الحرية المطلقة التي يقوم الغرب بالترويج لها في الوطن العربي تجد للأسف من المغيبة عقولهم من يقوم بتقديم كافة انواع الدعاية المجانية لها تحت شعار أنا تشارلي والتعاطف مع ضحايا الصحيفة تحت مسمى الإنسانية والتعاطف الإنساني. تلك النوعية من المخلوقات يجب القبض عليها وإيداعها مصحات الأمراض العقلية والنفسية فعلى الرغم من إدانتي للقتل وإستخدام الوسائل العنفية للرد على مثل تلك التصرفات الخرقاء فإن ما تقوم به الصحيفة الفرنسية ليس من حرية الرأي والتعبير في شيئ بل تفاهة وسخافة وبصراحة وقاحة. إن ذالك يعيدنا إلى جذور المشكلة الأساسية وهي متعلقة بتصوير الأنبياء والصحابة والسخرية منهم ولكن قبل أن نتحدث عن ذالك هناك أمور بسيطة منها ماهو له علاقة بالصحيفة نفسها ومنها ماله علاقة بالحادثة أود أن أمر عليها قبل إكمال الموضوع. وقد تظنون أنه مع تقدم الزمن فإن مفهوم حرية الرأي والتعبير يتقدم ويتطور ولكن بالرجوع إلى الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية فإن فرنسا حاكمت رسام كرتوني ساخر يدعى فيليب روبرشت لأنه سخر من اليهود وحكمته أشغال شاقة مؤبدة كما نفذت حكما بالإعدام شنقا بحق كاتب وصحفي يدعى يوليوس سترايكر بتهمة الكتابة والتحريض ضد اليهود. قامت الصحيفة بطرد رسام الكارتون السياسي موريس ساينت(Maurice Sinet) سنة 2009 بسبب رسم كرتوني سخر فيه من تحول إبن الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي إلى اليهودية لأسباب مالية والتهمة معاداة السامية. الصحيفة الفرنسية شارلي هيبدو هي نفسها وريثة صحيفة فرنسية تم إغلاقها في السبعينيات وتدعى هارا كيري والتهمة السخرية من الجنرال والرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول. في فرنسا نفسها تم محاكمة فنان كوميدي فرنسي يدعى ديودوني(Je suis Dieudonné) بتهمة معاداة السامية لأنه سخر من اليهود والمحرقة في عروضه كما سمعت مؤخرا أنه يواجه محاكمة أخرى بنفس التهمة لأنه لم يرتدع برأي السلطات الفرنسية ولم يتحول إلى مواطن فرنسي مدجن وأليف محب لليهود متعاطف معهم. سوف لن نذهب بعيدا ففي كندا يواجه مواطن كندي مسلم يدعى جيري ريديك(Jerry Reddick) المحاكمة لأنه سخر من أحداث 9\11 والهولوكست على تويتر. وأود التنويه ان الخبر مازال طازة يعني فريش(Fresh) منذ يومين حتى لا اتهم بأنني أجلب أخبارا بايته منتهية الصلاحية. الحريات في فرنسا وأوروبا بشكل عام مكانك سر رغم تقدم الزمن وتقدم العلوم الإنسانية. وحتى في كندا ولكن ماذا عن الولايات المتحدة التي توصف بانها أم الحريات بل وابوها وخالتها وعمتها والعائلة كلها والتي قام الأباء المؤسسون بكتابة مايوصف بأنه أعظم دستور كتب لدولة على وجه الكرة الأرضية. هل سمعت بمقدم البرامج التلفزيونية بيل ماهر؟ هل سمعتم ببرنامجه(Politically Incorrect)؟ هل سمعت بأنه تم إيقافه بشكل نهائي وإخبار المذيع أن يجلس في منزلهم حتى يتربى ويصبح مدجنا وإنسانا أليفا؟ السبب هو أنه إنتقد الجهود الأمريكية في مكافحة الإرهاب إثر أحداث 9\11. على فكرة هو الأن تحول 180 درجة وأصبح ينتقد الإسلام والإرهاب الإسلامي كما يزعم فتم السماح له بالعودة للشاشة الفضية. والقمة الهزلية للسخرية هي تلك المظاهرة ضد الإرهاب في باريس والتي شارك فيها رعاة الإرهاب ومن يستضيفون معسكرات تدريب الإرهابيين على أراضيهم وخصوصا نتنياهو الذي قام سفيره في فرنسا بتحذيرها من أعمال إرهابية إذا قام البرلمان الفرنسي بالتصويت بالموافقة على مشروع قانون الإعتراف بالدولة الفلسطينية. من يشككون بالأمر عليهم أن يسألوا أنفسهم لماذا لم يقم الرئيس الفرنسي بدعوة نتنياهو للمشاركة في المظاهرة حتى قام نتنياهو بدعوة نفسه؟ في سنة 2011 قام نرويجي قومي متطرف يدعى أندراوس بريفيك بالهجوم على معسكر شبيبي في إحدى المدن النرويجية فقتل 77 وجرح 319 أغلبهم أطفال فكيف تعاطى الإعلام مع تلك الحادثة؟ الجواب أنها جريمة جنائية. هل تم إتهام المسيحية بالتطرف ووسمها بالإرهاب؟ الجواب هو لا. الإعلام الغربي المنافق قام بعد 5 ثواني من تلقي الأنباء الأولية حول الحادثة بإلصاقها بالمسلمين وعندما تبين لهم أن مرتكبها مواطن نرويجي(أصلي) وليس تقليد(مهاجر) إنطبقت عليهم المقولة الشهيرة [كأن على رؤوسهم الطير]. أدين تصفية الحسابات بتلك الطريقة البشعة فهناك طرق قانونية وقضائية ومن الممكن إنشاء صحيفة ساخرة تسخر من كل شيئ في فرنسا بداية من الرئيس وزوجته وحتى صحيفة شارلي هيبدو نفسها ومحرريها وحياتهم العائلية ولكن القتل لا يجعل الأخرين ينضمون لجانبك ويناصرون قضيتك. هناك مجموعة من الأسئلة بدون إجابة وعلى من يقول أنه شارلي هيبدو البحث عن إجاباتها أولا: 1- كيف دخل القتلة المأجورون إلى مبنى صحيفة من المفترض أنه تحت الحراسة المشددة لتلقيهم تهديدات وصفت بأنها جدية خصوصا بعد الرسم الذي سخر من الخليفة الداعشي أبو بكر البغدادي؟ 2- أين القوات الأمنية ومن منحهم كود(رقم) الدخول الرقمي لمبنى الصحيفة؟ 3- لماذا قتل المهاجمون 12 صحفيا ولم يقوموا بالمساس بالأجهزة والمعدات وأجهزة الكمبيوتر التي كانت تحوي الروسمات المسيئة؟ لماذا لم يقوموا بتدمير أرشيف الصحيفة المليئ بتلك الرسومات؟ 4- أحد الناجيات من الهجوم ذكرت أن أحد المهاجمين كانت له عيون زرقاء بينما المشتبه بهما والذي قتلتهما قوات الأمن الفرنسية لا أحد منهما عيونه لونها أزرق!!! 5- الإحترافية العالية التي تصرف وتحرك بها المهاجمان حتى أن أحدهما إنتبه إلى حذاء وقع منه ولكنه نسي هويته في السيارة؟ تلك نقطة عليها علامة إسنفهام كبيرة. 6- الشرطة الفرنسية إتهمت شخصا ثالثا بمساعدتهما وأنه كان يقود السيارة على الرغم من تبين خطأ ذالك الإتهام والشخص المتهم لديه شهود أنه كان في دوام مدرسته وقت الحادثة. على فكرة من أبسط مبادئ التخطيط لتلك النوعية من الجرائم هو أن سيارة الهروب يكون فيها سائق والسيارة في وضع التشغيل وهو مالم نشاهده في تلك الحادثة. علامة إستفهام أخرى. 7- هل تم قتل الشرطي المسلم ومامدى صحة الفيديو بأن الرصاصة أخطأته ولم تصبه في الرأس؟ وأين الدماء؟ 8- سرعة بث الخبر في وسائل الإعلام المختلفة وسرعة بث تفاصيله وخصوصا الفيديو الذي تم تصويره للمهاجمين في الشارع وبزاوية إحترافية وبجودة عالية. إن ذالك ليس تصوير تلفيون بكاميرا كما يزعم البعض والمصور ليس شخصا هاويا. هل هناك من أخبر أحدهم بموعد الهجوم؟ علامة إستفهام ثالثة. 9- حضور الرئيس الفرنسي بتلك السرعة لمكان الحادثة ولو أن تصرفه كان بناء على ردة فعل طبيعية لإستغرق أضعاف ذالك الوقت في إرتداء ملابسه والموكب والحراسات وتأمين المكان من أجل سلامته وهو رأس الدولة الفرنسية. علامة إستفهام رابعة. 10- البيت الأبيض أصدر قرارا بأن عدم مشاركة الرئيس الأمريكي أو نائبه مرجعه الترتيبات الأمنية والتي كانت سوف تأخذ فترة طويلة وتجعل مشاركة الأخرين أمرا صعبا. والسؤال هنا ماذا عن مشاركة العشرات من الشخصيات التي تتطلب الترتيبات الأمنية المتعلقة بها فترة مماثلة؟ على سبيل المثال رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو وديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني. 11- الإسترخاء الأمني بالنسبة للمشاركين في تلك المسيرة وحتى القتلة المأجورين الذي إرتكبوا تلك الحادثة كان مطمئنين بشكل غير طبيعي, كل ذالك أمر يبعث على الريبة والشك. 12- مسلم متدين شديد التعصب يدفعه تعصبه لإرتكاب حادثة قتل جماعية نصرة لنبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم ويخرج للشارع ليصرخ إنتقمنا لمحمد!!! هكذا محمد حاف بدون الصلاة والسلام عليه!!!من هو محمد الذي إنتقمت له؟ زميلك في المدرسة, جارك, صديق مقرب فمحمد هو أكثر إسم شائع في العالم العربي والإسلامي وحتى في الغرب بين المسلمين. 13- عندما خرج القتلة المأجورون للشارع بعد إرتكاب جريمتهم وكانوا يصرخون إنتقمنا لمحمد فلمن كانوا يصرخون؟ الشارع كما يقولون باللغة العامية لأهل بلاد الشام (مافيه الدومري) لايوجد فيه أحد. هل كانوا يصرخون لمن كان يحمل الكاميرا ويقوم بالتصوير من إحدى الزوايا؟ هل كانوا يعرفون بوجوده ويعرف بتوقيت إرتكاب فعلتهم؟ هل كان الصراخ من باب الكلام إلك وإسمعي ياجارة؟ إن جذور المشكلة الأساسية بخصوص تصوير الصحابة والأنبياء أو السخرية منهم أعمق من أن ألخصها بموضوع قصير ولكن سوف احاول الإختصار فهناك فتاوي من الأزهر بمنع تصوير الأنبياء والصحابة وإن لم يخيبني ظني فحتى الأن فإن فيلم الرسالة ممنوع من البيع في مصر أو عرضه في دور السينما. في الوطن العربي بشكل عام هناك حساسية من أي شيئ يمس الأنبياء وحتى بالنسبة للمسيحيين العرب(الشرقيين) فظهور صورة وجه المسيح عليه السلام في أماكن غير طاهرة يعف لساني عن ذكرها تعد بالنسبة إليهم هرطقة وأمرا غير مقبول بينما في الغرب يعدونها فكرة تجارية مربحة ومعجزة ويستخدمها أخرون على سبيل السخرية والدعابة وخصوصا الملحدين. الغرب لم يفهم تلك الحساسية أو نحن فشلنا بشرحها له أو فشلنا بالتعامل مع المشكلة وفشلنا بإستخدام طرق الضغط المناسبة أو أن اللوبيات العربية والمسلمة في فرنسا وأوروبا وأمريكا وكندا, هاذا إن وجدت, فشلت في أي عمل لتوضيح أسباب حنق المسلمين بخصوص تلك التصرفات وأسباب رفضهم لها. والأن بدلا من المقاطعة الإقتصادية لفرنسا وسحب الإعتراف بالجامعات الفرنسية فهناك حزب كلنا تشارلي. يشتمون نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم ثم تقع تلك الحادثة المريبة ويطلب من المسلمين الإعتذار وربما طلب من المسلمين أيضا التعويض لأسر الضحايا ماليا. وإذا كانت وسائل الإعلام الغربية متعاطفة لتلك الدرجة مع ضحايا حادثة شارلي هيبدو فماذا عن ألاف الضحايا الذين قتلتهم جماعة بوكو حرام في نيجيريا؟ ماذا عن ضحايا التطهير العرقي من المسلمين في بورما؟ ماذا المئات من الضحايا المدنيين لغارات التحالف الدولي المزعومة ضد عصابات داعش في سوريا والعراق؟ ماذا عن مئات الشهداء في قطاع غزة؟ عندما قال الرئيس الليبي معمر القذافي رحمه الله في خطابه بمناسبة ذكرى معركة ساقية سيدي بوسيف في تونس [وهاذا العالم يلي يخدعكم ويقول لكم هاذا عالم متمدين, هاذا عالم همجي, بربري, متخلف, منحط, هو الذي سبب الكوارث في البشرية...إلى أخر الخطاب] كان على صواب. قالوا عنه مجنون ولكن الأيام أثبتت صحة كل كلمة قالها رحمه الله. https://www.youtube.com/watch?v=WjTFLAuPmuw رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة http://science-culture-knowledge.blogspot.ca/2015/01/blog-post_17.html الرجاء التكرم بالضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة مع تحياتي وتمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية النهاية
التعليقات (0)