تاريخ النشر: الجمعة 8/10/2010م الساعة 18:56م
بدت المصالحة الفلسطينية وكأنما حل يلوح في الأفق لتوهم الواهنون بأن هناك حل، ولنبني أحلامنا على وهم مصنع حمساوياً كان هدفه مواكبة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لتجد له نقطة في بحر الإعلام المتدفق على هذه المفاوضات، رغم الصعاب التي تمر بها القيادة الفلسطينية وعلى مختلف الجبهات الداخلية مع حركة شاس –حماس- ، والجبهة التفاوضية مع إسرائيل والضغوط العربية والدولية عليها لقبول أمر غير مقبول.
بدأ المخطط للمصالحة وبدأت كواليس التفاوض مع حركة فتح تأخذ جولات وجولات على أمل الوصول لتفاهمات تؤدي لحل هذا النزاع ، لكن يبدوا أن الأمور غريبة عندما تحاك في المطبخ الإعلامي الحمساوي على كافة الجبهات الإعلامية والدعوية في مختلف أنحاء قطاع غزة، من خلال فضائية وإذاعة الأقصى إضافة للتعميمات الداخلية لأبناء القسام ومفاصل الحركة في المناطق إضافة إلى خطباء الورق المكتوب على المنابر الدينية ، لتعلم بأن المفاوضات عبثية ولا تجنى إلا الدمار للشعب الفلسطيني، ولا الرئيس عباس ولا منظمة التحرير لهما الحق في التفاوض عن الشعب الفلسطيني، وان حماس باقية على عهد المقاومة – هي لله هي لله - وأنها تسعى لمد يد المصالحة، ولكن هناك أجندات من الخارج تنفذها السلطة الفلسطينية وحركة فتح لسحق القضية الفلسطينية كما يدعون، هذا ويرافقه الظهور الإعلامي لأفاعي حماس كالزهار والبردويل وابوزهري وبربور والمصري وغيرهم من لهم مصالح دنيوية ومشاريع استيطانية في قطاع غزة، ليحاربوا كل تصالح وكل تقارب ينهي حالة الانقسام، وبهذا تكون الماكنة الإعلامية كما الإسرائيلية تتحرك باتجاه هدف واحد هو السيطرة والتحكم بقطاع غزة ومجاراة وسائل الإعلام بالمصالحة الزائفة إلى أن تصل لطريق مسدود وتحميل السلطة الفلسطينية وحركة فتح بالمسؤلية عن الفشل.
سحقاً لهذه الحركة السرطانية التي تسعى فساداً ودماراً للحياة والنسيج الفلسطيني، ولتعلم حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية والجهود العربية بأن حماس لا تريد مصالحة وهذا واقع الأمر في نفوس أهالي قطاع غزة لما يعايشونه من واقع لهذه الحركة اللعينة وثراء وفساد قيادييها، إن الحلم الذي طالما حلمت به القيادة الفلسطينية هو وهم في حقيقته وواقع في وسائل الإعلام، ولا يمكن تحقيق هذه المصالحة طالما أن هناك مصالح اقتصادية ونفذ عسكري وسياسي على قطاع غزة.
قيادتنا الفلسطينية أحيانا يحتاج الأمر إلى حكمة وحنكة عندما تتجه الأمور إلى حلول مقنعة، وصدق الآخر في نواياه وفي اهتمامه بمصالح الشعب الفلسطيني، ولكن لا يمكن ألآن تستمر هذه الحنكة والحكمة لتزيد من معاناة الشعب يوما بعد يوم، أما آن الأوان للقيادة الفلسطينية أن تتخذ موقفا أكثر حسما في قراراتها السياسية والعسكرية بالتحديد، إذ فشلت المفاوضات ستنسحب منها أيها الريس وقد تقدم استقالتك، وإذا فشلت جهود المصالحة ماذا ستكون ردة فعلك هل هي كامعتاد في كل مرة ، مؤتمر صحفي وتوضيح موقف القيادة ومن الذي فشل وتراشق الاتهامات، أم مزيداً من الجهود العربية الإضافية .
لقد مللنا سيدي الرئيس من هذه الحماقات التي تتلاعب بالقيادة الفلسطينية وبالمشروع الوطني الفلسطيني، ألا نتذكر سوياً ما قاله الشهيد الراحل ياسر عرفات في الأمم المتحدة حاملا «غصن الزيتون وبندقية الثائر» ويقول لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.
سيدي الرئيس لقد سقطت غزة سقطت غزة ولم تعود إلى الحضن الفلسطيني، والحكمة أن لا نرى شعبنا يعاني من وضع فلسطيني قائم بالأمر الواقع يعاني الويلات والويلات ونذهب ونتركه لندخل في مفاوضات إسرائيلية كما الحمساوية لا نهاية لها ولا ناتج من وراءها، أما آن الأوان لان نفيق من هذا السراب.
التعليقات (0)