مواضيع اليوم

أفضلية قرن الصحابة ماذانعني بذلك؟

ماطر غنيم

2010-04-06 11:45:07

0

أفضلية قرن الصحابة رضي الله عنهم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على الهادي ألأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
إن الإنسان المعتدل يحب أن يحيا حياة كريمة يسود فيها العدل ويختفي فيها الظلم ،ويشعر فيها بالطمأنينة وبرد اليقين ، وسمو الروح ،ودفء الأخوة .وأقصد بالعدل أن يوضع الشيء في مكانه المناسب الذي يتوافق مع طبعه وفطرته المجبول عليها .فالمرأة تشعر بالعدل إذا كانت تكلف بما تستطيع وبما يوافق ميولها وتكوينها النفسي والجسماني ،والرجل يشعر بالعدل والراحة إذا وضع فيما يوافق ذلك أيضاً .وإن القارىء للتاريخ الإسلامي يجد أن العصر الذي عاش فيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل العصور بلا ريب وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ..)) فالعصر أو القرن الذي عاش فيه النبي صلى الله عليه وسلم عصر متميز بالتغيير إلى الأفضل ،حيث ساد العدل بعد الظلم ،وظهر الحق على الباطل ،وعاش المسلم يتطلع إلى حياة خالدة باقية يعيش فيها النعيم السرمدي بعيداً عن أوهام الجاهلية وخرافاتها  والقهر السائد فيها .
وقد بددت أنوار القرآن الكريم ،وسيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام دياجر الظلم ،وفلق صبحها غسق الليل البهيم.
و تفضيل قرن الصحابة رضي الله عنهم نابع من اقتدءهم بسيرة معلهم العظيم صلى الله عليه وسلم بلفتاته وإرشاداته التربوية ،وأنواره الروحية ،وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .وهذا لا يعني أن ندعي عصمة مجتمعهم من بعض الأخطاء. فإن العصمة لايّدعونها لغير النبي صلى الله عليه وسلم ،لا لصاحب من صحبه ولا قريب من أهل بيته. فالبعض يتصور أن ثناء المسلمين على الصحابة رضي الله عنهم منطلق من اعتقاد عصمتهم من الخطأ وخلو المجتمع من أي زلل ،مع أن هذا مناقض لقول النبي صلى الله عليه وسلم{كل ابن آدام خطاء وخير الخطائين التوابون }وإنما نقول أنه مجتمع يسوده الخير غالباً إلا ماندر وليسوا بمعصومين من الخطأ . وعدم المعصومية لا يدل على عدم الأفضلية.فإذا علمنا معنى ذلك، فلا غرابة أن يختلف الصحابة رضي الله عنهم على خليفة النبي صلى الله عليه وسلم لأن أمر الخلافة عظيم وكل يرى أن فلاناً هو المستحق لها .ثم استقر رأيهم على سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ،لا بالسيف ،ولا بالدم ،وإنما بالمشورة والرأي القائم على الاجتهاد في فهم الأحق بها ،فاستقر الرأي على أحدهم.فهل العاقل يتصور مجتمع لا يقع فيه اختلاف في وجهات النظر .
وسيدنا علي رضي الله عنه بايع لسيدنا أبي بكر الصديق كما هو ثابت في السير والأحاديث الشريفة ،سواء تأخرت هذه البيعة أم كانت مع بقية الناس ، مع العلم أنه بايعه مرتين .

بل على فرض أن سيدنا علياً رضي الله عنه لم يبايع فهل هذا يعني أن مجتمع الصحابة كان سيئاً ،كما يصفه بعض العلمانية ؟!
أقصى ما يقول المدعي أن رجلاً لم يبايع للخليفة ،وبالمقابل لم يثير الشغب ولا الخليفة استبد بالحكم ،بل هو بالشورى الكلية أو الأغلبية على أقل تقدير. فأين المقارنة بينه وبين انتخابات الرشوة في عالم الديمقراطية المزعومة ؟! بل اين هذا من الديكاتوريات التي تجتاح الأوطان والأمم لفرض ثقافة عقيمة ،وسرقة أمولاً محترمة ، وسفك دماء طاهرة ،وإثارة الفتن والشغب بين أبناء الوطن الواحد كما نراه في فلسطين والعراق؟
إن بعض المتطرفين من كتاب العلمانية يتخذ من مواقف نادرة يزعم أنها حصلت في عهدالصحابة رضي الله عنهم قشة يمتطيها ليخلص بها إلى أن مجتمعنا ومجتمع الصحابة سواء بسواء في الفوضى والعنجهية ،وسوء القيم .ولابد أن كل عاقل يعلم أن هذا كلام غير صحيح ، لأن هناك فرق كبير بين مجتمع يسوده العدل والأمن العام إلا ماندر ،وبين مجتمعات يسودها الخوف والذل والاستبداد إلا ماندر .فالثاني هو مجتمعك الذي تعيشه في ظل سيطرة الغاب العلمانية .والأول هو مجتمع الصحب الكرام رضي الله عنهم .
والسبب واضح جداً فإن أمة تترك الخير الذي نزل به القرآن والسنة المشرفة الثابتة وتتمسك بقيم الغرب الفاسدة المنحرفة ،كما أنها تترك أسباب تقدم الغرب في الصناعة والعمران ونحوها وتتمسك بأسباب انحطاطه،فلابد أن تصل إلى التخلف الذي تعيشه اليوم في الظل السائد للحكم العلماني في كثير من أسقاع الأرض.

وأختم بما بدأت به أن الصحابة رضي الله عنهم وإن كانوا غير معصومين من الأخطاء إلا أن أخطاءهم نادرة جداً ومع ذلك فلم يقر من أخطأ على خطأه بل أنكروا عليه ذلك كل بما يستطيع فكان مجتمعهم أفضل المجتمعات على الإطلاق .والأفضلية لا يلزم منها المعصومية . والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

كتبه:ماطر بن عبدالله الأحمري.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !