مواضيع اليوم

أقلام تقطر دماً..!!

محمد أبوعلان

2011-06-14 23:17:10

0

محمد أبو علان:
من يخالفهم الرأي فهو خائن، ومرتبط بالغرب ومطبع، هذا هو تفكير بعض المثقفين في بلادنا فلسطين، فهم يجيزون لأنفسهم التنظير لفلان وعلان من أنظمة القمع والاستبداد العربي، في الوقت الذي يُحَرمونَ على غيرهم انتقادهم أو انتقاد وجهات نظرهم تجاه أنظمة حكم دموية كنظام بشار الأسد على اعتبار أن آرائهم مقدسة، وأنظمة القمع هي أنظمة مقاومة وممانعة.

 


الدكتور عادل سمارة مفكر وشخصية فلسطينية أكاديمية، لها عطاء فكري كبير، وعلى الرغم من كل هذه القدرات إلا أنه لا يتمتع ولو بالحد الأدنى من المقدرة على قبول الآخر والتعاطي مع وجهات النظر المخالفة من منطلق الرأي والرأي والآخر، وهذا ما ظهر في مقالةٍ كتبها تحت عنوان "عن اليرموك ومثقفين مخترقي".
فهو من المعتقدين وبقوة إن ما يجري في سوريا من انتفاضة شعبية ضد النظام السوري عبارة عن مؤامرة غربية تهدف لتقسم سوريا وتحويلها لعراق آخر عقاباً لها على احتضان ودعم المقاومة الوطنية الفلسطينية واللبنانية، ولوقوفها ضد المشروع الأمريكي في المنطقة العربية، ومعتقداته كذلك تخون وتتهم بالتطبيع كل من يعتقد بصدقية وعدالة الثورة السورية.
إلى زمنٍ ليس ببعيد كنا مع النظام السوري في دعمه للمقاومة الوطنية اللبنانية، واستضافته لقادة المقاومة الوطنية الفلسطينية، ومعارضته للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية، ولكن هذا الدعم للمقاومة والمعارضة للسياسة الأمريكية لا يتعارضا مع حق الشعب السوري في حياةٍ كريمة وديمقراطية تضمن مشاركة سياسية فاعلة لكل شرائح المجتمع السوري بمختلف آرائها الفكرية، وليس من الوطنية دعم حرية الشعوب الأخرى وقمع الشعب السوري وحرمانه من حرية حقيقية.
ولم يتوانى الدكتور سمارة أيضاً في الدفاع عن مجزرة مخيم اليرموك والتي سقط فيها (14) شهيداً فلسطينياً بنيران عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، واعتبر أن الجموع الفلسطينية كانت على خطأ، وهاجم كل من أدان ما قامت به الجبهة الشعبية- القيادة العامة في مخيم اليرموك،.
حتى لو أخذنا برواية وقراءة الدكتور عادل سمارة وأصدقاءه من دمشق لأحداث مخيم اليرموك، فلا يوجد مبرر لاستخدام الأسلحة النارية والقناصة في قتل متظاهرين عزل قيل أنهم حاولوا إحراق مجمع الخالصة التابع للقيادة العامة في المخيم، وكان بالإمكان حل الإشكاليات بسبل ووسائل عدة لو لم تكن نية القتل مبيته في ذهن وعقل من أخذ قرار إطلاق النار على المتظاهرين العزل.
نحن لا ننكر على الدكتور عادل سمارة ولا على غيره حقهم في الدفاع النظام السوري، وعن تبجيل وقول قصائد الغزل السياسي بمن يشاء من فصائل العمل الوطني الفلسطيني وقادتها، وقراءة الأحداث بالشكل الذي يريد، فهو أكاديمي وباحث وله المنطلقات والمعتقدات التي يستند عليها، ولنا كذلك تفكيرنا ومعتقداتنا.
لكن هذا لا يعطيه الحق في أن يكيل سيل من اتهامات التطبيع والتخوين لكل من يقف إلى جانب ثورة الشعب السوري ضد نظام الظلم والاستبداد في دمشق، وكان حريٌ به أن يوجه نصائحه السياسية للنظام السوري، ولقيادة القيادة العامة قبل أن يوجه اتهاماته لمن يعارض وجهة نظرة، ويعارض سياسية النظام السوري في قمع وتهجير أبناء شعبه.
فليس من الحكمة ولا من الموضوعية اعتبار كل من أدان جريمة القيادة العامة في مخيم اليرموك، أو وقف ضد جرائم بشار الأسد في درعا وجسر الشغور وحلب وحماة وغيرها من المدن السورية بأنه "شيوعياً قديماً يفتخر باعترافه “بإسرائيل”، وأن يكون كارهاً للكفاح المسلح أو كل كفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي " على تعبيره.
فإن كان هذا موقف الدكتور عادل سمارة وأمثاله في من يخالفهم الرأي حول ثورة الشعب السوري ومجزرة أحمد جبريل في مخيم اليرموك، لا لوم ولا حق لهم علينا إن اعتبرناهم من الكتاب الذين تقطر أقلامهم دماً لدفاعهم عن أنظمة حولت شوارع عواصمها لأنهار من الدماء ليس لسبب إلا لتمسكها بالسلطة، ورفضها للقيام بأية إصلاحات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية في بلادهم، ولدفاعهم عن تنظيم فلسطيني اختار لنفسه بأن يكون فرعاً وذراعاً للمخابرات السورية في منظمة التحرير الفلسطينية ومخيمات الشتات في لبنان وسوريا.
moh-abuallan@hotmail.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !