أفـــلام حسني مبارك
سيما أوانطة ... هاتوا فلوسنا
على طريقة الممثل الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين ؛ جاءنا الرئيس المصري السابق المحظوظ حسني مبارك بأفلام شبيهة . بدأت بحسني مبارك في الحربية ، ثم حسني مبارك في الطيران ، و حسني مبارك من تحت كراسي المنصّة .... حسني مبارك في الرئاسة ،...... حسني مبارك في شرم الشيخ ،.... حسني مبارك في المستشفى ,,,,,,,,, ولا ندري متى يصور سعادة النجم السياسي الكبير فيلمه الجديد (حسني مبارك في الليمان) ؟
وعلى نفس الشاكلة جاء إبنه ذائع الصيت " جمال " . وربما تلحق بهم عن قريب ربة المنزل السيدة سوزان صالح ثابت في بطولة ونجومية أفلام سينمائية شبيهة بعد توجيه أصابع الإتهام لها بسرقة أموال التبرعات السخية التي دفعت لأجلها وتقربا إليها وأودعتها بإسمها على زعم توزيعها على الفقراء والمحتاجين وبناء دور العجزة والأيتام...... فهل تخرج الجماهير منتشية بما شاهدت من عروض ؛ أم تخرج خائبة تردد "سيما أوانطة .... هاتوا فلوسنا"؟
على أية حال فإنه ومن خلال كل هذا المهرجان السينمائي وحراك الموالد والأفراح الذاهب الآتي .. الماضي والحاضر؛ تتكشف كل يوم أسرار جديدة وتتولد شكوك حول مصير ثورة 25 يناير 2011م .... وحيث لا يزال البعض ينظر بعين الشك والريبة لما يجري من تحركات يطل من خلالها ذيول النظام البائد . هؤلاء الذين لا يكادون يصدقون حقيقة ما جرى أو يقتنعون بقدرته على الإستمرار وأن الحياة في مصر ستمضي بدونهم . وبالتالي يأملون في إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الثورة بشتى الوسائل والحيل والأساليب والأثمان في عصر بات أقلهم حيلة يمتلك المليارات ؛ يساندهم ويساعدهم في ذلك بعض المنتفعين من النظام السابق الذين لا يزال على كراسيهم وفي مناصبهم داخل الإدارات والمفاصل والهيئات الرسمية والإقتصادية والمالية .. وكذلك الإعلامية بوجه خاص .. ولم يسلم حتى الحقل الرياضي من مخرجين ومصورين ومعلقين ، ثبت بالتجربة ومن خلال فضائح عصر المعلوماتية والشفافية أنهم لا يزالون موالين للنظام البائد الذي كان يدفع لهم بسخاء منقطع النظير. وارتفعت رواتبهم وإمتيازاتهم السنوية في عهده من ملاليم إلى ملايين لأجل تشجيعهم على بيع الذمم وإنكار حقوق المواطن والوطن ورب الوطن ، وإنحصرت مهامهم في التطبيل والتهليل والتهريج داخل السيرك السياسي بالحماس المرتجى لنصف الإله وأسرته المقدسة ، ثم ولمصلحة الحزب الحاكم بالتزوير والنظام القائم وكفى لا غير.
ولعل صوت مخرج مباراة الزمالك ونادي الأفريقي التونسي قبل أسابيع وهو يلح على معلق المباراة من خلال المايكرفون الداخلي بأن يعلق على أحداث الشغب التي تآمر على فرضها ذيول الحزب الوطني ... ومطالبته لهذا المعلق بأن يذكر أن هؤلاء البلطجية الذين يعبثون داخل المستطيل الأخضر ويسيئون لسمعة مصر ويخربون إنجازاتها إنما هم شباب الثورة .. ثورة 25 يناير المجيدة .....
كل هذا وذاك وما يجري الآن أعطى مؤشرا واضحا بأن هناك مخططا جادا لإجهاض ثورة 25 يناير . وأن هناك جنودا نراها ولا نراها لمراكز القوى والقطط السمان لا تزال تمارس دورها الخبيث بعـناد في العلن والخفاء بما يخدم هذا الهدف تدفعهم المصلحة والهلع من ضياع النفوذ والجاه بل وحتى ضياع فرص الأكل من فتات الموائد الذي كان متوفرا لمعظمهم.... فتات موائد يقدر بالملايين في هذا البلد المثقلة أرضه بالخيرات الذي أبدع الشاعر المتنبيء في وصف حال الحكم فيه وسرقة المال العام بقوله:
نامت نواطير مصر عن ثعالبها .... فقد بَـشِمْنَ وما تفنى العناقيد
ومما لاشك فيه أن بقاء العديد من الوجوه الإعلامية القديمة المحسوبة على النظام في مواقعها بالأجهزة الرسمية . والتي وصل ببعضها الجرأة أن تستضيف في برامجها الحوارية ديناصورات محسوبة على الحزب الوطني إنقرضت من الساحة السياسية الحالية ، ومتهمين بالثراء الحرام والتكسب من وراء المناصب أمثال "صفوت الشريف" و "أحمد فتحي سرور" للدفاع عن أنفسهم وتبرير ذنوب وخطايا ساداتهم من أسرة حسني مبارك وحزبه الحرام .. كل هذا يؤكد أن أذناب الأمس المنتفعين من وراء النظام البائد لا يزالون يعملون بجد على أمل بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقا.
عمرو مبارك على اليمين وجمال مبارك على اليسار .. هل يسعفه الحظ فيحقق أحلام أمه سوزان بأن تصبح "أم الرئيس" بعد أن كانت "زوجة الرئيس"؟ .... ربما ولم لا ؟ فقد تعود البعض على إستغفال الشعب والإستهزاء بإرادته.
الطريقة التي جمعت بها النيابة والتحقيقات كل رموز العهد البائد داخل أسوار سجن واحد هي الأخرى تثير الشكوك والشبهات ، قلقا من أن هذا الإجراء سيسمح لهم بالتلاقي وسهولة الإجتماع والتشاور فيما بينهم عل وعسى يدبرون لأمر ما بهدف إثارة القلاقل والفتن ، وإشاعة أجواء الذعر وعدم الأمن وسط الشارع المصري المسالم ..
إن خلاصة ما يمكن قوله يكمن في حقيقة أن كافة الظاهرين على وجه مصر وداخل إطار الصورة الآن قد كانوا في الماضي جزءاً من النظام البائد وأعضاء بالضرورة في الحزب الوطني . وهو ما يجعل البعض يستدعي المثل الشعبي المصري القائل: "يموت الزمار وصوابعه بتلعب".
إن بقاء هذه الذيول يجعل من أمر التغيير المنشود أملا تحفه الكثير من العثرات والمعـوقات..... ففـاقــد الشيء لا يعطيه.... وكل إناءٍ بما فيه ينضح.
(ســاعــــة صــفــــاء)
من اليمين إلى اليسار وزير الخارجية الإسرائيلي السابق (ديفيد ليفي) ... وزير الخارجية المصري السابق (عمرو موسى) .. الرئيس المصري السابق (حسني مبارك) ... رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق (إيهود باراك) ..... هل سينسى الشعب المصري دور عمرو موسى في التطبيع مع إسرائيل وإذلال وحصار شعب فلسطين في غزة ؟ .... ربما .. ولم لا ؟ فالجميع في الداخل والخارج يراهن على ضعف الذاكرة العربية
إذن تكمن الخطورة الكبرى في أن هناك شخصيات كانت جزءا لا يتجزأ من نظام وحاشية حسني مبارك وعلى رأسها "عمرو موسى" على سبيل المثال بدأت تشرئب برؤوسها وتطيل أعناقها إستعدادا لخوض إنتخابات رئاسة الجمهورية وفق دستور يكرس سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية . أو كأنّ المشرّع المصري والشعب المصري لا يهنأ له بال إلا إذا حكمه فرعون عنيد بيدٍ من حديد وسلطات إستثناية تشجعه وتحرضه كي يتجـبّر ويطغـى .... سلطات إستثنائية لا يعيبها سوى أن الفرعون الرئيس لم يعـد يستطيع أن يحشر وينادي ليقول لهم في عصر الإسلام الحاضر صراحة :ً "أنــا ربـّكــمُ الأعـلــى".
التعليقات (0)