مواضيع اليوم

أفكارك ليست أنت ..

Fatma alzahra

2010-11-25 05:18:59

0

 

قد يعتقد الكثيرون أن ما نحمله من أفكار في عقولنا و ما نأسرهُ منها في معتقداتنا هو أساس لبناء شخصياتنا وذواتنا .. وهذا خطأ كبير نقترفه في حق ذواتنا .. و كذا في حق غيرنا .. نعم أخي الكريم أختي الكريمة .. أفكارنا جزء صغير منا .. بل لا تتعدى أن تكون كالأظافر التي إن طالت و اتسخت فلابد من تقليمها و التخلص منها من وقت لآخر ..

و كم من الأفكار كانت لا تبارح مخيلاتنا إلا أننا اليوم كلما تذكرناها ضحكنا على أنفسنا .. وكم كنا سذجا عندما تربصنا بهذه الأفكار و تمسكنا بها .. فقط لسبب واحد أننا كنا نعتقد أنها نحن و نحن هي .. ومن لا تتبدل أفكاره كما يتبدل جلده كل خمسة عشر سنة أو ما يقارب ذلك قلة أو زيادة .. فليسمح لي فهو راكد جامد لم يستفد من توالي الزمن والأيام عليه .. ولربما تحولت أفكاره التي طالما تشبث بها إلى صنم يُعبد .. فيطوف حوله ليل نهار و عقله المتحجر يصلي و يقدم القربات لهذه الأفكار الميتة ..

أفكاري القديمة كانت رهن لسني وخبراتي .. فكلما نضجت فلابد لأفكاري أيضا أن تنضج معي .. و أفكار أخرى لابد أن تندثر لأنها سببت لي الكثير من المشكلات و الألم ..

أما منطقة المعتقدات الراسخات فلابد أن نبتعد عن تخزين أفكارنا الخاصة فيها .. لأن هذه الأخيرة - الأفكار الخاصة - إن استمرت في منطقة المعتقدات فستتحول لحبل يلتف حول عنق صاحبها ليقتله في النهاية .. حذاري من تقديس الأفكار والانطباعات القديمة .. لأنها الداء الأعظم التي تحول بين المرء و عقله و فطرته و سعادته ..

و كثيرة هي الأفكار التي تبدلت وتغيرت و اختفت من عقلي و شخصيتي .. كفكرة الرغبة الملحة في إرضاء الآخرين .. كم كان صعبا علي قول كلمة الحق أمام شخص يحمل شخصية قوية أو إنسانا مفوها سليط اللسان .. كنت أرتعد خوفا من أي شخصية بهذه الصفات .. ولم أتخلص من مخاوفي هذه إلا بعدما أدركت جيدا أن من يسلط لسانه على غيره إنما هو إنسان ضعيف مهزوم لا يملك إلا إرعاب الآخرين بصوته و عنفوانه المزعوم .. و بذلك طُمست فكرة إرضاء الآخرين على حساب قول كلمة الحق ..

أيضا من الأفكار التي تخلصت منها .. فكرة المثالية المحضة .. أو الحلول المثالية للأمور على أصح تعبير .. هذه الفكرة أو هذه المنهجية في التفكير تجعل الإنسان يبدو غبيا ساذجا .. لا يعي كل زوايا الحياة .. و لا يدرك وجود الحلول الوسطى التي تتلاءم أكثر مع معطيات الحياة .. ولا يرى إلا ما هو أسفل قدمه من حلول .. كم كانت هذه الفكرة تعبث بعقلي و تجعلني مقيدة .. لكن بعدما طردت فكرة المثالية و أسكنت عقلي فكرة القبول بالحلول الوسط .. أصبحت مداركي للأمور أوسع .. وفهمي لما هو بين السطور أعمق .. و أصبحت فكرة المثالية نكتة سمجة و مادة للضحك و الفكاهة ليس إلا..

من الأفكار التي اقتلعتها من عقلي كذلك .. فكرة أن المال يجلب السعادة .. و في الحقيقة هذه الفكرة طرددت نفسها بنفسها من عقلي .. لأن هذه الفكرة لم تسكن مخيلتي بمحض إرادتي إنما الثقافة السائدة و إعلامنا العربي الفاشل أسهم في غرس هذه الفكرة السخيفة في عقولنا .. بينما أثبتت التجربة فشل هذه الفكرة و عدم أصحيتها على أرض الواقع ..

من الأفكار أيضا التي تبخرت من عقلي و تطايرت بفعل الزمن و الخبرة والمحاكاة .. فكرة الخوف من الموت .. فكلما توطدت علاقتك بخالق السماء و مبدعها .. وذلك بعلمك عنه و عن أسمائه و صفاته.. تجد أن عقلك لا يرفض فكرة أن توضع في قبر طوله وعرضه مترين في متر .. لأنك مدرك تماما أن روحك لن تمكث طويل تحت الأرض و ستتلقفها السماء إن كانت من أهل الصلاح و ستردها للأرض وتقذفها إن لم تكن كذلك ..

هي الأفكار تتبدل و تتغير .. و كل منا حسب عمره وثقافته وبيئته و ليونة طبعه .. فمن كان لين الطبع رأيته كالطير بلا قيود .. و من كان يابسا كالصخر فلن يبدل العمر فيه شيئا وسيبقى على صلابته مهما طال عمره أو قصر .. أطيب المنى

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات