أكذوبة حماس في انطلاقتها الثانية والعشرين
منصور شلايل
انطلقت حماس انطلاقتها الثانية والعشرين، انطلقت معززةً انقسام وتشرذم الشعب والقضية، انطلقت متمادية في عنجهيتها وتمردها، انطلقت ضاربة بعرض الحائط مصالح الشعب الفلسطيني، انطلقت عاقدة العزم على القضاء على أمل الشعب في الحرية والتحرر، ويخرج علينا اسماعيل هنية في خطابه في ذكرى انطلاقتهم بمجموعة من الأكاذيب فيقول : لو تعرضت أي حركة أو كيان أو دولة في العالم لما تعرضت له حماس لانهارت ولكن حماس بقيت وقويت ، ونسي هنية ما تعرضت له المقاومة الفلسطينية في لبنان قبل أن يكون هناك شيء اسمه حماس، ونسي أن هذه المقاومة بقيت صامدة اثنان وثمانون يوماً في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية، ونسي أن حرب إسرائيل على المقاومة في لبنان كانت موجهة ضد المقاومة وضد منظمة التحرير الفلسطينية، وتناسى أن الحرب الأخيرة على غزة كانت موجهة ضد الشعب الفلسطيني وأنها لم تكن موجهة ضد حماس التي تكبح جماح الشعب وتمعن في قتله وقهره وحكمه بالحديد والنار، ونسي أن إسرائيل سعيدة جداً بالقهر والتعذيب الذي يتعرض له الناس في غزة على أيادي قتلة حماس ومجرميها.
ويقول هنية : نقولها باسم العرب والمسلمين ......... ، من فوضك يا رئيس وزراء إمارة غزة لتتحدث باسم العرب والمسلمين ؟، ومن جعلك لسان حالهم لتتحدث باسمهم ؟ أتأمر نفسك أيضاً عليهم، ويقول : إن غزة حرة بإرادتها ، فعن أي إرادة يتحدث وغزة محاصرة براً وبحراً وجواً، عن أي إرادة يتحدث والطلبة والمرضى وأصحاب الإقامات في الخارج لا يتمكنون من مغادرة القطاع، ويقول : أن حماس قدمت نموذجاً في الحكم والمقاومة ، إنها قدمت نموذجاً في القتل والتنكيل والتدمير والقهر والكذب والتلاعب بعقول وعواطف الناس، لماذا لم تنقلبوا على السلطة الشرعية بالديمقراطية التي جاءت بكم إلى السلطة؟، ولكنكم فضلتم ديمقراطية السلاح والقتل والاعتداء على الأبرياء لتحقيق حلمكم الواهي بإقامة إمارتكم المقزمة على أرض غزة، ويقول هنية : يخططون مع قوى خارجية ( السلطة الشرعية في رام الله )، من الذي يخطط مع إيران من خلال التمويل بالمال والسلاح والتدريب لقتل الحلم والقضية وأبناء الشعب الفلسطيني، ويقول : أن خطة تجفيف المنابع قد سقطت ، كيف تسقط خطة تجفيف منابعكم؟، ومنابعكم من دماء أبناء الشعب ولقمة عيشهم ومشاركة الناس في أرزاقهم ما زالت قائمة، وما الملابس الفاخرة التي تلبسونها والسيارات الفخمة التي تركبونها والفيلات التي تشترونها والأنفاق التي تشرفون عليها إلا خير دليل على أن منابعكم لم تجف ولن تجف، وأن خطة تجفيف منابعكم بالفعل قد سقطت، ويقول هنية في موقف آخر من خطابه أن هناك جدل بين البعض في أن حرب غزة هل كانت نصر أم هزيمة؟، وأن هذا الجدل لا يعنيه ولا يعني حركته، نعم إنه لا يعنيك ما دمت أنت وكل القتلة من قيادات حماس على قيد الحياة، إن هذا الجدل بالفعل لا يعنيك لأن آالة الحرب الإسرائيلية لم تكن موجهة ضدكم، بل كانت موجهة ضد الأبرياء العزل في قطاعنا الحبيب، لا يعنيك آلاف القتلى والجرحى والبيوت والمدارس والمؤسسات المهدمة والمزارع والبساتين المجرفة، لا يعنيك المشردين الذين هدمت بيوتهم الذين يعانون من برد الشتاء القارس وأنت تنعم ووزرائك في الخيرات، لا يعنيك ارتفاع الأسعار التي أثقلت كاهل المواطنين، لا يعنيك ما يعانيه الشباب من ظلم وقهر أجهزتكم الأمنية التي باتت لا تختلف كثيراً عن أجهزة العدو الصهيوني.
ويتحدث هنية عن المصالحة، كيف ستتصالحون مع أسر الشهداء الذين قضوا على أياديكم، كيف ستتصالحون مع الجرحى والمبتورة أياديهم وأرجلهم، كيف ستتصالحون معهم وجراحهم تقف شاهدة على جرائمكم بحقهم وحق الشعب والأمل والقضية، لقد رفضتم التوقيع على المصالحة في جولتها الأخيرة، لأنكم وافقتم على الحوار بهدف المماطلة والترويغ والتسويف وكسب الوقت لا أكثر، لا من أجل إعادة اللحمة والوحدة للشعب الفلسطيني لمواجهة مخططات العدو، لقد كانت الحرب على غزة وما حدث فيها للأبرياء والعزل أكبر دافع لكم للموافقة على المصالحة والتسريع في إنجازها لإعادة إعمار غزة وإيواء المشردين وإعادة البسمة لثكلى الحرب، ولكن ذلك لا يعنيكم ما دمتم أنتم ومناصريكم بخير، حسبي الله ونعم الوكيل
التعليقات (0)