بكل جنونها تلتهم ما تراه أمامها ، وما عادت تعرف هل هي من آكلات اللحوم أم الأعشاب ! . سخونةُ الدمع تنبعث من مكان غامض وتجرف الحيطانَ وكلَّ عناصر الاختناق . خرج من الغرفة وهو يتكئ على قدمين مرتعشتين ، وقد خُيِّل إليه أن ركبتيه سافرتا إلى أرض مجهولة تقتل أبناءها بدم بارد . نخرته أحزانٌ مكبوتة لا تاريخ لها .
وَجَدَ قلبَ الطوفان . أمسكه بقوة وخرج راكضاً . قطيعُ سنونو أعلن العصيانَ المدني في أمكنة الغموض. كانت غاباتُ البكاء ترتسم أمامَه أشباحاً . كان يشعر أن عينيه أدغال تشويش صاخب، وأن المناظر التي يراها عبارة عن كوابيس تندلع في اليقظة . تبكي الشوارعُ العاصفةُ . ساد المكانَ سكوتٌ ضبابي امتصَّ حروفَ الأبجدية . منشورٌ سياسي يُلقى على مسامع الحشائش في البراري . الكل يعرف الطريق لكنَّ أحداً لا يريد أن يمشيَ فيه .
إن العيون البريئة وراء الأسلاك الشائكة ، والعصافيرَ السجينة في أعمدة الكهرباء الخشبية . والبشرُ المسحوقون في مساقط رؤوسهم يمشون نحو الضوء . خزينٌ من الذكريات الحاشدة وملامحِ الوجه الغائب. تلكَ الوجوهُ التي كانت هناك في طوايا الزمان والمكان . كان بحاجة إلى جرعة بكاء، ولكنْ خَانَتْه عَيْناه بصورة درامية حاسمة .
كان مرورُ الوجوه في ذهنه عاصفاً . أصواتٌ تدبُّ على سطوح الشرايين بلا موعد مسبق . انهياراتٌ صارمة في جسده الملفوف بالصدى . لم تكن خيالاته إلا شكلاً للانطفاء المر. هكذا هي حياته ، صُراخ لا لون له في أغوار جبهته السحيقة . ذهب الذين يستمعون إلى صُراخه. لقد ذهبوا إلى حيث لا رجعة .
اسْتَسْلَم لطوفان من الذكريات الصاعقة ، وراح يسبح في تداعيات الذكرى المؤلمة. بدا كل شيء حوله جاهزاً للانفجار والتشظي . الأشجار على جانبي الشارع خناجر في ظهر المسافة . دموعُ السنديان يَذْرفها بلبلٌ مطرودٌ من عُشِّه . إنها الذكريات المتكررة في الجرح المتكرر .
ليت الأشجار تفهم لغتي . ليتها تحس بمشاعري . لقد مضى أولئك الذين تهمُّهم مشاعري. ولكن ملامح العواصف لن تتغير حتى لو فهمت الأشجارُ لغتي . مثلما تبكي الأمطار في الصحراء تبكي الأشياء المولودة من العنف الأخرس . المسافاتُ تنصهر في حرارة إطارات الكاوتشوك .
كلُّ أربطة الجروح في سواعد الغيمةِ سوف تتبعثر كالفخار الأرجواني في بساتين النظرات المكسورة . وطنٌ للفرح يطلع من رحم الحزن، ونحمله في صدى جلودنا بشراً يمضون في طريقهم نحو ذكرياتٍ أقل عنفاً . إن الحزن بوابةٌ كهربائية في زمن انقطاع الكهرباء عن أريكة الجسد .
إنه الجوع يا ذاكرة الظمأ ، يأتي إلى الأجساد المتعبة جراء سفر غير متوقع . يختار ضحاياه بعناية فائقة . الأصابعُ تنغمس في الأرز كبراميل بارود تختبئ فيها فراشات لا سيرة ذاتية لها . كنتُ أشعر أن العيونَ الخائفة تذرفان شيئاً يشبه الدمع ، شيئاً من الحلم الدامي المتشبث بالبلاد الدامية، حيث يصير الجوع والعطش توأمين ينتشران في الجسد الذابل. لا أُريد أن أُفلسف الجوع والعطش، لكنهما مصطلحان فلسفيان يضربان بقسوة كلَّ أجزاء الذاكرة المفتوحةِ على كل الاحتمالات ، المعلَّقةِ على أعمدة الضياء التي ينام تحتها المتسوِّلون .
والمرقُ يسيل على حوافِّ فمه مثل أنشودة عذراء بدائية ضَلَّتْ طريقَ الرعد . هكذا يصبح الإنسانُ رهينةً عند الرغيف . تصبح عناصرُ الكائن البشري تابعةً لصوت المعدة واضطرابها . المشي في الطريق التي تحدِّدها صحونُ الأطعمة ، حيث تحتل أشكالُ الصحون أشكالَ البشر . إنه الحلم الغائب أيها الجياع في أقاصي الارتعاش الخفي . ظهرت الصحونُ كبيداء قاحلة فارغة تماماً.
كأن كريات دمي إجاص خشن . عرفتُ الإجاص متأخراً جداً ، بعد موت كليوبترا ، وانتحارِ العاشقين في الكاتدرائيات ذات الإضاءة الباهتة . إنني أشاهده على عربات الباعة في سوق الخضار والفواكه ، ولكنني أخجل أن أسأل عن اسمه لئلا يظنوني مجنوناً أو جاهلاً .
ذهب النومُ إلى النومِ في سرير ذبحتي الصدرية. إنهما غارقان في بركة تعب تُغرِق زُوَّارَها بدون مقدِّمات. كانت العيونُ مطفأة . هكذا ينطفئ اللمعان بشكل درامي . يَسبحان في فضاء من الدهشة والانطفاء. في هذه الحقبة التاريخية الواقعة تحت احتلال النوم تجتمع الدهشة مع الانطفاء .
http://ibrahimabuawwad.blogspot.com/
التعليقات (0)