العرب امة جاحدة..دوما تنسى فضل الآخرين عليها وتتنكر لهم بل وتجعل من نفسها ربما صاحبة فضل عليهم..ناسية او متناسية انها امة تعيش على الهامش لا تنفع ولاتضر (بالحقيقة قد تكون ضارة احيانا)..فنحن دوما نسمع من يسب امريكا ويتهمها بالتحيز ضد قضايانا ويحرق علمها الذي هو رمز سيادة الدولة وليس ملكا لرئيس او حكومة نعاديها..فلنجرب اليوم وضع تصرفات امريكا تجاه العرب والمسلمين في الميزان ونرى ما قدمت لهم وما قدمت لهم بلدانهم وما قدموا هم لأميركا بعد ان آوتهم وحمتهم من طغيان قادتهم وسمحت لهم بالعيش فوق ارضها بحرية..
اميركا يا سادتي لولاها لما ظل هنالك مسلم في البلقان..قد تكون السنوات انستكم هذا الأمر لكنه حدث..فعندما كانت مليشيات الصرب تفتك بالمسلمين في البوسنة والهرسك وكان المسلمين يفرون من مدنهم وقراهم لتلاحقهم فرق الموت الصربية لم يهب احد من المسلمين لنجدتهم..وايضا لم يفكر احد بأرسال مساعدات فعلية اليهم (البعض يرسل طائرة مساعدات وينفق على طباعة الملصقات التي توضع على الاكياس والعلب اكثر من انفاقه على محتويات تلك العلب ويظل الاعلام يطبل لأيام لتلك الألتفاتة الكريمة) اهمل البوسنيون حتى ظنوا انهم سيفنون عن آخرهم من دون ان يدري بهم احد..لكن الله رأف بهم وتحرك المجتمع الدولي لينقذهم من سطوة مجرمي ميليسوفج ولم يكن خلف هذه الحركة سوى الولايات المتحدة التي اخذت على عاتقها وقف المجازر وحماية السكان فقادت تحالفا دوليا لأجبار يوغسلافيا(سابقا) على الأنسحاب من البوسنة وكان لها ما ارادت وأنقذ الشعب البوسني من براثن الة الموت الصربية..وشيئا فشيئا بدء البوسنيون بمساعدة مباشرة من الامريكان ببناء مدنهم وقراهم المدمرة ومساجدهم المحترقة ومنازلهم المسواة بالأرض..من ساعدهم وانقذهم؟؟
عدوة الأسلام والمسلمين اميركا!!!!
لولا اميركا ايضا لكانت الكويت محيت عن الخارطة ولكان شعبها ابيد بالكامل بآلة نظام صدام..فهل حرر العرب الكويت؟؟وهل اخرج درع الجزيرة الجيش العراقي منها؟؟بالطبع لا..اميركا هي من قاد تحالفا دوليا لأعادة السيطرة على الكويت وحمايتها مستقبلا من نظام صدام..
ولولا اميركا ايضا لهلك البان كوسوفو..فهي من انقذهم وحماهم واسس لهم دولة ولازالت تحميها..فماذا قدم لهم العرب والمسلمون؟؟اتذكر ايام حرب كوسوفو ارسلت اسرائيل مستشفى ميداني لمخيمات اللاجئين في البانيا وآخرا في مقدونيا ان لم تخني الذاكرة في وقت كان العرب منشغلين بأسم الأقليم كوسوفو ام كوسوفا!!!
ولأمريكا سادتي فضل في عتق رقاب شعب افغانستان المغلوب على امره والذي اعتقده الشعب الوحيد (سابقا) الذي لم ينسه العرب وتواصلوا معه في ازمته فأرسلوا له خريجي السجون وأرسلوا له الشواذ والمنحرفين والمنحطين خلقا واخلاقا(كالزرقاوي والمقدسي والشامي) لقد اغرق العرب افغانستان بهذه الوجوه القذرة والتي لخبرتها في العصابات والأجرام فرضت سطوتها على المواطنين البائسين وحولت حياتهم جحيما وسنت قوانينها (وهي الاجنبية الغريبة) لتسير عليها ابناء البلد الأصليين..
بأسم الجهاد زرعوا الافيون وتاجروا به..وبأسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قتلوا بنات هذا الشعب ونكلوا بهن..وبأسم الشريعة حرموا الافغان من كلما ييسر الحياة ويسهل التواصل بدءا بالنترنت وليس وصولا الى الراديوات واجهزة التسجيل..وبأسم النصر والغنيمة استحلوا نساء هذا الشعب واغتصبوهن في هيرات ومزار شريف..وبأسم الأيمان والسلف الصالح قتلوا الأوزبك والهازارا والطاجيك..هذا ما قدمه العرب للأفغان (الم اقل اننا امة تضر ولا تنفع)وهاهم اليوم لازالوا يمولون الارهاب هناك بالمال والرجال كي يعيدوا عقارب الساعة للوراء..
وأمريكا ياسادتي هي من حرر العراقيين وخلصهم من حكم زمرة صدام بعد ان وقف الرئيس بوش بأصرار وعناد بوجه الدول التي عارضت هذه الخطوة ومضى بطريق تحرير هذا الشعب الذي ظلم سنين طوال..ولازالت اميركا من يعين العراقيين على التصدي لأعداء العراق وحريته من ارهابيين عرب وعجم ومن دول جوار ابت على نفسها الا ان تشترك بقتل العراقيين وعرقلة مسيرتهم نحو بناء وطن حر موحد لافرق بين مواطنيه الا بما يقدمونه من عمل تجاه الوطن..وقبلها حمت اميركا الكرد بفرض منطقة آمنة شمال العراق كما فرضت حضرا للطيران فوق جنوبه لتقييد حركة صدام والة موته..وأن كنتم تظنون انها اطاحت بحلم العرب لبلوغ القدس..فأرجعوا للنوم وأحلموا من جديد(ولكن بعيدا عن العراق)
وامريكا ياسادتي الكرام هي من خلص اللبنانيين من الوصاية السورية على بلدهم وهي بضغوطها من جعل البلدان العربية تتخذ اجراءات ولو شكلية لأنتخاب مجالس محلية او لرفع بعض القيود عن الصحافة.. وهي وحدها من يدعم حكومة الصومال اليوم ضد ارهابيي شباب المجاهدين..
وهي من تنادى لنصرة اهل دارفور بعد ان جار عليهم اخوة الوطن..
انا متأكد من ان موضوع اسرائيل سيطرح لنفي ما تقدمت به واثبات العكس...ولكن مهلا ياسادتي..
فأسرائيل تمثل حصنا لمفاهيم الديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط وهي بالنسبة لأميركا صمام امان للمنطقة بوجه قوى الارهاب والتطرف بدءاٌ بعد الناصر وانتهاءا بحماس..مسألة اخرى يجب ان لاننساها وهي ان العمل الاسرائيلي وان اتصف بالعنف والشدة دائما لكنه دائما كان المدافع ولم يكن المبادر..فحرب ال67 كانت بدايتها التصعيد والتطبيل والتهليل من النظام المصري الذي اعلن قرب دخوله الحرب بتهديدات عبد الناصر(وهو غير مهئ لها)فمالذي تنتظره اسرائيل هل تنتظركم كي تهاجموا في الوقت المناسب لكم؟؟ ام تباغتكم لتنهي المسألة قبل ان تبدأ..حرب اكتوبر كانت بدايتها عربية ايضا(لكنها بداية منظمة هذه المرة رغم النهاية المرتبكة)..اجتياح لبنان جاء بعد عمليات عديدة لمنظمة التحرير انطلقت من الأراضي اللبنانبة واسفرت عن ضحايا اسرائيليين عديدين..اما حربا لبنان وغزة الأخيرتان فالامور واضحة فيهما وضوح الشمس..انا لا ابرر لاسرائيل القوة المفرطة التي تستخدمها لكنني اوضح جزءا من الاسباب التي تجعل اميركا لاتقف مع العرب فغالبا ما يبتدئون التحرش بأسرائيل ومن حق كل دولة ان تذود عن مواطنيها..بل نتمنى ان تذود عنا حكومتنا كما تذود اسرائيل عن شعبها..كي تكف بلدان الجوار عن تدخلاتها بشؤوننا..ثم هل ينسى العرب ان امريكا بضغوطها على اسرائيل هي الوحيدة التي حمتهم منها؟؟من ياترى حمى القاهرة ودمشق عام 67 من السقوط بيد اسرائيل؟؟ ومن ضغط لانهاء حرب 73 بعد ان انقلبت الاية وحوصر المصريون بعد سيطرة الأسرائيليين على الدفرسوار وكاد السوريون ان يفقدوا عاصمتهم لولا النجدة العراقية التي وصلت والتي لازالوا يبخسونها حقها عندما يستذكرون تلك الحرب؟؟ومن جر الاسرائيليين الى مائدة السلام بعد المبادرة الشجاعة للراحل السادات لولا الضغط الامريكي؟؟ومن سهل قيام السلطة الفلسطينية لولا رعايتها لأوسلو ومدريد وضغطها على اسرائيل بالترغيب والترهيب لقبول مشاريع السلام تلك؟؟
هل يريدون ان تخوض اميركا حروبهم التي يشعلوها بالنيابة عنهم؟؟
وماذا قدموا لامريكا كي ينالوا معاملة مفضلة؟؟
الحادي عشر من ايلول؟؟
نيروبي ودار السلام؟؟
التحريض ضدها؟؟
قتل مواطنيها؟؟
احراق علمها؟؟
استقبال الابطال الذي ناله سفاح تورط بدماء الأمريكان؟؟
توزيع الحلوى احتفال بارهاب الحادي عشر من ايلول؟؟
ينال العربي والمسلم حريته في اميركا فيتصرف كما يشاء ويؤدي الطقوس التي حرم منها في بلده بحرية تامة ثم يدعو الله ان يخلصه من اميركا ويتظاهر ضد حكومتها ويسئ لجيشها ويشوه صورته ويتبرع للأرهابيين ربما من اموال الأعانة التي يتلقاها من هذا البلد..اي جحود واي نكران للجميل..
علينا ان نثبت وجودنا قبل ان نطلب من الاخرين الاعتراف بنا واثبات الوجود هذا لايأتي من فراغ علينا ان نوعي شعوبنا علينا ان نتخلص من عقدنا تجاه الأخرين..علينا ان ندين الأرهاب وأن نصلح امرنا ونحدث مناهجنا..علينا ان نتخلى عن الكراهية وثقافتها..
بأختصار علينا ان نشخص اخطائنا ونعترف بها ونسعى لعلاجها قبل ان نلقي اللوم هنا وهناك كي نغطي على فشلنا وحتى ذلك الحين كفوا عن لوم امريكا..
وتذكروا افضالها على الأسلام والمسلمين..
التعليقات (0)