مواضيع اليوم

أقوام العسل .. خرافة أم واقع ؟؟؟!!

احمد الملا

2017-12-02 20:43:26

0

بقلم : احمد المــــلا

يذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }الأعراف159 ويتفق معه في هذا التفسير لكن باختلاف الألفاظ وطريقة التفسير :

- إن هؤلاء القوم هم( قوم من وراء الصين) ، من وراء نهر الرمل ، يعبدون الله بالحق والعدل ، آمنوا بمحمد وتركوا السبت ، يستقبلون قبلتنا ، لا يصل إلينا منهم أحد ، ولا منا إليهم أحد . فروي أنه لما وقع الاختلاف بعد موسى كانت منهم أمة يهدون بالحق ، ولم يقدروا أن يكونوا بين ظهراني بني إسرائيل حتى أخرجهم الله إلى ناحية من أرضه في عزلة من الخلق ، فصار لهم(سرب) في الأرض ، فمشوا فيه سنة ونصف سنة حتى خرجوا وراء الصين ; فهم على الحق إلى الآن . وبين الناس وبينهم بحر لا يوصل إليهم بسببه ذهب جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم إليهم ليلة المعراج فآمنوا به وعلمهم سورا من القرآن وقال لهم : هل لكم مكيال وميزان ؟ قالوا : لا ، قال : فمن أين معاشكم ؟ قالوا : نخرج إلى البرية فنزرع ، فإذا حصدنا وضعناه هناك ، فإذا احتاج أحدنا إليه يأخذ حاجته . قال : فأين نساؤكم ؟ قالوا : في ناحية منا ، فإذا احتاج أحدنا لزوجته صار إليها في وقت الحاجة . قال : فيكذب أحدكم في حديثه ؟ قالوا : لو فعل ذلك أحدنا أخذته لظى ، إن النار تنزل فتحرقه . قال : فما بال بيوتكم مستوية ؟ قالوا لئلا يعلو بعضنا على بعض . قال : فما بال قبوركم على أبوابكم ؟ قالوا : لئلا نغفل عن ذكر الموت . ثم لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا ليلة الإسراء أنزل عليه : وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون يعني أمة محمد عليه السلام . يعلمه أن الذي أعطيت موسى في قومه أعطيتك في أمتك . وقيل : هم الذين آمنوا بنبينا محمد عليه السلام من أهل الكتاب . وقيل : هم قوم من بني إسرائيل تمسكوا بشرع موسى قبل نسخه ، ولم يبدلوا ولم يقتلوا الأنبياء .

ويعتبر تفسير الطبري بالدرجة الأولى من أفضل التفاسير عند ابن تيمية حيث يقول عنه (أما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين كمقاتل بن بكير، والكلبي. ) ويقول بأن تفسير القرطبي ( خير من تفسير الزمخشري بكثير وهو أقرب إلى طريقة أهل الكتاب والسنة، وأبعد عن البدع ) وهذا ما ذكره في كتاب الفتاوى الكبرى الجزء الثاني في الصفحة 254-255 ...

وهنا نلاحظ وكما يقول المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة الثالثة عشرة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " ) في تعليق له على ما جاء في تفسير الطبري والقرطبي قال فيه :

{{... إذن ليس فقط المهدي المسردب وعندنا أقوام مسردبة أيتها العقول المارقة، أيتها القلوب التي لا تفقهه والعيون التي لا تبصر والآذان التي لا تسمع، الذين كذبوا بآياتنا، إذن عندنا قوم النفق، قوم السرب، وقوم العسل، هذه تضاف إلىى المصطلحات، المسردب والمعسل، والمنفق، إذا صحت هذه الألفاظ والكلمات والمسرب أو المسرب أو ما يرجع إلى هذا، هؤلاء أقوام ونحن نتحدث عن شخص.... إذن هؤلاء هم نفس القوم الذين انفصلوا عن اهل السبت، يقول: امنوا بمحمد وتركوا السبت يستقبلون قبلتنا لا يصل إلينا منهم أحد، ولا منا إليهم أحد، أين هم؟ أين يعيشون؟ كيف يعيشون؟ كيف هم في وضع، في مكان، في دولة، في مدينة، في قرية، في سرداب، في نفق، في سرب، في عسل، وصار لهم آلاف السنين، يعني من حادثة سرداب المهدي عليه السلام التي يستخف بها المارقة، وهم ما قبل هذه الحادثة، من زمن وعصر موسى، من زمن بني اسرائيل، من عصر أيام السبت، إذن لهم من هذا الاختفاء والتخفي والسربية والنفقية والعسلية وما وراء الصين والصينية آلاف السنين، أطول من عمر سرداب وحادثة المهدي عليه السلام .... هذا هو تاريخ المسلمين، هذا هو تفسير المسلمين، هذا هو تراث المسلمين، هذه هي ثقافة المسلمين، هذه هي كتب المسلمين، ونحن من المسلمين عندنا ما ورد عن أهل البيت فنأتي به وعندنا ما نُسب إلى أهل البيت فنرفضه ولا نقبل به كما نُسب إلى جدهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الآلاف ومئات الآلاف من الأحاديث والروايات الباطلة. ونحن لا نلزم أحدًا بل نحترم اختيار المقابل وعليه أن يحترم اختيار الآخرين .... التفت: لا يوصل اليهم بسببه. بينهم وبينهم ما هو؟ البحر، كم يشنعون المارقة التيمية جماعة التوحيد الأسطوري جماعة الخرافة، جماعة الأساطير، التي ما أنزل الله بها من سلطان، كم يشنعون على بعض الشيعة ممن يطرح أطروحة الجزيرة الخضراء ووجود المهدي وأتباع المهدي – نحن الآن لا نعلم ولسنا في مقام التحقيق عن هذا الأمر ولم يثبت عندنا هذا ولم نحقق فيه، لكن يوجد عندنا ( الشيعة) هذه الأطروحة يوجد هذا الرأي، يوجد هذا المحتمل، على نحو الاحتمال على نحو الأطروحة المهدي في مكان ما، في جزيرة ما، وله أتباع ويعيش كما يعيش الناس، ما الفرق بين هذه وبين قوم العسل والنفق والسرب؟!! وهم قد سبق المهدي بآلاف السنين ولا زالوا هم موجودين هناك ...}}.

وهنا نسأل ابن تيمية وأتباعه خصوصاً وإن تلك التفاسير خالية من البدع وتمثل السنة كما عبر عنها ابن تيمية فنسأل : هل قضية السرداب بدعة في نظركم ؟ إذا كانت بدعة فكيف تؤمنون بما هو أكثر ابتداعاً منها ؟ إن لم تكن مسألة أقوام العسل بدعة وخرافة وهي وواقع وحقيقة فلماذا قضية الغيبة في السرداب خرافة وخيال وتكفرون الناس على الاعتقاد بها ؟ فهؤلاء أقوام أطال الله في أعمارهم إلى أن ينزل عيسى " عليه السلام " وهم أقدم من المهدي بآلاف السنين وهم ليسوا أنبياء ولا أوصياء بل قوم من البشر المكلفين وليس لهم كرامات ومع ذلك أدخرهم الله إلى اليوم المعلوم أو يوم نزول عيسى وخروج المهدي الذي هو من ولد فاطمة وعلي " عليهم السلام " فلماذا تؤمنون ببعض وتكفرون ببعض ؟.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات