من يتابع الشأن الفلسطيني الداخلي يظن أن السلطة الوطنية وحركة فتح بقدر ما هم حريصون على الوحدة الوطنية وإصرارهم على تنفيذ المصالحة والتوقيع على الورقة المصرية أن هذا من منطلق أن حركة فتح والسلطة ليس بوسعهم المواجهة العسكرية مع حماس ... قد يكون هذا التعبير صحيحًاً من ناحية حرمة الدم الفلسطيني بنظر حركة فتح والسلطة الفلسطينية ولكن بعيدًاً عن العواطف وتلطيف الكلمات والعبارات فإن السلطة الوطنية الفلسطينية ومن يقف خلفها من قوى م.ت.ف تمتلك من القوى العسكرية والسياسية والدعم الشعبي والوطني والعربي والدولي ما يمكنها من إجتثاث حماس من جذورها التي هي أوهن من جذور نبتة الذرة إن صح التعبير ... ولكن ما الذي يجعل السلطة الوطنية تصبر على ذلك الإنقلاب الذي أرجع القضية الفلسطينية إلى منتصف القرن الماضي لا والأدهى من ذلك حين يخرج منهم على الشاشات الفضائية أشباه الرجال ويتبجحون بالعبارات والألفاظ التي لا تصلح إلا بأن يُنعتوا بها هم أصحاب الماضي الأسود والحاضر الأشد سوادًاً من قلوبهم أصحاب تجارة الأنفاق والدماء ... إن الجواب على تلك الأسئلة وغيرها مما يجول بذهن أي متسائل عن سبب صبر السلطة هو فقط الرئيس محمود عباس أبو مازن الذي كان وما زال يتعامل بعقلية الشعب الواحد وأننا نحن أصحاب المشروع الوطني ولا يمكن لنا أن نتعامل بنفس إسلوبهم بالتعامل مع الأحداث ... إن هذا يا سيادة الرئيس صحيح إنه نابع من حرصك على الدم الفلسطيني وأنك تمثل كل الشعب الفلسطيني بما فيه حماس الذي أشك في فلسطينيتهم بمشاهدتي لأعمالهم التي لا تصب إلا في مصلحة الإحتلال قد يكون نابع من طيبتك ووطنيتك لكن تلك الفئة الخارجة عن الصف الوطني لا بد لها إلا أن تعرف حجمها فقد تهيأ لها إنها قوة عظمى ولديها جيش لا يُشق له غبار ... وهذا حسب المثل الذي يقول يافرعون شو اللي فرعنك ؟ قال ملقيتش مين يوقفني وهذا ما حصل بالضبط مع الإنقلابيين فسروا الحرص على الدم الفلسطيني والوحدة الوطنية وعدم المس بالمحرمات بالوهم ووصلت بهم الوقاحة أن يرددوها علناً ...
فأي شعب واحد وأي دم واحد الذي قطع الإنقلاب الأسود والحقد الأعمى كل نسيج إجتماعي بين الأخ وأخيه والولد وأبيه ..؟ إن هؤلاء يا سيادة الرئيس لا يفقهون إلا لغة الحراب ولا يفهمون إلا لغة القوة وأقسم لك بكل ما هو مقدس أنهم أوهن من الوهن وأجبن من الجبن تراهم يتشدقون بالكلمات النابية أمام الناس أما هم من الداخل فيعرفون جيداُ ماذا أقصد والتجارب السابقة معهم ومع قياداتهم خير دليل على غبائهم وقصر نظرهم ...
إن الدم لا يغسله إلا الدم ودائمًا على الظالم تدور الدوائر وأن الماضي لا يمكن له أن يعود وعربة الزمن لا تعود للخلف ولكن أريد أن أذكرك يا سيادة الرئيس بأن ما منعتنا عنه وهددتنا بمحاكمة عسكرية إن نفذناه كان لا بد له إلا أن يُنفذ حتى لو علقت رؤوسنا حينها على أبواب المنتدى بغزة ورحم الله الشهيد سميح المدهون الذي كان يرجوك معنا على الموافقة ولكنك رفضت ..! ليتنا فعلنا ما كنا نخطط له وليتنا نفذنا بدون علمك وبعدها يمكن لنا أن نجد لنا مخرج من ما فعلنا ... والنتيجه كانت مضمونه وكفيله بالقضاء علي رؤوس تجار الدم من حماس وما يسمي بالقسام ..
إن من يهمه أن تعود غزة لحضن الوطن ومن يهتم برفع الظلم الواقع على شعبنا وأهلنا في القطاع الصامد لا بد له إلا أن يعرف شيئاً واحدًاً وهو أن غزة لن تعود إلا بالقوة وهي موجودة وبإفراط ونمتلك زمام المبادرة ونعرف جيدًا الزمان والمكان الذي يوجعهم فهم عصابات من المرتزقة أصحاب السوابق الأمنية والأخلاقية ومنهم عدد كبير يعتبر عمله مع تلك العصابات كوظيفة يأكل براتبها خبزًاً معجون بدماء المظلومين في غزة التي سيهب شيوخها وأطفالها ونسائها قبل رجالها ليساعدونا بالقضاء على أولئك الخوارج حينها يا سيادة الرئيس سيأتونك حبوًا يتمنون منك الصفح والسماح الذي أُحبذ أن يطلبوه من أمهات وزوجات وأبناء وإخوان الشهداء الأبطال التي سالت دمائهم غدراً لتروي تراب قطاعنا الصامد وتكون شاهدة على ظلم ذوي القربى ... هذا هو الحل الصواب وأقصر الطرق للرجوع إلى الشرعية ولأهلنا وأحبتنا في قطاع غزة الصامد ...
التعليقات (0)