مواضيع اليوم

أقسى من الإعدام

حسن محمد لمعنقش

2010-09-06 16:33:04

0

في مقهى الحي، التفت "الحوس" إلى الشرقي قائلا:
- لماذا الإبقاء على حكم الإعدام بالمغرب، مع أنه لدينا مايشبهه؟
سأل الشرقي:
- ما الذي يشبه الإعدام لدينا في المغرب؟
طرح السؤال، ثم أصغى بأذنيه حتى لاتفوته كلمة من الجواب. فهو يعرف أن صديقه "الحوس" سيلقي بنكتة، قد ينفجر لها ضاحكا حتى يستلقي. قال "الحوس":
- ألا يكفي أن لدينا قناتين تزهقان أرواحنا كل يوم ببرامجهما التافهة ؟
- ولكن هذا ليس إعداما !! أجاب الشرقي مستغربا. فما عليك ، إن أحسست بارتفاع الضغط الدموي لديك، سوى أن تبحث عن قناة أخرى خارجية. والقنوات اليوم كثيرة جدا، و لله الحمد والمنة .
- ما أقصده غير ما ذكرت. فعوض الحكم بالإعدام على متهم اقترف مايوجب ذلك، يمكن الحكم عليه بالحبس في بيت بابه محكم الإغلاق، وذي كوة صغيرة لاينفذ منها إلا الهواء وبصيص من الضوء، لكن لديه كل وسائل الراحة وما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة...
قاطعه الشرقي:
- إنه النعيم إذن ... وليس الإعدام !!
أجاب "الحوس":
- دعني أتم كلامي، فمنطوق حكم الإدانة للمتهم لم يذكر كله، إذ هناك عنصر أساس من عناصره هو: وجود جهاز تلفاز في البيت مبرمج على البث ليل نهار دون توقف، وبالتحديد بث برامج قناتينا فقط !! فلايستطيع المتهم المدان أن يغلقه، وليس له الحق ولا القدرة على اختيار أي قناة أخرى سوى إحدى القناتين المذكورتين !!
تخيل الشرقي نفسه في ذلك البيت، فصاح مرتعبا:
- ما أقساه من حكم "نيروني" !! (1) لو حدث ماقلت لصاح كل متهم قبل النطق بحكم إدانته أمام القاضي : "سيدي، لي رجاء واحد هو مضمون كلمتي الأخيرة أمام هيئتكم الموقرة، وهو: أن تحكموا علي بالإعدام شنقا أو رميا بالرصاص أو ... إن كنتم ستحكمون علي بالحبس مع القناتين !! أريد – سيدي – إعداما... أريد إعداما... !!
ختم "الحوس" بقوله:
- قد يصيح متهم آخر حينما يسمع إدانته بالإعدام: يحيى العدل... !!...يحيى العدل... !!
_______________
1- نيرون:أو نيرو (37 – 68) -ابن كلوديوس بالتبنى- كان خامس وآخر إمبراطور الأمبراطورية الرومانية .
بدأ نيرون حكمه وسنه 16 سنة، وأنغمس في اللهو، فأصبح حكمه كابوسا مخيفا للشعب. وعرف عنه بذخه وحبه للعطور حتى قيل انه في عهده كان سقف الدعوات يُمطر رذاذاً من العطور والزهور .
كثرت في عهده المؤامرات والإغتيالات السياسية ، واشتهر بإحراق روما، وهلك في هذا الحريق آلالاف من سكان روما. واضطهد المسيحيين، فكان يتلهى بتقديمهم للوحوش الكاسرة أو حرقهم بالنيران أمام أهل روما في الستاديوم.
مات منتحراً في عام 68.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !