مواضيع اليوم

أفكار غبية ..

محمد غنيم

2009-05-10 07:22:20

0

سمعت تضنيفاً ربما يكون جديداً أثناء حوار وهمي دار بين شخصين عربيين، طرح الأول فكرة للهروب من الواقع العربي فأجابه الآخر بالقول "فكرة غبية" فرده الأول بل "فكرة ذكية"، وهنا راودني السؤال ما هو الفرق بين "الفكرة الغبية" و"الفكرة الذكية"، بحثت في الجوجل ووجدت أول قائمة النتائج وصلة لموضوع نشر في موقع أفكار علمية.

 

طبعا ضحكت لأنني كنت قد وضعت في خانة البحث "أفكار غبية" وكانت النتيجة أن أول ما ظهر لي هو موقع للأفكار يدعو الأعضاء المسجلين لطرح أفكارهم، وهنا يبدأ الموضوع.

 

أي فكرة هي تحديداً فكرة بغض النظر عن ذكاءها أو غباءها، ونحن العرب عادة ما نصف أنفسنا بـ"الأغبياء" رغم أننا نتهم بعضنا بالكبر والتعالي والعنجهية في مرات عديدة، وهناك ما يصفنا من العرب أيضاً بالشوفينيين، وهناك أمثلة عديدة على ذلك من واقع الحياة اليومية التي نعيشها، أبرز تلك الأمثلة حكامنا العرب الذين لا تظهر عليهم علامات التواضع لشعوبهم والذين إذا طرحوا أفكارهم يعتبرونها مقدسة على الشعوب العمل عليها واحترامها، بغض النظر عن تلك الفكرة هل هي غبية أو ذكية لا يهم المهم أنهم من بادروا بها وأعلنوها.

 

وقياساً بالزعماء العرب فهناك المواطنين المهضومة حقوقهم، ففي الأردن مثلاً تجد "كونترول" الباص يمر بين الراكبين كالطاووس أحياناً ويجد نفسه زعيماً في محيط الباص الذي يتجول فيه لجمع الأجرة من الركاب، وبالعودة إلى لقبه "كونترول" فهو يصبح "كونترول" حقاً في ذاك المحيط.

 

رجل الشرطة في معظم البلدان العربية تجده آتياً إليك رافعاً رأسه إلى أعلى ومتجهماً وهو ينظر إليك بفوقية ليسألك عن بطاقتك الشخصية، ويتعامل معك كمتهم بسبب أو بدون سبب، وقد يطرح عليك أفكاراً عليك فعلها مثل لا تمشي من هنا ولا تذهب من هناك.

 

لا أعرف ما الذي راودني لأفكر بموضوع الأفكار الغبية منها والذكية وما علاقة تلك الفكرة بنا كعرب، ربما لأننا دوماً نردد فكرة غبائنا بفوقية عالية، ونفتخر في كثير من المرات أننا أغبياء ومتخلفون، حتى أن بعضاً منا يضرب المثل بغبائنا ليقول عبارة معروفة في كثير من المجتمعات العربية "عرب يا رسول الله .. عرب".

 

صدقاً هناك غضب داخلي يعتصرني على تلك الأفكار وتلك السلوكيات التي نمارسها بحق أنفسنا وهنا وبعد ذلك لا أعرف كيف يمكن أن أفكر بي وبعروبتي بطريقة صحيحة، هناك عدم ثقة إذاً أنا كمواطن عربي أعترف بها إعترافاً كاملاً، ورغم محاولاتي فلا أجد نافذة أمل وثقة تدعني أن أنكر بأن العرب في هذا الوقت من الزمان يدافعون عن أنفسهم وعن شعوب العالم كله بغبائهم، فلو كانوا أذكياء لانهار العالم كله في حرب عالمية ثالثة، هل هذا هو ذكاؤنا العربي المجهول الذي قد يكون واقعاً حقيقياً لغبائنا، أم أنه الغباء العربي المعروف الذي قد يكون واقعاً وهمياً لذكائنا .. لست أدري؟! ...

 

مع الاعتذار إن أسأت .. فهذه مجرد فكرة غبية ..

mgnaim@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات