أكد أن البديل عن التفاؤل هو التفاؤل.. الكاتب والباحث حسام الدجني يدعو في حديثه لـ"البيادر السياسي" إ

أكد أن البديل عن التفاؤل هو التفاؤل.. الكاتب والباحث حسام الدجني يدعو في حديثه لـ"البيادر السياسي" إلى توفير مناخ جيد للحوار  

فتح وحماس تعيشان أزمة حقيقية نتيجة فشل مشروع كل منهما تدفع في اتجاه نجاح الحوار
لا يمكن مواجهة الحكومة الإسرائيلية القادمة دون إستراتيجية وطنية موحدة
لا سبيل لنا للخروج من الانقسام وتداعياته إلا بالعودة إلى الحوار الوطني
مقياس النصر والهزيمة في حرب غزة مرتبط بإنجاز ملف المصالحة الوطنية  
غزة- خاص بـ"البيادر السياسي":ـ حاوره/ محمد المدهون  
أجواء إيجابية وتفاؤل مفعم بالآمال تسود المواطنين في قطاع غزة عشية انطلاق الحوار الوطني الفلسطيني من جديد، وبالرغم من كل المحاذير والتحديات التي من شأنها أن تعيق تقدم هذا الحوار، لكن الآمال ما زالت معقودة على نجاحه وصولاً إلى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، فهل سينجح الحوار الوطني هذه المرة في تحقيق ما يصبو إليه المواطن الفلسطيني في هذا الصدد ؟ وهل النوايا جادة لتحقيق الوحدة الوطنية وطي صفحة الماضي المؤلمة ؟ وما هي التحديات الماثلة أمام الحوار؟.. هذه القضايا وأخرى كانت محاور الحديث الذي أجرته "البيادر السياسي" مع الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط حسام الدجني، حيث أكد على أهمية الحوار الوطني، وأبدى نوعاً من التفاؤل إزاء إمكانية نجاح الحوار الوطني، وقال: إن البديل عن التفاؤل هو التفاؤل، وقدم تحليلاً موضوعياً للعوامل التي من شأنها أن تساهم في نجاح الحوار وعدم الوقوف كحجر عثرة أمامه، سواءً على الصعيد الفلسطيني أو الإقليمي أو الدولي. هذا وفيما يلي نص الحوار:   الحوار الوطني عاد التفاؤل من جديد إلى الشارع الفلسطيني بعد الأجواء الايجابية التي سادت حوار القاهرة.. من خلال اطلاعكم على مجريات الأمور في هذه القضية.. هل تتوقعون نجاح الحوار هذه المرة؟ - التفاؤل يجب أن يعود وأن يستمر, فالبديل عن التفاؤل هو التفاؤل, فلا سبيل لنا للخروج من الانقسام وتداعياته إلا بالعودة إلى الحوار الوطني, والعمل الجاد والدؤوب من جميع الأطراف على إنهاء الانقسام, وعودة الوحدة واللحمة الوطنية، أما بخصوص سؤالك هل تتوقعون نجاح الحوارات هذه المرة ؟، أجيبك بنعم, ستنجح الحوارات هذه المرة لعدة أسباب، أسباب متعلقة بالوضع الدولي، وأخرى متعلقة بالوضع الإقليمي، وثالثة متعلقة بالشأن الداخلي الفلسطيني. فيما يتعلق بالأسباب المتعلقة بالشأن الدولي، فهناك مجموعة من المتغيرات طرأت على الساحة الدولية، وتحديداً فوز السيد باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وفشل سلفه جورج بوش، في لي وتطويع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وضمن إستراتيجية السيد أوباما في الشرق الأوسط, أن خطر الإرهاب الحقيقي يأتي من أفغانستان وباكستان، وليس من الشرق الأوسط، وأن سياسة عزل الإسلاميين في الشرق الأوسط قد تعمل على زيادة التطرف في المنطقة، مما يهدد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. وهنا أيضاً يجب النظر إلى الدور الأوروبي والروسي تحديداً، الراغب في إشراك حماس في العملية السياسية, واحتوائها, وكما صرح وزير خارجية روسيا لصحيفة الشرق الأوسط: "حماس يجب أن تكون جزءاً من المشكلة لا أن تكون المشكلة نفسها". وهنا من الممكن أن يدعم النظام الدولي، المصالحة الوطنية الفلسطينية، ويرفع أي فيتو قد يفشل المصالحة.   ثلاثة محاور أما الأسباب المتعلقة بالشأن الإقليمي، فيجب النظر هنا إلى ثلاثة محاور وهي:ـ أولاً:ـ إسرائيل، فهناك حكومة يمينية متطرفةتلوح بالأفق, لا يمكن التعامل معها ونحن منقسمون، هذا سيكون عامل ضاغط على كلا الطرفين "فتح وحماس"، لأن لا يمكن مواجهة الحكومة الإسرائيلية القادمة دون إستراتيجية وطنية موحدة. ثانياً:ـ مصر، فلن تسمح مصر هذه المرة لدورها الإقليمي بالمنطقة بالفشل، فستعمل وبكل ما تمتلك من أوراق على إنهاء الانقسام، حيث تمتلك مصر جميع مقومات النجاح بالإضافة إلى امتلاكها الإرادة والقدرة والدراية الكافية بالشأن الفلسطيني. ثالثاً:ـ إيران، حيث ستدعم إيران في المرحلة القادمة المصالحة الوطنية، وبما أن المصالحة الوطنية أصبحت خياراً عربياً وإسلامياً وتحديداً بعد حرب غزة، فلن تعيق إيران أي اتفاق، حيث ستتفرغ إيران لجولة محادثات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، مصحوبة بمجموعة من الحوافز. أما الأسباب المتعلقة بالشأن الداخلي الفلسطيني، فهي الأسباب الرئيسة وراء إمكانية نجاح الحوار، وهنا أفصح عن حوار جانبي دار بين أحمد قريع "أبو علاء" وموسى أبو مرزوق، حيث تحدث قريع عن نتائج الانقسام،وضمن حسابات الربح والخسارة، أن حركة فتح حصلت على صفر كبير، وحركة حماس أيضاً حصلت على صفر كبير، وهذه له دلالات سياسية تنم عن رغبة حقيقية بالمصالحة، ولعلي هنا أذكر مجموعة أسباب تدعم نجاح الحوار الوطني الفلسطيني، وهي أزمة حركتي فتح وحماس، فكلاهما يعيشان أزمة حقيقية، فالأولى تعيش أزمة فشل مشروع التسوية، والثانية تعيش أزمة المزاوجة بين مشروع المقاومة ومشروع الحكم، في ظل احتلال إسرائيلي، وفي ظل اتفاقات سياسية ملزمة. كذلك نتائج حرب غزة، فمقياس النصر والهزيمة مرتبط بملف المصالحة الوطنية، بالإضافة إلى ملفات أخرى، حيث لو استكملت الأطراف المعنية ملف المصالحة، سنكون خرجنا من حرب غزة منتصرين، فضلاً عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية، والتي أفرزت حكومة يمينية متطرفة، إضافة إلى ملف الإعمار وتلويح العالم بأسره بضرورة الوحدة، كشرط للإعمار.   خطوات غير مشجعة هل لمستم نوايا جادة لدى الطرفين لإنهاء الانقسام والوصول إلى المصالحة الوطنية؟ - من خلال تصريحات كلا الطرفين "فتح وحماس", نلمس أن هناك أجواء ايجابية، أما على صعيد المجريات على الأرض فالجميع يعتقد أن الخطوات على الأرض غير كافية, وغير مشجعة, ولكن يجب أن ندرك أن الملف ليس سهلاً, ونتائج الانقسام أثرت على سلوكنا وثقافتنا, فهناك أزمة ثقة, يجب علينا كمحللين وكتاب, وفصائل وأحزاب ومؤسسات أن نعمل على دفع عجلة الأمور إلى الأمام.   من وجهة نظركم.. ما هي الأسس الصحيحة التي من الممكن البناء عليها من أجل إتمام المصالحة الوطنية؟ - أهم هذه الأسس وضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات المتحاورين بالقاهرة، والنظر إلى مستقبل وتطلعات أبناء الشعب الفلسطيني أولاً وأخيراً دون النظر إلى الخلف "المعادلة الإقليمية"، وتبني جامعة الدول العربية بجانب مصر الشقيقة للحوار, يعتبر أيضاً من الأسس الصحيحة التي يبنى عليها، كذلك العمل على تهيئة مناخ جيد للحوار من خلال وقف الحملات الإعلامية, ومراجعة ازدواجية الخطاب السياسي من جميع الأطراف, والإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة والقطاع, ووقف سياسة قطع الرواتب, وانتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة.   تناقلت الأنباء عن إمكانية تشكيل حكومة توافق وطني نهاية الشهر الجاري.. هل تتوقعون ذلك أم أن هذا إفراط في التفاؤل ؟ - أعتقد أن هناك موافقة من جميع الأطراف على اقتراح مصري بتشكيل حكومة توافق وطني، تتشكل من شخصيات وطنية مهنية فصائلية, بمعنى آخر شخصيات من الصف الثاني والثالث، وهذا يعتبر تحولاً عند حركة حماس، يتناسب مع طبيعة المرحلة السياسية الراهنة.   المصالحة الوطنية ما هي أكثر الملفات صعوبة من وجهة نظركم؟ وما هي سبل تذليل العقبات أمامها؟ - أصعب الملفات هو ملف المصالحة الوطنية, فلا يوجد خلاف سياسي, فوثيقة الوفاق الوطني تعتبر قاسماً مشتركاً لجميع الفصائل باستثناء حركة الجهاد الإسلامي. فملف المصالحة والذي سيعالج آثار الانقسام على الصعيد الاجتماعي, هل يتم إنضاجه دون النزول إلى الشارع, حيث أن هناك عشرات القتلى جراء الأحداث المؤسفة التي وقعت خلال السنوات الثلاثة الماضية, ومئات الجرحى, لذلك يجب وضع إستراتيجية واضحة متفق عليها, مدعومة من الدول العربية وتحديداً جمهورية مصر العربية, لوضع آلية تعويض أهالي الضحايا, وتعزيز السلم الأهلي, بالإضافة إلى ذلك سن قوانين رادعة ضد من يأخذ القانون باليد, من خلال عمليات ثأر قد تحدث لا سمح الله مستقبلاً.   لا تزال التحديات الخارجية على حالها وخاصة ما يتعلق بالاحتلال، ما هي قراءتكم للمستقبل المنظور، سواء نجحت الحوارات أم لا؟   - التحديات الخارجية هي موجودة أصلاً وستبقى موجودة طالما بقي الاحتلال جاثماً على أرضنا، ولكن هنا يجب معرفة المزاج العام الإسرائيلي والفلسطيني, فكلا المزاجين غير مهيئين للتصعيد العسكري, وتحديداً في قطاع غزة، فغزة لم تعمر بعد, والناس يقيمون في خيام بالشوارع، رغم البرد القارص والأمطار الغزيرة، فالمصلحة الوطنية تتطلب هدوءاً في الجبهة الداخلية لقطاع غزة، ولكن مع قدوم حكومة يمينية أعتقد أن أولوياتها ستكون دعم وتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية، وتهويد القدس، وستعمل بكل تأكيد على إبرام تهدئة مع الفلسطينيين بغزة.   هل تتوقعون تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خاصة بعد فشل جهود التهدئة؟ - هناك سيناريوهان: الأول: أعتقد بأن المرحلة المقبلة ستشهد تهدئة من نوعين، إما معلنة وباتفاق عبر وسيط, أو تهدئة متبادلة غير معلنة. أما السيناريو الثاني، فإننا نتحدث هنا عن عدو شرس, كل الخيارات أمامه متاحة, من الممكن أن يلجأ إلى عمليات جزئية عبر اغتيالات محددة, وتوغلات جزئية.   يبدو أن ملامح الحكومة الإسرائيلية الجديدة يميل إلى التطرف بشكل أكثر، ما هي سبل مواجهة هذه الحكومة فلسطينياً وعربياً؟ - الحكومة الصهيونية القادمة هي بالتأكيد حكومة يمينية متطرفة, ولكن يجب هنا مواجهتها من خلال، تبني خطاب الملك عبد الله ملك السعودية في قمة الكويت الاقتصادية, والذي دعا فيه إلى وحدة الصف العربي والإسلامي, ويكون أحد فصوله الوحدة الفلسطينية الداخلية، بالإضافة إلى تبني إستراتيجية العصا والجزرة مع الحكومة الصهيونية الجديدة, فيجب أن ترمى الكرة بملعبها, والعمل على تعريتها سياسياً أمام المجتمع الدولي من خلال إستراتيجية عربية إسلامية موحدة، والتلويح بالضغط الاقتصادي والسياسي من خلال قطع العلاقات التجارية والدبلوماسية بشكل تدريجي, من أجل دفع هذه الحكومة على القبول بخيار السلام العادل والشامل، الذي يلبي تطلعات وطموح الشعب العربي الفلسطيني.