الحرس الثوري يستخدم طالبان لاستنزاف الأميركان:
أفغانستان تكتوي بنار إيرانية!
أسلحة إيرانية متنوعة حديثة الصنع في هيرات
صواريخ إيرانية 107 mm.. قنابل من مادة "سي 4" شديدة الانفجار..وقذائف خارقة للدروع
السي أي إيه والبنتاجون يتوقعان الأسوأ
بقلم/ ممدوح الشيخ
بدأ النظام الإيراني توسيع دائرة مساومته مع أميركا على البرنامج النووي الإيراني لتشمل إيران بعد أن تراجعت وتيرة العنف في العراق وتحول الدور الإيراني فيها إلى غلبة التأثير السياسي وتراجع التأثير العسكري بشكل ملحوظ. التصعيد الإيراني في الملف الأفغاني أشار إليه تقرير استخباراتي أميركي اتهمها بدعم حركة طالبان، وأعلن مسؤولون أميركيون في مكافحة الإرهاب أن أميركا مقتنعة بأن الحرس الثوري الإيراني يقدم تدريبا وأسلحة لحركة "طالبان". وأصبح هذا الدور الذي يلعبه "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني في مساعدة "طالبان" ومدى ضلوع القيادة الإيرانية في ذلك موضوع نقاش واسع داخل "البنتاغون".
وحسب مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب لم يكشف عن اسمه فإن درجة مساعدة "فيلق القدس" في توفير الأسلحة والتدريب لعناصر "طالبان" وصلت إلى مستويات "مقلقة للغاية" مما يعزز المخاوف المتزايدة داخل مجمع وكالة الاستخبارات الأميركية على حد تعبيره. وتؤكد الوقائع الميدانية الدور الإيراني المتزايد فقد أعلن البنتاجون عن مصادرة أسلحة ومتفجرات أواخر أغسطس 2009 تحمل علامات تشير إلى أنها صنعت في إيران وعثر عليها في غرب أفغانستان قرب الحدود الإيرانية. وشمل مخزون الأسلحة الكبير الذي تمت مصادرته صواريخ ومتفجرات وعبوات ناسفة وأيضا قذائف معروفة باسم خارقات الدروع. وليس من الواضح مدى ضلوع القيادة الإيرانية في ذلك بصورة مباشرة.
وكان مسؤول أميركي عسكري رفيع كشف أن الشرطة الأفغانية عثرت على مخزن أسلحة إيرانية الصنع في مدينة هيرات غربي أفغانستان يعتقد أنها كانت مشحونة للمقاتلين في المنطقة. ويعتقد بقوة أن قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني التي سبق لها تهريب أسلحة للمقاتلين بأفغانستان في 27 أغسطس 2009 "لا تزال تسعى إلى زعزعة الاستقرار بأفغانستان."
وحوى المخزن الذي تم ضبطه أسلحة ومواد تدخل في صناعة المتفجرات وعبوات ناسفة مضادة للمدرعات مخصصة لزرعها على جوانب الطرقات مصنعة تحديدا في إيران. إضافة لصواريخ إيرانية من نوع 107 mm، وقنابل مصنوعة من مادة "سي 4" الشديدة الانفجار وجميعها في حالة جيدة وجديدة وكان على الكثير منها علامات إيرانية. وأكد مسؤول بالبنتاجون إطلاق صواريخ مصنوعة بإيران من نوع 107 mm، في 17 أغسطس 2009 على القوات الأميركية جنوب هيرات.
وتمارس إيران في أفغانستان لعبة مزدوجة حيث تسترضي طالبان تحسبا لاحتمال عودتها إلى السلطة فيما تحاول ضرب الجيش الأميركي وتعزيز قدرتها على المساومة في المحادثات بشأن برنامجها النووي.
وفي تقييمه للحرب الجنرال مكريستال إن فيلق القدس "ورد" أنه يدرب المقاتلين لجماعات معينة من طالبان كما يقدم أشكالا أخرى من المساعدة للمسلحين. وكتب مكريستال "سياسات وأعمال إيران الحالية لا تمثل تهديدا قصير المدى للمهمة لكن إيران لديها القدرة على تهديد المهمة في المستقبل". كما اعتبر أن وجود عبوات ناسفة من صناعة إيرانية في مخزونات الأسلحة التي اكتشفت مؤخرا في أفغانستان أمر مقلق على نحو خاص لأن هذه الأسلحة تتسبب في أكبر عدد من القتلى والإصابات في صفوف القوات الغربية.
ويبني الإيرانيون إستراتيجيتهم على إدراكهم أنه مع تركيز السياسة الخارجية الأمريكية على أفغانستان تحتاج الإدارة الجديدة لما هو أكثر من مجرد زيادة عدد القوات، إذ ينبغي عليها إشراك إيران في المهمة والاستعانة بنفوذها، وترى قيادة حلف الأطلسي أن الحوار مع إيران ضروري لمحاربة المتشددين في أفغانستان. وقال أحمد رشيد الخبير بحركة طالبان إن هذا ضروري للغاية، وأنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في أفغانستان دون إيران. وتتحدث الخارجية الأميركية عن "توجه إقليمي نحو أفغانستان" يشمل إيران، لكن تجربة السنوات القليلة الماضية أكدت صعوبة قبول أميركا مبدأ "المقايضة" مع إيران لا بالملف العراقي ولا بالملف الأفغاني.
لكن هناك من الخبراء من لا يستبعد أن تصبح إيران جزءا من شبكة إمداد قوات الناتو في أفغانستان. وفي التجاه نفسه يذهب داود مراديان المستشار البارز بوزارة الخارجية الأفغانية: "إذا استقرت العلاقة بين أميركا وطهران ستتحسن أمورنا في أفغانستان". وفي ظل وجود 30 ألف جندي أميركي في أفغانستان إلى الشرق منها و140 ألفا إلى الغرب في العراق، فإن استراتيجية إيران الدفاعية هي إنهاك هذه القوات في قتال المتشددين بحيث لا تمثل خطرا على طهران التي تريد ضمان توطيد نفوذها ومصالحها كما هو الحال في العراق.
ورغم أن إيران الشيعية لا تكن ودا لحركة طالبان وكادت تخوض حربا للإطاحة بها عام 1998 إلا أنها لم توقف عن إمداد مقاتليها بالسلاح لاستنزاف القدرات العسكرية الأميركية. ويسعى الإيرانيون أيضا إلى الحصول من الأميركيين على تأكيدات بأنهم لن يستخدموا الأراضي الأفغانية منطلقا لزعزعة استقرار إيران.
وبينما يتصور قادة الحرس الثوري الإيراني أنه بذلك يزيدون هامش المناورة أمام النظام الإيراني فإنهم في الحقيقة يتسببون بدفع الأمور أسرع باتجاه الصدام وخيار الحرب، فأميركا بإشركها دولا أخرى في معالجة الملف النووي الإيراني نجحت في تحويله إلى شأن دولي، وكما تشير تجربتها في العراق التي كانت ورقة أقوى في يد إيران، فإنها على الأرجح لن تقبل منطق الصفقة ولا المقايضة بملف مقابل آخر.
ش
التعليقات (0)