مواضيع اليوم

أكبر مقلب شربته الشعوب العربية في تاريخها ...

محمد شحاتة

2012-03-10 12:06:20

0

خذ عندك المعادلة  دي  ..
  شعوب مسلوبة الإرادة ، ومنزوعة الفاعلية لعشرات السنين ؟
 أنظمة مستبدة شمولية ، دكتاتورية ، متخلفة ، قابعة على صدور شعوبها لعشرات السنين ..
اقتصاديات متهالكة ، وبنى تحتية متآكلة ، وثروات منهوبة بانتظام وشراسة لعشرات السنين ..
أنظمة تعليمية راكدة،  وبيئة صحية آسنة ، تمرع فيها المغيبات والجهالات لعشرات السنين ..
كفاءات يتم قصفها ، وعقول يتم ضربها  ، وكوادر يتم سحقها ومحقها لعشرات السنين ..
سيطرة وتغلغل أجنبي ، وتدخل سافل ، وسافر ، وواضح في قرارات ومصائر ، وتلاعب مبهر ومقيت بالأنظمة الخائرة ، وتوجيهها وفق الإرادة الأجنبية لعشرات السنين ..
ثم

أنظمة تسلم بعضها بعضها .. وتورث بعضها بعضا .. و تنكح بعضها بعضا ..وتبارز بعضها بعضا .. وتعاضد بعضها بعضا .. في انفصال كامل ..وانفصام تام عن شعوبها لعشرات السنين
شعوب تئن تحت وطأة الفقر .. وتتأوه تحت ربقة القهر .. وتعاني،  وتقاسي ، وتتخبط في دياجير ليل مظلم بهيم،  لا ترى فيه حتى بصيص أمل ، أو شعاع نور تتحسس على هديه طريقها نحو مستقبل يحفظ لها آدميتها وحقها في الحياة ..
وتدخلات أجنبية خفية مستمرة تضمن للأنظمة الخائرة بقاء سرمدياً يحفظ مصالحها دون سماع لأنات الشعوب ..
ثم
إرهاصة تشنج .. يحرق فيها مواطن عربي نفسه في لحظة كفر بالأنظمة.. لحظة تساوت فيها الحياة لديه مع الموت .. لحظة ذاقتها معه الأنفس المكبلة بأغلال الخوف ، والمرتجفة تحت سياط القهر ، ثم تتحرر من أغلالها لتتمكن فقط من إطلاق آهات عذاباتها في الهواء ، وفي العلن ..
آهات المعذبين على ضعفها أحرقت عروش الأنظمة على خوائها .. فكانت كما الأرضة التي أكلت مناسئها ، فسقطت الأنظمة تلو بعضها ..والشعوب لا تكاد تصدق أنفسها ...
وتدخلات أجنبية سافرة ، وسافرة ، ضحت بالأنظمة الخائرة الموالية لها ..واندفعت لتوجيه دفة الشعوب المهتاجة الثائرة نحو الشرك الأكبر الذي أعد لها ، لتدخل الحظائر التي لم تكد تبرحها ، لتعود إليها ، 

ولكن هذه المرة بلا أنظمة ..وبلا رعاة ..وبلا روابط .. وبلا تنظيم .. وبلا ملامح ..

ثم تنطلق القطعان على القطعان .. ولتأكل الشعوب بعضها ..ولتتناحر فيما بينها .. ثم تتمزق أشلاء وأشلاء .. ولتشرب أكبر مقلب على مدى تاريخها المديد ..
ثم
تدمير ما بقي من مقدرات ، وثروات ، ومؤسسات ، وقوى تلك الشعوب حتى سماع آخر صوت خوار لها ... ثم تمزيق .. ثم تفتيت.. ثم تقسيم .... ثم توزيع الشعوب ، وأراضيها ، وثرواتها على أمريكا ، وإسرائيل ، وفرنسا ، وانجلترا ، وأعضاء الناتو، والأطلنطي ووارسو ، حتى الإسكيمو هاياخدوا برضه حاجة "تدفيهم"  في ليل الشتا الطويل ..
ثم
تمضي الأجيال تلو الأجيال .. في إثر الأجيال .. خلف الأجيال .. وبعد الأجيال ليقف شخص ما ،  يوماً ما  ، على أرض ما ، ليقول لصاحبه  .. هل تعلم ؟ هذه الأرض التي نقف عليها كانت أرض من ؟

هذه الأرض التي نقف عليها .. في حقبة ما من التاريخ .. كانت تعيش على هذه الأرض شعوب اسمها الشعوب العربية ..

أبيدت تلك الشعوب  ، كما أبادت دولة قديمة اسمها أمريكا شعباً اسمه الهنود الحمر لتقيم إمبراطوريتها على أرضه ..
طب وأمريكا دي راحت فين ؟
بلعتها دولة كبيرة أيامها اسمها "الصين" ..

ربما ما حدث قبلاً في العراق .. ثم بعداً في السودان .. ثم لاحقاً في ليبيا .. ثم الآن في سوريا .. ثم مكتوماً في مصر .. ثم محسوساً في السعودية .. ثم ملموساً في البحرين .. ثم مدروساً في قطر ..

تدمير ، وتقتيل ، وطائفية ، ومذهبية ، وكونفيدرالية ، وشبيحة ، وانفصالية ،  وتقسيمية ، ومنظمات جاسوسية ، وأونطة أمريكية ، وتحريضات صهيونية ،  وغيبوبة عربية .. ربما كل ذلك يحدد لنا الآن- مالم يتغمدنا الله برحمته ونفيق من الغيبوبة -  أي مرحلة من تلك المراحل المسرودة عاليه قد وصلنا إليها انتهاء بالمصير المحتوم ..

المحتوم يا ولدي .. يا ولدي ..
                                                                 الفاتحة ...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !