مواضيع اليوم

أقدامكم علي روؤسهم-كتبت: وفاء النجار

فلسطين أولاً

2009-12-14 06:22:58

0

أقدامكم علي روؤسهم-كتبت: وفاء النجار
 

رام الله-الكوفية-كتبت: وفاء النجار-

 

بسام ... رجل ليس كباقي الرجال ، وجرحه ليس كبقيه الجراح ، ولكنه السيد والمتكبر .. كسر ألامه فصار سيدها وتكبر علي جرحه فطوعه لآمره .
 
 
شق روحنا نصفين عندما ترجل من سيارة الإسعاف واقفا علي قدمين !! إبتسامة ثغره وبريق الآمل المطل من عينيه , إرتفاع هامته وصلابة وقفته وسرعه خطواته بإتجاهنا !!!!! فنسينا للحظات أنها أقدام صناعيه .
 
 
ولكن عندما شقت أحداقنا الدموع وانهمرت تحرق الجفون فينا والقلوب عدنا وعاد جرحنا ينزف .
 
 
حاولنا أن نعيش اللحظه وروعتها ونجاري الفرح في عيونه ونترجمه نبضات أمل ندسها بين نبضات قلوب أعياها الآلم والحزن ، ولكنه ذاك الملعون القهر وجبروته أبى علينا ذلك وأنزل ستار حديدى بيننا وبين اللحظه ليذكرنا بما لم ولن ننساه أبدا .
 
 
تركت بسام يمر من أمامى بين رفاقه والآخرين المنتظرين لتهنئته ، وأسندت ظهري للحائط ألوم نفسى على إفساد لحظات فرح قليلا ما تأتي ، فهاجمنى قهرى قائلا : يفرح من أمتلك شى لم يكن لديه !! يفرح من تأتيه هبه سماويه تضرع لها ، فشقت السماوات السبع وجاد بها رب العباد علي عبده !!!!! وبسام كان يمتلك ساقين ورب العباد خلقه كامل الهيئه ولم ينتقص منه وأمره أن يسعى في الإرض كبقيه الخلق ماشيا لا زاحفا ، ولكن هناك من تحدى إرادة الرب وروابط الدم وصلات الرحم ، وداس أرضا تشبعت بدماء الشهداء وأزهرت الحنون علي جنباتها وسعى في الأرض قاتلا ومعذبا أخاه .
 
 
هل ننسى بسام ابو ركبه ، وهو يروى لنا كيف كانوا يخيرونه بأى ساق يفضل أن يبدوا البتر !!! وهو لا يدرى كم عدد الرصاصات وضربات السكاكين التى أخترقت ساقيه وجسده الى أن راى بعينيه ساقيه وهما ينفصلان عن جسده بين ضحكاتهم الهستيريه وترديدهم على مسامعه الى أن غاب عن الوعى ( سنجعل صراخك يطيح بالمبانى من حولك ) !!!
 
 
ابو ركبه قاتل لآخر لحظه في معركة فرضت عليه عندما حاصره وأخرين مرتزقه الدين والجهاد فى أحد المنازل أثناء إغتيال القائد جمال أبو الجديان ، وتوقف ليس لنفاذ ذخيرته ولا خوفا على حياته ، بل لانه راى الرعب في عيون الطفلين المحاصرين معه وهما متشابكان يرتجفان ، وصواريخ الياسين وقذائف القسام كالغربان الجائعه تلتهم الجدران !!! الفتحاوى المقاتل داخل بسام أبى عليه أن يكون سببا فى مقتل الطفلين ، وأختار أن يؤسر أو يقتل وحده فأستسلم للقتله .
 
 
وعندما إقتادوه والطفلين صرخ مالكم والأطفال ، فكانت أول الرصاصات بإتجاهه !!! وعندما أرتعد أحد الطفلين مما راى قال لهم ( أنا صامد أبو الجديان ، أنا ابويا شهيد طختة الطياره من فوق ) فكانت مكافأته زخات الرصاص علي احدى ساقيه الي أن بترت !!!
 
 
نزعت نفسى من سواد أفكارى وإنضممت لبسام والآخرين ، وكان جالسا بين الجميع يضحك ويمازح رفاقه  رفاق الدرب والسلاح وأزقه غزه الجميله !!! كان البعض منهم إما علي كراسى متحركه أوعلى أطراف صناعيه او بلا أحدى عيونهم .
 
 
كان يضحك وهو كاشفا عن الأطراف يحكى لهم كيف كان بتدرب ليل نهار ليقف عليهم ويمشى سريعا ، ومازحه عزام قائلا : شو هالرجلين الحلوين هادول !!! المره الجايه أزرع شعر ، وأضاف غطاس : ولك يابسام كنهم مركبينلك بلف وشاحن للرجلين !!! وضحك الجميع ولمعت العيون بفرح حقيقى .
 
 
شعرت لحظتها بأنهم الأقوى ، وأن من أمتشق السلاح وأعيا الاحتلال وجابهه الطيران والصواريخ والإغتيال  وأسقط سلاحه أمام أخو الدم والرحم والآرض والدين ، وأرتضى لنفسه الشهاده أو الإعاقه الجسديه عن إعاقة أمر ربه وتعاليم دينه ، لهو الآقوى والابقى !!!
 
 
وغمرني فرح حقيقى لا يشوبه حزن أو قهر ، هؤلاء رجال لا يقهروا !!! ولا يهمهم ما فقدوه ما دامت قلوبهم نابضه بالأمل وعزيمتهم صلبه لا تلين وذاكرتهم قويه لا تنسى وإيمانهم بالله والفتح لا ينقص .
 
 

وبعدها توقف الجميع عن الحديث فجأة وتوجهت العيون نحو بلال ، هذا الفتى الهادئ الملامح والطباع ، وهو على كرسيه المتحرك بلا ساقين ، وعلى وجهه إبتسامه ملائكيه جميله ، قالوا له : ها يابلال المره الجايه حنكون بنستناك أنت ونباركلك ، بلال الفتى الصغير الذى شاهد إغتيال أثنين من أخوته على ايدي حماس الزنادقه ونجى هومن المذبحه بإعجوبه وأضائت عينيه ببريق أمل رائع ،  تمنيت لحظتها أن يراه السيد الرئيس أبو مازن   فنظرة الفرح في عيون بسام والامل في عيون بلال تترجم أسمى أيات الشكر نيابة عن كل من تلقى العلاج والرعايه والاهتمام ، وكل من يتنظر دوره وهو واثق أنه لن يخيب ظنه !!! ونحن ايضا نفرح مع من عبروا الى دروب الامان ، وننتظر مع من ينتظر ، ونتمنى أن نقتل قهرنا ونبقى علي ذاكرتنا كى لا ننسى ......... فصبرا غزتنا الحبيبه ... ويا جرحانا ، أقدامكم على روؤس من بتروها داستها وسبقتكم الى الجنه .

                                                                                                                                     

       

                                                            





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !