أكفان مغسولة جيداً ( 2 _ 5 ) . للكاتب / إبراهيم أبو عواد .
في تلك الناحية توجد بئرٌ عميقة جداً وواسعةٌ تستوعب القتلى. وكيف سَنَحْملُ التراب وليس معنا أدواتٌ ؟ ، _ نُجرِّد الموتى من ملابسهم ونحمل فيها التراب ، فالملابسُ أكياس ، وأيدينا رفوشٌ بمثابة الرفوش . نحمل عدة صخرات ونلقيها عليهم . ثم نفرش على آثار الدم طبقة تراب .
ألقى الجنودُ أسلحتهم جانباً ، وشَمَّروا عن سواعدهم، وتهافتوا صوب الكومة الجامدة . مَدُّوا أيديهم مخالبَ تهوى الاستحمام في عَرَق الجريمة . ينزعون الملابسَ برفقٍ خشيةَ تمزقها ، يريدونها كاملةً تستوعبُ أكبرَ كميةٍ من التراب . وبعد وقتٍ أقصر من طول مثانة الريح صار العُرْيُ باسطاً نفوذه على الموقع . جمعوا الملابسَ في مكانٍ ما حيث ظهروا كباعة الملابس على الأرصفة .
انطلقت القافلةُ الدامية في رحلة قصيرة تُجسِّد كلَّ تاريخ الأضداد . تُلقى الأجرامُ الآدميةُ العارية في البئر . حيطانها تغص بالخضرةِ التي خَلَّفتها الطحالبُ المهاجرة من الصباح إلى المساء . وهناك كائناتٌ حيةٌ تُشاهدُ التلفازَ في بياتِها الشتوي . الفصلُ لا شتاءٌ ولا صيفٌ . ماء آسنٌ يفتحُ ذراعيه لاستقبال القادمين بدون تذاكر سفر أو حَجْزٍ مسبقٍ . تكررت القافلةُ جيئةً وذهاباً كأنها طابورٌ عسكري أثناءَ التفتيش الصباحي .
يتم القتلُ ببساطة بلا بيروقراطية . بشفافيةٍ وموضوعيةٍ وعقلانيةٍ يَقْتلون ، ويُلْبِسون الذئبَ الساكنَ فيهم مُحَيَّا ماعزٍ بريءٍ . والحاكمُ الذي يُرسلُ جيشَه ليحارب أخاه ، ويظل هو في شرفة القصر مع زوجته المحنَّطة في قميص النَّوم الشَّفاف يتناولان فطورَ الصباح . وفوقَ الدَّمارِ يُلَوِّحُ قائدُ الحطامِ بقبعته العسكرية ، حيث ضَحَّى بشباب البلدِ في سبيلِ اكتساب مُعجبةٍ جديدةٍ وإضافتها إلى قائمة المعجبات !. للمنافي تفاصيلُ أشيائنا . وإن عُدمَ المطارُ، فهذا لا يعني انعدام السفر . فالسفرُ أصيلٌ والمطارُ دخيلٌ . حُبُّكَ للحريةِ اختلاطُ نهايات الخريف بعنفوان الشتاءِ في لحظة تماس غائبة عن ملاحظتنا .
ويعلو النحيبُ في أحداثٍ يَرُصُّها الجنونُ في اللامعقول . الحُجرة التي قَدَّمَتْكَ للدنيا تصير قبراً لك وللآخرين . يأتي من ضوء الظلال رجالٌ يعتبرون الليلةَ الأولى في الحَبْسِ ليلةَ الدُّخْلَة . ليست الغاباتُ المحترِقة بالبياض في أَمْنٍ بل سُباتٍ . لماذا قَبِلنا أن تكون أجسامُنا مزارع أفيون ؟. باعت أصواتُ القش أقراطَ أُمَّهاتِنا .
عَبَرَ وطنٌ أحشاءَ نورسٍ يستغيثُ به . وطنٌ عَبَرَ عند عبوره . نزفٌ سَكَنَ عند نزيفه ، وسارت الليالي في مسيره . أيها الجرحُ البركاني ، رُوَيْدَكَ . اتركْني أحزمْ حقائبي وأحجزْ في أولِ قطارٍ إلى نحيبِ العطور . صَدِّقْ أنني لا أفكرُ في الهرب من مثانتي، أو تهريب أرصدتي إلى بنكِ الجماجم . أنا ذلك القادم من وراء التل على بغلةٍ تَكْسِرُ خطواتِها وتطير بلا تذكرة سفر .
تخرجُ من ظهورِنا أشباحٌ تلتهمُنا لأننا لم نُرَبِّها على امتطاء النيازك . نحن نبيعُ الأرضَ التي فتحها الرجالُ الذين يحملون لَوْنَ بَشرتنا . بِعْنا الأندلسَ لكي نُسَدِّدَ أقساطَ الثلاجة والغسالة ، وندفعَ أُجرةَ التاكسي يُوصِلنا إلى انتحارنا الرومانسي. يدعو الفجرُ الصادقُ قرطبةَ قاموسَ الشفق.
أعودُ إلى حُلْمي أشاهدُ صديقتي الريحَ وهي تحصدني . مطرودٌ أنا من قفصي الصدري . مُدْمِنٌ على تخليص النباتات من الاكتئاب. رجالٌ يقودون سيارات نقل الموتى وإلى جانبهم زوجاتهم . إنني لا أحسد النوارس ، فقد تَعَوَّدْتُ أن أُقدِّم كرياتِ دمي لهباً لأبجديةِ السَّنابل . أن أكونَ باباً يحمي المجروحين من الرياح . أن أكون زجاجَ نافذة لجارنا المشلول .
وهناك السكوتُ غير النقي يتأجج في مكان آخر. بيتٌ مملوءٌ بدموع امرأة . إن ناراً تقفزُ في جَوْفها، فخرج اللهيبُ على لسانها مطعوناً بأحلامِ النزيفِ . هي مأساة الياقوت تثورُ في ذرات الأكسجين ، والهموم تهدرُ كالطوفان العارمِ . ذلك الوجه البعيد وجهي يدل على اكتظاظِ الذاكرةِ بالثلوج .
انتفضَ قطعةَ مَوْجٍ مَسَّتْها النيرانُ . تواريخُ الدَّمع البَرَّاق . خشباتُ موقف الباصاتِ لاصقُ جروحٍ لِقَدَمِ المرفأ . مِن أي احتضارٍ جاءت هذه الشطآنُ ؟. جثثُ الأطفال تختبئ في جثثِ السَّرْوِ .
ذلكَ العاشقُ الساهرُ يُفكِّر في امرأةٍ غاطسة في نَوْمها يبيعها أهلُها للذي يدفع أكثر . ممالكُ ترابٍ قد تندمجُ ولكنْ لا بد من قبورٍ تَضُمُّها . حُبٌّ جديدٌ أم أندلس جديدة تضيع ؟ .
الدماءُ المسالةُ من عصير التوت. فالقاتلُ المحترِف لا يرتجف حين يُشَرِّحُ ضحيته لأن أناملَه أضحت زئبقاً حجرياً. إن مواقيت تجريد المقصلة من ظِلِّها تبزغ موانئ تُباد . الأرضُ مِكْواةُ العاشقين ، عشبةُ المنفى البدائية، سخونةُ يورانيوم لا يُكتشَف إلا لتسميمكَ . والحزنُ يتمتَّع بِحُكْمٍ ذاتي في نشيدي . فيا أنبياءَ الله ، ذَوِّبُوني في خيوطِ ملابسكم كي يلمسَ جِلْدي جِلْدَكم .
هذا المكانُ قاتلي. هذا الضباب حادي أَسْرِي . شتائي مُزدحمٌ بالصيف الناعم . صرنا هياكل. لعلِّي أريافٌ غَادرتْ بُلعومَها بحثاً عن بكائي في الغَسق. كلما مَرَّ المكانُ على الهشيمِ تَسَرَّبَ النهارُ من فجواتِ السور الأخيرِ . هو الظلام عساكرُ لم يُقاتِلوا ، وإنما شربوا الشاي في أحضان نسائهم أو عشيقاتهم ممزوجاً بعصارات أحلام الأسرى .
لكنَّ الحصانَ الذي يتخندقُ في جسده سيفشلُ في التزاوج . فجسدُه لن يتعدى إلى جسد زوجته . هناك لصوصٌ شعبيون أصحاب ثياب رثة، موزَّعون في الحافلات والأسواق المكتظة . وهناك لصوصٌ يرتدون ربطات العنق الحريرية ، ويظهرون على التلفاز يُنَظِّرُون في العدالة الاجتماعية والوحدةِ الوطنية .
والهدوءُ يتوالى. ما شكلُ العاصفة التي تتقمَّص أعصابَ الزَّبد ؟ . لستُ أسئلةَ دمائي . سأُكْمِلُ مشوارَ الصنوبر . أَجُرْحِي الراوي أم الرواية ؟ . لا وجوه لهم بل أقنعة وستائر معدنية . بلاد ترفع نهرَ الدانوب محرقةً تغرقُ في حقائب بائعات الهوى . تاجُ الصَّقيعِ المصلوبُ على سواعد سيدات المجتمع المخملي .
إن صدورَ أُمَّهاتِنا مُسيَّجة بالدموع لا تحتوينا . أرقامُ السجناءِ تصيرُ أكثرَ أهميةً من أسمائهم ، وأرقامُ الزنازين تصيرُ ملامحَ للأسرى . تطهيرٌ عِرْقي في الأغاني الوطنية التي كتبها عمال النظافة في قصر كِسْرى . فلا وطنٌ ضَمَّ النوارسَ ولا منفى . والوجعُ الرصيفي يتألم من انكسارات أطيافنا على رحيل الميناء . نحن المنفيين في الوطن المواطنين في المنفى . نعيشُ بينهما ، وإن نُسبنا إلى أحدهما فهذا رصيفُ المجاز .
وعبرتُ فيَّ ، والنهاراتُ تخلعُ كتفَ الرصيف. بَيْني وبين ذاكرتي احترام متبادل . مثانتي حقلُ ألغام بحرية . هنالك في أجزائي خيلُنا تأكلُ خيلَ التتار . والتهم لونَه شجرُ الغارِ . كأَنَّ غيمَ نظراتنا خوذةٌ لرأس العاصفة المقاتِلة إلى جانبنا . عَقَدْنا اتفاقيةَ سلامٍ مع دمائنا ، وخَطَبْنا العاصفةَ .
كان توحُّشُ الرَّصاص الصوتي قد ملأ أركانَ القرية النائية الموغلة في النسيان . واخترقت الأصواتُ المتوحشةُ شبابيكَ المنازل ، شبابيكَ التصق بها نسوةٌ وأطفالٌ يتطلعون إلى المجهول الساكن وراء مدى النظر المتقطع . رُضَّعٌ دَفنوا خَوْفَهم في صدور أمهاتهم . نشبت حرائقُ في قلوب الأمهات كالشجر المعجون بالدموع . تَفَجَّرَ المنظرُ وراءَ الزجاج غير المكتمِلِ أجفاناً متجمِّدة .
شُهودُ العَيان الوحيدون هم الضَّحايا هم الموتى . إنها مأساةُ الأمهاتِ في لحظة أكبر تمزُّقاً من أرحام جاهزة للولادة . عندما يتصورُ مأساتَهنَّ الجليدُ يخجل من نفسه . احْتَفَلْنا بالهزائم لأنها نَصْرُنا الوحيد . وتتقطعُ الأجسادُ الأنثوية آلافَ المراتِ ، أَتُرى هل يأتي بريدُ سنديانةٍ يطرقُ البابَ أو رياحٌ ترشُّ أخبارَ الغائبين على حبال الغسيل ؟ . مُحاصَراتٌ بالوجوه القديمة والمشاعرِ المختصَرة. كالوهج الساعي للالتصاق بأخشاب المراكب العتيقة ، كالشمس التي تعلمُ أنها ستموتُ ، يجلسنَ على أعصابهنَّ بلا قهوةٍ وجاراتٍ . يمرُّ على المأساة كاتبٌ يجدُ لها نهايةً في نصوصه ، ولكنها في الحقيقة تظل مأساةً مفتوحةً .
ذكرياتُ السَّبايا . ووقتُهم جثثٌ. ولحظاتُ حياتهم موتى جالسون على عقارب الساعة. جَرُّوا سهامَ قسماتِ غرورهم ، وانطلقوا يجهزون قِدْرَاً. جَمَعُوا أحطاباً جاءت من أغصان مكسورة لم تجد وزارةً تُحافظُ عليها. الشجر الميت اللاهثُ في صفير القطار البخاري. لم يبقَ منه إلا ألوان الخراب.
جَمَّعُوا الأحطابَ وكَوَّمُوها ، وثبتوا على الجانبين الجاهزين لاحتضان النار خشبتين عريضتين قِمَّتاهما مجوفتان . وأدخلوا حُزمة أغصان سميكة مضمومة على بعضها، تكاثفت يابسةً وتَصَلَّبَت بفعل الجفاف في حَمَّالة القِدْرِ نصف الدائرية، وصار المشهد كالعملية الجراحية في هواجس البحر. حزمةُ أغصان صلبة تحملُ قِدْرَاً ، والحزمةُ مستقرة على قمتي الخشبتين .
_ هل تريدون الغداء فاصولياء أم عدساً ؟ .
_ نريده عدساً .
_ إذن فليكن فاصولياء ! .
أُصيبوا بصعقة المفاجأة التي أُريدَ لها التكاثر في الأحاسيس. الجيوشُ المهزومة في علبة الكبريت.
عَدَّلُوا وُجهتهم نحو كيس الفاصولياء ، شاعرين في أعماقهم بقبائل انكساراتٍ رَدَمَتْ جوعَ هياكلهم ، وثقبت جوعَ أرواحهم . سكبوا ماءً في القِدْر لا أدري من أينَ نهبوه . ثم أُهِيلت الفاصولياء بقسوة تضارع قسوة النيران الموقدة تحت القِدْر جراء احتكاك حَجَرَي صُوَّان على ورق يابس جاف يُماثلُ الهشيمَ الملتهب المصبوب على المطعونين أينما سافروا .
لم يستغرق نضجُ الطعام إلا وقتاً بسيطاً مُساوياً للمدة التي يأخذها الضوءُ في استقطاب كتيبة فراشات يتيمة . كُلُّ الوجبات والفراشات ناضجة ، بمعنى أنها آيلةٌ للاحتراق . فواتيرُ الدماء لم تُدفع . اندلعت فرقعاتٌ هائجةٌ على سطح المزيج.كُراتٌ من البخارِ تَنُطُّ في وسطٍ مُحتدِمٍ، منبئةً عن الوصول إلى حالة الغليان. الماءُ يبلعُ الماءَ ، والحبَّاتُ الماشيةُ في الاهتزاز والارتباك تترنحُ يمنةً ويسرةً. تصيرُ طريةً متهدلةً بعد أن تودعَ تلاحمها وصلابتها الوداعَ الأخير. ليس وداعاً ضبابياً في المطارِ ، لأن المطار يُسافر فينا وكلُّنا مسافرون .
مُدَّت الصُّحونُ وتوالت متلاحقةً . تُذَكِّرُني بسرب من الأقحوان الجبلي يتعانقُ استعداداً للشتات نتيجة القطف القادم . سُكِبَ الطَّعامُ فيها برفقٍ . كان الصحنُ الكبيرُ مخصصاً لكبيرهم . حُملَ إليه في مقره في جوف خيمة جديدة نُصبت خصِّيصاً له . كان جالساً على كرسي هزاز يتحرك في الأمام والخلف ، بحيث تشتبك الجهات وتحتفظ باندفاعها . والغريبُ أن الكرسي الهزاز مُلازِمٌ له ، يُشحَن مع أغراضه والعتاد العسكري . ورغم أنه سُئل أكثر من مرة عن سر ذلك الكرسي الذي لم يُفارقه منذ التحق بالخدمة العسكريةِ ، إلا أنه كان يتهرب من الإجابة ، ويقتحمُ موضوعاً آخر مُؤْثراً الاحتفاظ بسر الكيان الخشبي المتحرك .
أمسكَ صحنَه وتذوقَ ما فيه ، فوجده طيب المذاق متكامل العناصر، إلا أنه ارتأى اختراع عيب فيه ليقوم بنقد تلاميذه ، وإشعارهم بنقصهم ، وأنهم لا يُحسنون فعل شيء . فقد سكن في ذهنه أن مدحَ الآخرين قد يُعلمهم الجرأة على أسيادهم ، وبالتالي ينكسرُ الحاجز بين السَّيد والعبد.
قال جاعلاً كل شذوذه أرضيةً خفيةً لكلامه الصارخ :
_ أين الحمارُ الذي قام بالطبخ ؟! .
خرجت الأجزاء اللحميةُ متجمعةً من مكان ما ، مصهورةً في الأحاسيس الحجرية على شكل إنسان فاقد لإنسانيته ، وقال :
_ نعم سَيِّدي ! .
_ ألم تسمع باكتشاف اسمه الملح .
_ لقد وضعتُه سيدي .
_ إذن أنا كذاب أخترعُ الكذب أو مغفَّل لا يميِّز مذاقَ الأشياء .
وأردفَ قائلاً بعد هذا الهجوم :
_ هل تريد أن أُقدِّمكَ إلى محاكمة عسكرية ، لتعيش ما تبقى من حياتك في السجون تُنَظِّفُ مراحيضها ؟ أم تريد أن أُفرِّغ رصاص مسدَّسي في رأسكَ، فأحرمكَ من النوم مع زوجتك ؟ .
_ أنا أعتذرُ يا سيدي . أرجوك سامحني .
في الحقيقة كان قد وضع الملحَ بكمية معتدلة في الطبق، وكان متأكداً من ذلك مئة بالمئة ومع هذا أنكرَ عمله من أجل الخلاص . فقال متصنعاً الغفلة :
_ الآن تذكرتُ يا سيدي. فأنا لم أضع الملح في طبق سيادتكم سهواً، وسوف أُضيفُ له الملح فوراً ! .
وما إن فرغَ من قوله حتى استقبلَ صحناً ممتلئاً ، رماه قائدُه عليه فلطَّخ ثيابه . وقال زعيمُ الحفلة بعد أن ألقى صحن الفاصولياء :
_ تأكد من عملك قبل أن يصلَ إليَّ . والآن اغرب عني وجهي وأحضر لي صحناً آخر .
تتهاوى أشياء الإنسان أو اللاإنسان في بُرهة أقصر من حبل الحريق على سطح عَرَقنا . نحن متخصِّصون في تدمير ذواتنا . نحن عباقرةُ في إلغاء العبقرية . أي وجهٍ يتخثرُ في حرائق المطر ؟ . كأنني أنظرُ إلى الأضرحة تخطفُنا. كأننا نخيط قمصاننا من شتاء البساتين . أتُرانا هُزمنا لأننا ذهبنا إلى المعركة بالبيجاما ، أم لأن قلوبَنا لم تعد تختلف عن سذاجة البيجاما ؟ .
كان الظلام يتفجر ينابيع نهارية ، ويتكلس على مقربة من المصلوبين المتكررين في سنوات الثلوج الحارقة المحترِقة. صراع على أكوام العطشى في الجوع الحياتي. يصعدون كي يتعلموا النزول إلى قيعان التيه . وطنٌ خالٍ من معنى الوطن ، نحمله معنا إلى السوقِ لنبيعه مثلما بِعْنا نساءنا، واشْتَرَيْنا تنانيرَ قصيرةً بالمبلغ الذي حَصَلْنا عَلَيْه من رهن كرياتِ دمنا البيضاء.
http://ibrahimabuawwad.blogspot.com/
التعليقات (0)